آخر الأخبار

حزب الله ولازمة التعافي.. حقيقية أم صُورية؟

شارك
في كل خطابٍ له، يُعلنُ الأمين العام لـ" حزب الله " الشيخ نعيم قاسم أن "الحزب تعافى بعد الخسائر التي مُني بها إبان الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان عام 2024".
كلام قاسم عن التعافي يشملٍ نواحٍ عديدة لكن التركيز يكونُ على الزاوية العسكرية، بينما من الناحية الإقتصادية والأمنية، فالمؤشرات تُوحي بأنّ "الحزب" ما زال يحافظ على ملاءة مالية في لبنان يستخدمها لتسديد رواتب عناصره والمتفرغين ضمنه، ناهيك عن مواصلته إقامة الأنشطة والفعاليات واستمرار مؤسساته في دفع الأموال ومواصلة الإستثمارات.

وبالتركيز على الناحية العسكرية، ثمّة تساؤلات محورية وجوهرية عن "التعافي" الذي يتحدث عنه قاسم كل مرّة، أساسها السبيل والطريقة التي يمكن لـ"حزب الله" أن يحقق من خلالها النهوض بعد انتكاسات كبرى.
من خلال نظرة فعلية تتقاطع مع معلومات وتحليلات، تبرز هناك سيناريوهات عديدة للسبل التي يسلكها "حزب الله" للتعافي عسكرياً، علما أن هناك وجهات نظر تُفيد بأن الحزب بات ضعيفاً وليس لديه القدرة على التعافي بعد الضربات الكبيرة التي تلقاها، وبالتالي يُصبح كلام قاسم صورياً لشد عصب الجمهور.
السيناريو الأول يتصلُ بسوريا، إذ أنه من المعلوم أن سقوط نظام بشار الأسد هناك أواخر العام 2024، قطع طريق الإمداد إلى "حزب الله" من إيران . الأمر هذا يُعتبر واقعاً، فالجغرافيا السورية لم تعد في خدمة "حزب الله" من حيث عمليات نقل الاسلحة التي كانت معروفة ومكشوفة، لكن ذلك لا يُلغي فرضية استمرار ممارسة "الحزب" لعمليات معينة عبر الأرض السورية بأسلوب مقنع وخفي حتى وإن كان النظام قد تغير هناك.


بين الحين والآخر، ينفي "حزب الله" أي تواجد له في سوريا ، لكنّ مسألة النشاط هناك غير مستبعدة، وقد تكون من خلال متعاملين سابقين معه ما زالوا موجودين هناك.
السيناريو هذا ليس مُستبعداً، فـ"حزب الله" يحتاج إلى سوريا ولا يمكن له أن يعزل نفسه عنها جغرافياً. كذلك، فإن الخطوط التي زرعها "حزب الله" لنفسه قد تكون ما زالت قائمة منذ عهد الأسد، لكن وسائل التهريب والأدوات قد تغيرت لسببين: الأول وهو أن سوريا لم تعد تحت قبضة نظام حليف للحزب، وثانياً باتت إسرائيل تراقب كل حركة وتستهدفها سواء في لبنان أو حتى سوريا.
مع هذا، يبقى هناك سؤال أساسي: ما الذي ينفي عدم حصول محاولات تهريب إلى سوريا لصالح "حزب الله" ومن هناك إلى لبنان؟ في الواقع، فإن "حزب الله" لديه خبراء استثمروا في سوريا كثيراً، بينما سنوات طويلة من النشاط هناك ستكون حُكماً قد أوجدت خططاً بديلة للتهريب وهذا ما قد يكونُ قائماً حتى اليوم.
على صعيد السيناريو الثاني، فإنه يتصل بإنتاج داخلي في لبنان للصواريخ والأسلحة. مراراً وتكراراً، وفي عهد الأمين العام السابق لـ"حزب الله" الشهيد السيد حسن نصرالله، كان الحديث عن مصانع خاصة لـ"حزب الله" بارزاً إلى حد كبير، علماً أن إسرائيل أعلنت مراراً استهداف مثل هذه المنشآت في مختلف أنحاء لبنان لاسيما البقاع الذي يمثل امتداداً إستراتيجياً لـ"حزب الله".


وبذلك، فإن قدرة الحزب على انتاج الصواريخ ضمن مناطق ومواقع مجهولة تُرجح إمكانية التعافي على صعيد التسلُّح، فيما مسألة الحصول على المواد الأولية لذلك قد لا تكون صعبة، فقطع الغيار والوسائل المستخدمة يمكن شحنها بسهولة عبر القنوات الرسمية من دون معرفة أنها ستُستثمر لتصنيع أسلحة، ناهيك عن أن السوق اللبناني مفتوح أمام الكثير من المستلزمات التي يمكن استثمارها للصناعة العسكرية بالنسبة لـ"حزب الله".


وهنا، يبرز نموذج حركة "حماس" في غزة التي استطاعت، رغم حصار كبير، أن تُنتج أسلحة وقذائف وصواريخ لاسيما قبيل عملية طوفان الأقصى عام 2023. وعليه، فإن تجربة "حماس" يمكن تطبيقها على "حزب الله" في لبنان، علماً أن الأخير ليس مُحاصراً بل يخضع للرقابة، وهنا تكمن أساليب الإلتفاف التي قد يفرضها "الحزب"، علماً أنه استخدمها في عدم الالتزام بالقرار 1701 الذي أسس لعدم وجود بنية تحتية عسكرية في جنوب الليطاني بعد حرب تموز عام 2006، لكن الحزب فعل العكس.


إذاً، أمام كل ذلك، يمكن وضع هذه السيناريوهات في سياق "التعافي" التي يتحدث عنه "حزب الله"، والسؤال.. ماذا عن التعافي الأمني؟ وماذا عن تعافي الإتصالات؟ هنا، القصة كلها..
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا