يتابع الوفد اللبناني محادثاته مع مسؤولي صندوق النقد والبنك الدولي في
واشنطن ، بشأن الآليات التي تسمح بمعالجة «الفجوة المالية»من دون المس بأموال المودعين، ولو اقتضى الأمر إطالة الفترة الزمنية لاسترجاع هذه الودائع، من خلال إجراءات تحفظ حقوقهم. وهذه واحدة من أكبر العوائق التي تقف في وجه التعاون بين الحكومة
اللبنانية والمؤسسات الدولية.
وتشير المصادر إلى ان هذه المحادثات، على رغم صعوباتها، تسهم في تخفيف القيود والإجراءات لجهة فتح الباب امام تقديم المساعدات للبنان وخصوصا في عملية إعادة الإعمار وتمويل البنى التحتية الاساسية، اضافة إلى المرافق العامة الحيوية من مياه وكهرباء.
وكان وزير المال ياسين جابر عرض في كلمة أمام الاجتماع الوزاري لمجموعة الأربع والعشرين «حجم التحديات التي يواجهها
لبنان جراء التصعيد الجيوسياسي في المنطقة»، مشيرا إلى أن «كلفة الحرب
الإسرائيلية على لبنان قدرت بأكثر من 11 مليار دولار أميركي، فضلا عن الخسائر البشرية وموجات النزوح». وشدد على أن لبنان «يقف عند مفترق طرق، ويواجه تحديات هائلة، لكنه مصمم على شق طريق التعافي»، داعيا المجتمع الدولي إلى «الإسراع في تقديم المساعدات وعدم تغليب السياسة على الاحتياجات الإنسانية».
كما أكد أن لبنان، ورغم أزمته المالية غير المسبوقة وفقدان عملته أكثر من 90% من قيمتها، «لا يزال ملتزما باتفاقاته الدولية ويواصل المساهمة في حركة التجارة العالمية».
وأشار إلى أن «الحكومة تعمل على إعادة هيكلة القطاع المصرفي وإعادة رسملة المصرف المركزي، في إطار خطة شاملة تهدف إلى استعادة الثقة والاستقرار المالي».
وقال خبير سابق في صندوق النقد الدولي لـ»الديار» إنّ تعامل الصندوق مع الحكومة اللبنانية يأخذ أبعاداً سياسية، وبخلفيات سياسية، لم يمارسها الصندوق إلّا مع البلدان التي تُعتبر «مارقة» في المعجم السياسي الأميركي. ملاحظاً أنّ ما يجري من جدل، سواء حول الإصلاحات المالية ومنها إعادة هيكلة المصارف اللبنانية ومعالجة الفجوة المالية، يعكس اتجاهاً واحداً، وهو إبقاء لبنان داخل الدوامة بانتظار أن تعطي واشنطن الضوء الأخضر لصندوق النقد. وهذا الأمر لم يحصل حتى اللحظة، ولن يحصل قبل أن يتأكّد الإسرائيليون من إزالة
حزب الله من الخارطة السياسية اللبنانية.
الى ذلك، وفي أول اطلالة له على الوضع اللبناني قبيل التحاقه بمنصبه في
بيروت ، حضر السفير الأميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى احتفالاً أقامته السفارة اللبنانية في واشنطن على شرف الوفد اللبناني المشارك في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين في اجتماعات الخريف، والذي حضره ديبلوماسيون ورجال أعمال وفعاليات من الاغتراب اللبناني. وتحدث السفير ميشال عيسى، الذي أقسم اليمين يوم الثلاثاء في
وزارة الخارجية الأميركية، وقال: "إن عودتي الآن ممثلاً للولايات المتحدة، البلد الذي فتح ذراعه لي ومنحني كل فرص النجاح، هو أحد أعظم شرف في حياتي. أنا ممتن للغاية للرئيس
دونالد ترامب لمنحي هذه الفرصة التاريخية لخدمة الشعب الأميركي والمساعدة في دعم رؤية تجديدية وتقدمية للبنان. أملي والتزامي هو أن يساعد وجودي في لبنان في توجيه جميع اللبنانيين نحو مسار منطقي ووحيد نحو طريق الوحدة والاستقرار والتقدم. لأن جعل لبنان عظيمًا مرة أخرى ليس حلمًا، بل سيتطلب الأمر منا جميعًا، من داخل لبنان ومن خارجه، أن نعمل معًا بشجاعة وعقلانية وإيمان مشترك بإمكانيات البلد".