كتب رفيق خوري في" نداء الوطن": الرئيس
دونالد ترامب "ملتزم جعل
لبنان دولة قوية خالية من نفوذ
إيران وحزب الله" كما يقول
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو. وإيران تعرض كل أنواع "الدعم للبنان ومقاومته" حسب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني زائر
بيروت . ولا أحد يعرف كيف سينفذ ترامب المقاول التزامه الذي يتجاوز ما يأمل فيه كثير من اللبنانيين. ولا أحد يجهل أن الجمهورية الإسلامية المكبلة بالعقوبات الأميركية والأوروبية والتي أعاد مجلس الأمن مؤخراً فرض العقوبات الدولية القاسية عليها بعد عشر سنين على رفعها محكومة بما يحول دون أي دعم للبنان أو سواه، وإن كانت قادرة على مد "
حزب الله " بالأسلحة والمال بوسائل غير عادية. أما السؤال الحائر، فهو كيف ستنفذ الدولة في لبنان قرار حصر السلاح بيدها وسحبه من "حزب الله" الرافض والذي يرفع سقف التحدي أمامها؟ وعلى أي معجزة تراهن في عصر ما بعد المعجزات؟ الظاهر أن التحولات المتسارعة في المنطقة تدخل فصلاً جديدًا في حرب غزة ولبنان وإيران ومتغيرات
سوريا بعد الانهيار المنظم لنظام الأسد: الانتقال من تغيير قواعد اللعبة إلى تغيير اللعبة نفسها. وعنوان اللعبة أميركيًا وإسرائيليًا هو تدمير المحور
الإيراني المسمى "محور المقاومة" على مراحل. من ضرب الفصائل الإيديولوجية المسلحة المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني في لبنان والعراق واليمن بعد إخراجها من سوريا ومنع عودتها إلى إنهاء المشروع الإقليمي الإيراني ثم إنهاء نظام الملالي. أما العنوان إيرانيًا، فإنه استعادة الفصائل المسلحة قوتها بعد الضربات
الإسرائيلية القاسية، والإيحاء بأن المشروع الإيراني استعاد صحته ولن يبقى خارج سوريا المثقلة بالأزمات، وبالتالي فإن طهران أعادت بناء مواقعها المضروبة وصارت جاهزة مع صواريخها لمواجهة أميركا وإسرائيل عسكريًا. فضلًا عن السعي لترتيب محور إيراني - عربي على قاعدة المقاومة لإسرائيل كعدو وحيد. والموعد المضروب لهذه اللعبة هو العام المقبل. أما خريف العام الحالي، فإنه لإنهاء حرب غزة وسلاح "حماس". ما تراهن عليه واشنطن وتل أبيب هو تعميق المأزق الإيراني عبر إضافة العقوبات الدولية إلى العقوبات الأميركية والأوروبية، بحيث تتسع مساحة الضيق الاقتصادي، وتكبل العقوبات الدولية برنامج الصواريخ وتغلق طرق تهريب النفط والقنوات المالية. وهذا مناخ مناسب للصدام. وما تراهن عليه
جمهورية الملالي هو التفاهمات الاستراتيجية مع الصين وروسيا، ودفع العالم العربي نحو "الخيار الشرقي" بدل الخيار
الغربي ، والقدرة على إحداث الفوضى وخوض حرب العصابات والحروب غير المتماثلة بين الفصائل المسلحة والقوات الأميركية والإسرائيلية على المسرح العربي.