وجدد الرئيس عون تأكيده على أهمية التعاون والتنسيق بين الجيش و"اليونيفيل" في المجالات العسكرية والإنسانية والخدماتية. وأشار الى ان
لبنان على تواصل مع الدول الشقيقة والصديقة للتنسيق في مرحلة ما بعد انسحاب
القوات الدولية من الجنوب لضمان الامن والأمان في المنطقة.
وكان الجنرال ABAGNARA اطلع الرئيس عون على الأوضاع الراهنة في الجنوب في ضوء التطورات
الأخيرة وعرض للإجراءات التي سوف تعتمدها القيادة الدولية لتنظيم أوضاع "اليونيفيل" بعد تقليص الأمم المتحدة لموازنات مهمات السلام في
العالم .
كما وضعه في أجواء الإجراءات التي تنوي القيادة اعتمادها في مرحلة بدء الانسحاب التدريجي للقوات الدولية من الجنوب مع بداية العام 2027 وحتى نهايته.
وشدد الجنرال ABAGNARA على ان "اليونيفيل" سوف تستمر في دعم الجيش اللبناني والتنسيق معه في مختلف المهام التي يقوم بها في الجنوب ولن يتأثر الخفض التدريجي لعديد هذه القوات بالمهام الموكولة اليها بالتعاون مع الجيش.
وفي الاطار نفسه، استقبل الرئيس عون المنسقة الخاصة للامين العام للأمم المتحدة السيدة جانين بلاسخارت واطلع منها على الأوضاع العامة وعمل منظمات الأمم المتحدة في لبنان.
الى ذلك، كانت للرئيس عون لقاءات وزارية ونيابية. وفي هذا السياق استقبل وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة واجرى معه جولة افق تناولت الأوضاع الإقليمية في ضوء التطورات الأخيرة. كما تم خلال اللقاء عرض ملفات وزارة الثقافة والمشاريع التي يعمل الوزير سلامة على تنفيذها لاسيما إعادة تأهيل قصر الاونيسكو، وقصر بيت الدين، والمكتبة الوطنية من خلال هبات خارجية يعمل على الحصول عليها. كذلك عرض الوزير سلامة الإجراءات التي يتخذها لوقف التعديات على الاثار.
نيابيا، استقبل الرئيس عون النائب فؤاد مخزومي الذي أوضح بعد اللقاء: "التقيت
اليوم فخامة الرئيس عون، وتناولنا واقع لبنان والتحديات التي تواجهه، وسبل المضي قدمًا في تنفيذ كل القرارات الدولية والإصلاحات اللازمة. كما ناقشنا الحدث الضخم الذي شهدته القاهرة، والذي يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق السلام الإقليمي وإنهاء الحرب في غزة، وما يحمله من فرص كبيرة للمنطقة. لبنان مدعو لاغتنام هذه الفرصة، ونحن نقف إلى جانب فخامة الرئيس في جهوده لتحقيق الاستقرار والسلام في بلادنا".
واستقبل الرئيس عون الأستاذ حنا غريب على رأس وفد من الحزب الشيوعي اللبناني الذي شكره على استقباله وسلمه مذكرة تضمنت شرحا لموقف الحزب من القضايا الراهنة. وقال:"ان ازمة لبنان المزمنة تتفاقم مع العدوان والاحتلال الصهيوني الذي بدأ يكثف من اعماله العدوانية بعد اتفاق غزة مستهدفا العودة الى الجنوب واعماره. اليوم نحن بامس الحاجة الى ان يحرر لبنان ارضه من الاحتلال حتى خط الهدنة من دون قيد اوشرط وبكل الإمكانات والوسائل المتاحة. الحزب الشيوعي الذي أسس المقاومة تقول ثقافته انه طالما هناك احتلال هناك مقاومة وهذا جزء من تاريخنا.
ونحن نعطي أولوية للجيش اللبناني الذي يلعب دورا أساسيا ويعتبر الضامن للوحدة الوطنية وحامي السيادة ويدافع عن لبنان وارضه وشعبه. وفي هذا السياق، نؤكد على ضرورة تقوية المؤسسة العسكرية ونسأل لم لا تعود خدمة
العلم لينخرط الشباب فيها، فالمقاومة ليست محصورة بطائفة ومذهب، وحصريتها بفئة ترتد سلبا عليها. وقال: "اننا ندرك انكم حاملون راية التحرير ونحن نعول أهمية كبيرة عليكم وعلى قدرتكم على ان تحولوا هذه الازمة الى فرصة سانحة لوضع البلد على طريق الخلاص من الدولة الطائفية والمذهبية باتجاه قيام الدولة المدنية والمواطنية والعلمانية التي تسود فيها العدالة الاجتماعية".
وإذ اكد على موقفه المؤيد لاجراء انتخابات نيابية فانه طالب بتعديل القانون الانتخابي ليصبح خارج القيد الطائفي بحيث لا يكون فيتو على أي فئة من التمثيل في المجلس النيابي، مؤكدا على ضرورة تعويض الخسائر على لبنان التي لا تنحصر بالدمار بل تشمل أيضا الموارد البشرية، مطالبا بتصحيح الرواتب والأجور وزيادة الضمانات الصحية والاجتماعية وتخصيص اعتمادات للمواطنيين اللبنانيين المشردين من قراهم.
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد مؤكدا اننا نطمح للتوصل الى حل كل الازمات التي يعاني منها لبنان واللبنانيون. وقال للأسف في لبنان هناك طوائف لا اديان والجميع يتسلح بالطائفية والمذهبية ويغذي النعرات من اجل مصالح انتخابية، في ظل عدم وجود برامج سياسية.
وإذ شدد على انه من الأهمية بمكان تنقية النفوس قبل النصوص، فانه لفت الى ان العلاقة مع سوريا تتحسن فيما تتم معالجة الأمور الأخرى كقضية الموقوفين والحدود والنازحين، والاتفاقات الاقتصادية ستأتي في المرحلة اللاحقة، لا سيما وان سوريا هي مدخل لبنان الى العالم
العربي .
وعن الوضع الداخلي، قال انه جيد ويتحسن بدوره وهناك العديد من الخطوات التي يجب ان تنفذ، لافتا الى ان قرض 250 مليون دولار المخصص للاعمار الذي وافق عليه البنك الدولي ومجلس الوزراء ينتظر موافقة
مجلس النواب عليه. واكد ان ما تحقق حتى الان يشكل انطلاقة جيدة لكننا حتما بحاجة الى المزيد.
وقال الرئيس عون: انا مؤتمن على البلد واي وسيلة تجعله مرتاحا وتبعد عنه شبح الحرب وتؤمن تحرير الجنوب وإعادة الاعمار مستعد للقيام بها، مشددا على وجود مؤشرات إيجابية عديدة تتطلب في المقابل القيام بالعديد من الإجراءات ومنها ما تقوم به الحكومة على صعيد الفجوة المالية، مشددا على أهمية اعادة الودائع في المصارف لاصحابها "وهو حق مكتسب".
وتناول ملف المفقودين، فاكد على ان حق أهلهم علينا معرفة مصيرهم، مشيرا الى متابعته ملف أساتذة الجامعة
اللبنانية ، ومشددا على أهمية العمل على تعزيز مفهوم المواطنية وتطبيق الدستور.
واستقبل الرئيس عون مؤسسة الرئيس فؤاد شهاب برئاسة الوزير السابق الدكتور عادل حميه الذي اعتبر ان خطاب القسم ذكر اللبنانيين بروحية الرئيس الراحل الذي لطالما كان حريصا على الصدق والأمانة والعدالة والعدل، وان تكون الدولة مؤسساتية لا فوضوية. ولفت الى "ان عددا ممن تعاونوا مع الرئيس الراحل قرروا في العام 1998 تأسيس هذه المؤسسة لتتمكن من التعريف على روحية الرئيس شهاب وتنميتها وتطبيقها في المجتمع اللبناني". وقال:" اننا اذ نكمل طريقنا على طريق تحقيق هذا الهدف، فان نشاطاتنا والندوات التي ننظمها تركز على تعريف الشباب الذين يشكلون مستقبل الوطن على فكر الرئيس شهاب ومدرسته".
وختم بالقول: "اننا متفائلون بوجودكم في سدة الرئاسة الأولى ونضع كل امكاناتنا بتصرفكم لخدمة لبنان".
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد ومؤكدا على البصمة الكبيرة التي تركها الرئيس فؤاد شهاب في الدولة اللبنانية. وقال: "لقد مات الرئيس شهاب جسديا الا ان عقله وفكره ومدرسته لا يزالوا احياء. لقد زرت الأسبوع الماضي المؤسسات الرقابية التي اسسها الرئيس الراحل وكم كانت رؤيته صائبة في ذلك الا اننا لا زلنا لا ندرك قيمتها حتى الان. والرئيس شهاب لطالما عرف بترفعه عن كل مصلحة شخصية وايلائه مصلحة البلد الأولوية، فيما تكمن مشكلتنا اليوم بالتفكير في المصلحة الشخصية على حساب المصلحة العامة".
ونوه الرئيس عون بما تقوم مؤسسة الرئيس فؤاد شهاب "الذي لا يزال حيا في فكر اللبنانيين ولا سيما من منهم في المؤسسة العسكرية"، لافتا الى انه ترفع حتى عن الاهتمام بنفسه وهو ما يشهد له تاريخه، داعيا الحضور الى اكمال مسيرتهم على طريق توعية الجيل الشاب على فكر ومدرسة الرئيس الراحل.
وفي قصر بعبدا، المدير العام لامن الدولة اللواء ادغار لاوندوس الذي اطلع الرئيس عون على المهمات التي تنفذها المديرية خصوصا في مجال مكافحة الفساد في الإدارات والمؤسسات الرسمية وضبط المخالفات واحالة المرتكبين الى القضاء المختص.