كتب ابراهيم ناصر الدين في" الديار": عاد الى الواجهة التهويل بحرب اسرائيلية واسعة النطاق، علما ان المعلومات المتداولة في دوائر القرار الرسمي لا تتحدث عن وجود معلومات حول وجود تهديدات اسرائيلية داهمة ضد
لبنان ، انما يجري الحديث عن اقتراب المواجهة العسكرية بين «إسرائيل» وإيران. ووفق مصادر مطلعة، فالجبهة
اللبنانية قد تكون احدى الجبهات الثانوية في هذه الحرب، لان الثمن الذي قد يكون نتانياهو قد حصل عليه للموافقة على خطة ترامب، ايران وليس اي شيء آخر، لان سقوط طهران يعني نهاية محور المقاومة، ولهذا قد يكون مستبعدا في الوقت الراهن ارتفاع نسق المواجهة مع لبنان. ولان الغموض يبقى سيد الموقف، فان جزءا من التوتر المتصاعد عند القوى المعادية لحزب الله سببه عامل الوقت، والخوف من حصول تحولات اقليمية تفرمل الزخم، الذي بدأ بعد اعلان وقف النار قبل نحو عام، باتجاه حصر السلاح بيد الدولة. والمشكلة الرئيسية تبقى في ضعف قدرات السعوديين في التأثير على القرار
الاميركي ، الذي يتدخل في الشؤون اللبنانية بالتوازي مع تدخلها المباشر الذي يقوده يزيد بن فرحان. وثمة ارباك واضح لدى السعوديين تظهر في مقاربة الاحداث، وكيفية التعامل معها، بعدما ظهر خلل كبير في ضبط العلاقة بين الرئاستين الاولى والثالثة، ولم يتم التثبت بعد من هوية «العبقري»، الذي اوعز لفريق رئيس الحكومة نواف سلام، وبعض وسائل الاعلام المحسوبة على القوى المعادية لحزب الله، بشن حملة شعواء على المؤسسات الامنية وتركيز الانتقادات على قيادة الجيش، وقد سارعت السفارة الاميركية في
بيروت الى التدخل مباشرة، لوقف هذه الحملة التي تقوض السردية التي تروج لها
الولايات المتحدة ، باعتبار الجيش «رأس الحربة» في تقويض
حزب الله .
وفي هذا السياق ايضا، تأتي الحملة على رئيس الجمهورية جوزاف عون واتهامه بعدم الحسم تجاه الحزب، «والتلطي» وراء الحرص على السلم الاهلي، لتبرير عدم التصادم في الشارع.
ووفق تلك الاوساط، فان الفريق الاعلامي والسياسي الذي يدير هذه الحملة، هو خليط من فريق «قواتي» وآخر من نواب «التغيير» المحيطين بالرئيس سلام، الذين ارتكبوا «خطيئة» لا يمكن ان تمر مرور الكرام في بعبدا، فتزامن الحملة ضد الرئيس مع الهجوم على المؤسسة العسكرية، اضاء «الضوء الاحمر» لدى عون، الذي اعتبر ان هؤلاء قد تجاوزوا حدود المنطق والعقل، ويدفعون البلاد نحو الفوضى باستهداف المؤسسة الوحيدة، التي تشكل العمود الفقري لمشروع لبناء الدولة. وعندها باتت الاحداث المتصلة بفعالية «صخرة الروشة» مسألة هامشية بالنسبة اليه، خصوصا انه على قناعة بانها مفتعلة من قبل رئيس الحكومة الذي ارتكب خطأ، ويرفض الاقرار به، واراد ان يحمل القوى الامنية المسؤولية. والانكى من ذلك توريط العهد بمشكل «لا ناقة له فيه ولا جمل»، وقد كان صريحا في التعبير عن موقفه امام سلام خلال لقائهما الاخير.
هذه الواقعة، اظهرت الرئيس عون اكثر قربا من «الثنائي»، وكشفت عن خلل جوهري في العلاقة مع رئيس الحكومة وفريق عمله، والقوى السياسية التي تدعمه فرئيس الجمهورية يقدر عاليا رغبة «الثنائي» في عدم نقل اي خلاف سياسي الى الشارع، وهو امر لا خلاف حوله، لكن للرئيس مقاربته المختلفة في اكثر من ملف داخلي وخارجي، وهو لايزال على التزاماته تجاه واشنطن والرياض، بعد مساهمتهما في ايصاله الى قصر بعبدا، لكنه يحاول قدر الامكان «لبننة» الاستحقاقات بما يمنع تفجير البلد، ولهذا يمكن الحديث عن تقارب موضعي لا استراتيجي، وقد ظهر ذلك جليا في اكثر من مناسبة، كان آخرها البيان الرئاسي المرحب بخطة الرئيس الاميركي
دونالد ترامب حول غزة والشرق الاوسط، فيما يرى حزب الله الاتفاق وثيقة استسلام «ودفن» للقضية الفلسطينية.