آخر الأخبار

تحذير من كتلة الوفاء للمقاومة: يشوِّه صورة العهد وشعاراته السياديّة!

شارك

عقدت كتلة الوفاء للمقاومة جلستها الدوريّة بتاريخ 16/10/2025 برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، ‏وتداولت ‏الكتلة في قضايا وشؤون نيابيّة وسياسيّة عدّة تتصل بلبنان وفلسطين والمنطقة، وصدر عن المجتمعين ‏البيان الآتي:‏

نفضت غزّة بثبات وصمود أهلها الأسطوري وبسالة وتضحيات مقاومتها الملحميّة عن نفسها غبار حرب الإبادة ‏العدوانيّة ‏الصهيونيّة المدعومة أميركيّاً بالكامل، والتي لم يكن لها أن تبدأ، فضلاً عن أن تستمر لولا الغطاء ‏السياسي الأميركي وجسر ‏الإمدادات العسكريّة الذي اعترف الرئيس ترامب من موقع الشريك بأنه قدّمه لحكومة ‏المجرم نتنياهو، في حين نجح التلاحم ‏بين أهل غزّة ومقاومتها في إفشاله، كما أفشل الكثير من المخططات ‏الإجراميّة وسيناريوهات الترحيل والتفريغ وتهجير أهل ‏القطاع إلى خارج فلسطين.‏

أمّا قيادة العدو فأصيبت بخيبةٍ شديدة لأنَّ شعارات العدوان التي أطلقها المجرم نتنياهو في بداية حربه العدوانيّة لم ‏تتحقق، ‏فأسرى العدو لم يعودوا بفعل قوّة جيشه كما وعد، وإنّما بفعل التفاوض مع حركة حماس كما تعهَّدت ‏الحركة، وكذلك فإنًّ ‏مئات الأسرى الفلسطينيين لا سيما المحكوم عليهم بمؤبّدات عديدة قد خرجوا إلى الحريّة ‏وكذلك العديد من الأسرى الأطفال ‏والنساء‎.‎

على أنَّ همروجة إحلال السلام فيما أسماه منطقة الشرق الأوسط والتي تغنّى بها الرئيس الأميركي سواء في ‏الكنيست ‏الصهيوني الذي أكّد أمامه شراكة أمريكا في حرب الإبادة والتجويع للفلسطينيين في غزّة، أو في شرم ‏الشيخ بحضور عددٍ ‏من رؤساء وزعماء وحكام عرب ومسلمين لا تفصح عن أي التزام أمريكي بحقوق ‏الفلسطينيين ولا تعدو كونها مسرحية ‏فاشلة بإخراج رديء جداً، لم يقتنع بها مطلقوها، فضلاً عن أن تنطلي على ‏أيٍ من شعوب المنطقة وفصائل مقاومتها ‏وأحرار العالم وشرفائه.‏

إنَّ كتلة الوفاء للمقاومة وإزاء هذه التطورات الأخيرة في الموضوع الفلسطيني تؤكد ان الصراع مع العدو ‏الصهيوني ما كان، ‏ولن يكون في يوم من الأيام، صراع حدود، بل سيبقى صراع وجود ما دام هذا الاحتلال ‏العدواني الغاصب بإجرامه المدمِّر ‏ومخططاته التآمريّة وأطماعه التاريخيّة محتلاً لترابنا اللبناني وأرضنا العربية ‏الإسلامية ويستمر في تهديد مقدساتنا المسيحية ‏والإسلامية.‏

وتوجه الكتلة التهنئة لشعبنا الفلسطيني الصامد الصابر في غزة، ولفصائل المقاومة كافّةً وعلى رأسها حركة ‏حماس، وتعبر ‏عن اعتزازها وافتخارها بالملحمة الأسطورية التي خطها المجاهدون الفلسطينيون على ارض غزة، ‏ما اجبر العدو على ‏الرضوخ لمطالب المقاومة وتجدّد تبريكاتها للشهداء الأبرار، وتعبِّر الكتلة عن ثقتها المطلقة أنَّ ‏حركة حماس وفصائل ‏المقاومة سيقومون بكل ما يمكن لضمان الحقوق الفلسطينية‎.‎

وتهنئ الكتلة الأسرى الأبطال رجالاً ونساءً وأطفالاً بانتزاعهم حريتهم من أسر الجلاد الصهيوني وتثمن صبرهم ‏وصمودهم ‏وتضحياتهم وعذاباتهم طيلة فترة الأسر.‏

وترى الكتلة أنَّ ما قدمه أهل غزَّة وأبطالها من رجال المقاومة من بطولات وتضحيات وصبر وصمود وثبات يشكل ‏نموذجاً ‏فريداً وأمثولةً تحتذى لكل الشعوب والأحرار على مستوى العالم.‏

وحول عدد من التطورات والشؤون السياسيّة والنيابيّة الأخيرة، سجَّلت الكتلة ما يلي:‏

أولاً: إن تصاعد واستمرار المجازر والاغتيالات والاعتداءات الإسرائيلية الإجراميّة على الأراضي اللبنانية ، والتي ‏كان آخرها ‏الاستهداف اللئيم لمنشآت مدنيّة وتجاريّة في منطقة المصيلح إنما يرسل رسالة واضحة للبنان ‏واللبنانيين ولكل العالم بأنَّ ‏العدو لن يتوقف عن اعتداءاته لمنع أي محاولة لإعادة إعمار ما هدَّمته آلته الحربيّة ‏العدوانيّة، وهذا ما يحتِّم على الحكومة ‏أن تُضاعف جهودها وتُفعِّل إجراءاتها، وأن لا تكتفي بالخطوة الأخيرة التي ‏جاءت في الاتجاه الصحيح، والمتمثِّلة أولاً ‏بحضور عددٍ من وزرائها المعنيين لمعاينة آثار العدوان وإعلان وقوفهم ‏إلى جانب المتضرّرين، وثانياً بالشكوى التي تقرر ‏رفعها إلى مجلس الأمن الدولي.. إنّ الحكومة يمكنها أن تستنفر ‏دبلوماسيتها عبر العالم وتحرّك صداقاتها الدوليّة لإدانة ‏العدو الصهيوني وجرائمه ضدّ لبنان ومواطنيه.‏

ثانياً: تؤكد الكتلة مجدداً على الأولويّات السياديّة التي يتوجّب أن تحكم مسار السياسة والمواقف والمقاربات في ‏البلاد من ‏أجل مواجهة الاحتلال وتحقيق الأمن والاستقرار فيها وهي وقف الأعمال العدائيّة من قبل العدو ‏الصهيوني والانسحاب من ‏كامل النقاط التي لا يزال يحتلّها في لبنان، وإعادة الأسرى وإطلاق الحكومة اللبنانية ‏لورشة إعادة الإعمار.

وتدعو الكتلة إلى التزام موقف وطني موحّد ضدّ العدو الصهيوني واعتداءاته وإدانة ما يبتدعه هذا العدو من حق ‏استباقي ‏فيما يدّعيه من تهديدات متجاوزاً للآليّات التي رسمها إعلان وقف النار.‏

ثالثاً: إن الاجراءات المتخذة من قبل هيئة التحقيق الخاصّة بوضع إشارات على أملاك بعض اللبنانيين الموضوعين ‏على ‏لوائح العقوبات الاميركية، وكذلك الإجراءات ضدّ الجمعيات الخيرية والأفراد الذين ينشطون في حقل ‏المساعدات ‏الاجتماعيّة لمساعدة القرى المدمّرة والمتضرِّرة بناءً للتعميم من حاكم مصرف لبنان وهم ليسوا على ‏لائحة العقوبات الأميركيّة ‏والوطنيّة هو تجاوز لحدّ القانون، وتعسف في استخدام السلطة، كما انه يشكل انحرافاً ‏خطيرا غير مسبوق في استهداف ‏شريحة متنوعة من اللبنانيين من دون اي وجه حق سوى الاستجابة لرغبات ‏الاميركيين ومحاولة استرضائهم. لذلك فاننا ‏نحذر من مغبة الاستمرار في هذا النهج، وندعو الحاكم للمبادرة فورا ‏إلى تصحيح الموقف والعودة عن هذا القرار الخاطيء ‏والمجحف كونه يهدد الاستقرار الاقتصادي والامن ‏الاجتماعي، ويدخل البلد في دائرة من التوترات التي لا طائل منها، ‏ويشوِّه صورة العهد وشعاراته السياديّة.‏

رابعاً: توجه الكتلة أسمى ايات التهنئة والتبريك لكشافة الإمام المهدي (ع) رئيسا وقيادات وكشفيين واهالي في كل ‏المناطق ‏والقطاعات والافواج ، وتعبر عن أسمى ايات الاعتزاز والفخر بهم جميعاً و"بأجيال السيّد" للفعالية ‏الاحتفالية الراقية التي ‏نظمتها الاحد الماضي في المدينة الرياضية والتي جاءت لتتوج احتفالية الذكرى السنوية ‏الاولى لارتقاء سيد شهداء الامة ‏السيد حسن نصرالله، وصفيه الهاشمي والقادة الشهداء والشهداء القادة وكل ‏الشهداء‎ .‎ان هذه الاحتفالية الاستثنائية الفريدة ‏والمتميزة انما تجسد فعل التزام ووفاء لخط المقاومة ونهج قادتها، ‏وهي الدليل الساطع على الالتفاف الجماهيري الواسع حول ‏خيارات المقاومة وعمق ايمان الناس بصدق مواقفها ‏بما يشكل ضمانة حقيقية لحفظ كرامة وسيادة الوطن وعزة اهله.‏
الجديد المصدر: الجديد
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا