آخر الأخبار

زيارة قريبة لقائد الجيش الى واشنطن وتأجيل الانتخابات محتمل

شارك
كتبت منال زعيتر في"اللواء":عمليا، لم تلغِ واشنطن زيارة قائد الجيش رودولف هيكل... من ألغى الزيارة كان القائد نفسه بعدما وجد ان جدواها محدودة بعد إلغاء معظم لقاءاته هناك، وتقديره ان ما حصل لا يليق بموقع الجيش وقائده... وخلافا لكل السيناريوهات المتشائمة التي روّجت لها شخصيات معروفة على خلفية إلغاء الزيارة، فقد حصلت «اللواء» على معلومات مؤكدة من مصادر لبنانية وأخرى أميركية رفيعة المستوى حول زيارة قريبة لهيكل لواشنطن، ويكفي للتأكيد على صحة هذه المعلومات الاستشهاد بما نقله السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى الى رئيس الجمهورية جوزاف عون خلال لقائهما، حول تقدير قيادته واحترامها للجيش اللبناني ولقائده، وتأكيده انه سيكون هناك زيارة قريبة لهيكل للولايات المتحدة الأميركية.
مصادر قريبة من بعبدا كشفت بأن اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية بالسفير الأميركي الجديد كان جيدا وودّيا ولم يتخالله أي مواقف متشنجة، بحيث أظهر عيسى تقديره واحترامه لعون والجيش اللبناني وقيادته... أكثر من ذلك، أكد عيسى انه سيكون هناك زيارة لقائد الجيش لأميركا، وانه كممثل لبلاده يستطيع التأكيد على استمرار دعمها للجيش ووقوفها الى جانب السلطة السياسية في لبنان .
وهنا السؤال، إذا كانت واشنطن مصرّة على نقل صورة إيجابية الى لبنان الرسمي حول حرصها على السلطة وقيادة الجيش تحديدا، فأي «واشنطن» إذا ألغت زيارة هيكل؟...
هنا تحديدا، ثمة رأي قائل من داخل واشنطن نفسها ان هناك انقساما في التعاطي الأميركي مع الملف اللبناني بين الخارجية، والقيادة الوسطى، والمبعوثين الخاصين بالرئيس دونالد ترامب والذين هم في الحقيقة من خارج الجسم الدبلوماسي، حتى بين وكالة المخابرات الأميركية المركزية، ولكن ذلك لا يلغي بحسب هؤلاء ثابتة أساسية، وهي استمرار واشنطن في دعم الاستقرار في لبنان، والحرص على عدم الصدام بين الجيش وأي من القوى اللبنانية وفي مقدمها حزب الله ، وهو الموقف الذي علمت «اللواء» انه نقل بشكل رسمي وعاجل من واشنطن الى جهات لبنانية رسمية، بعد البلبلة التي رافقت إلغاء زيارة قائد الجيش...
وعلى الهامش، لا ضير من كشف بعض المعلومات حول إصرار واشنطن على عدم الصدام بين الجيش والحزب، مثلما حصل قبل جلسة ٥ أيلول، بحيث بادرت الإدارة الأميركية الى التنسيق مع قائد الجيش ورئيسي الجمهورية ومجلس النواب لإيجاد صيغة وسطية لخطة الجيش وخصوصا حول مسألة سلاح حزب الله جنوب نهر الليطاني، بحيث لا تؤدي الخطة بطبيعة الحال الى أي صدام بين الجيش والحزب. على هذا الأساس، يمكن قراءة وتصنيف المواقف التي رافقت إلغاء زيارة هيكل لواشنطن، بين اعتبارها:
أولا: رسالة سياسية لقائد الجيش، بسبب أدائه الحكيم وطرحه وقف العمل باتفاق وقف إطلاق النار بسبب عدم التزام العدو به واستمرار العدوان.
ثانيا: ضغط أميركي على الجيش اللبناني وقيادته لتطبيق خطته بوتيرة أسرع.
ثالثا: رسالة سياسية لرئيس الجمهورية، وتحديدا بسبب طلبه من الجيش التصدّي لأي توغل إسرائيلي.
رابعا: الضغط على رئيس الجمهورية والسلطة السياسية معا للذهاب نحو التفاوض المباشر مع العدو الإسرائيلي ، ولا سيما ان عون أبلغ الجميع بان التفاوض غير المباشر هو المقبول، وإصراره بالموازاة على عدم حصول أي تفاوض قبل تطبيق العدو لاتفاق وقف اطلاق النار.
الى هنا، يمكن فهم التباسات البعض في تفسير الأسباب التي أدّت الى إلغاء زيارة هيكل لواشنطن، الى محاولة الاستثمار في إلغاء هيكل زيارته لواشنطن وليس العكس، لمواجهة العهد وقائد الجيش ومحاولة اضعافهما، والترويج لوجود مسعى أميركي لتغيير السلطة السياسية وقيادة الجيش بعد الانتخابات النيابية المقررة في أيار المقبل، فهنا الكارثة الحقيقية في تقدير ما حصل، وفي قراءة التناقض بالموقف الأميركي.
ولكن، يكفي التدقيق جيدا في ردّ مصادر قيادية في الثنائي الوطني على هذا السيناريو بسؤال جديّ يطرح للمرة الأولى لفهم طبيعة ما يجري: هل سيكون هناك انتخابات نيابية؟
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا