آخر الأخبار

ماذا قصد الرئيس عون بكلامه عن السلم الأهليّ؟

شارك

دافع رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون خلال استقباله وفداً من الجامعة العربيّة المفتوحة، عن دور الجيش والقوى الأمنيّة، وشدّد على أهميّة المُحافظة على السلم الأهليّ، بعد الجدل الذي رافق إضاءة صخرة الروشة بصورة الأمينين العامين السابقين لـ" حزب الله " حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، ومُطالبة رئيس الحكومة نواف سلام باتّخاذ الإجراءات بحقّ من سمح لـ"الحزب" بتحدّي قرار الدولة.

وأكّد الرئيس عون أنّ الجيش والقوى الأمنيّة تسهر على السلم الأهليّ، الذي تُعتبر أهميّته فوق كلّ اعتبار، ما رأت فيه أوساط سياسيّة أنّه مُهادنة بين بعبدا وحارة حريك، بعد قرارات الحكومة التي استهدفت سلاح "حزب الله". وبات من الواضح على الرغم من خطاب القسم والبيان الوزاريّ، أنّ هناك تباينات في طريقة تعاطي كلّ من عون وسلام مع ملف ترسانة "الحزب"،فرئيس الجمهوريّة من خلال تشديده على المُحافظة على السلم الأهليّ عاد إلى الحوار لحلّ مُشكلة السلاح، بينما رئيس الحكومة ينتهج تصعيداً ويضع القوى المسلّحة في مُواجهة مع البيئة الشيعيّة، بهدف ترجمة ما اتّفق عليه في جلستيّ 5 اب و5 أيلول بالقوّة.

ورأى الرئيس عون أنّ منع جمهور "الحزب" باستخدام الجيش والقوى الأمنيّة، من إضاءة صخرة الروشة بصورة أمينيه العامين السابقين، كان بالفعل سيُهدّد السلم الأهليّ، ويضع القوى العسكريّة في مُواجهة مباشرة مع البيئة الشيعيّة، لذا، رحّب بما قامت به القيادات الأمنيّة، وكرّم العماد رودولف هيكل، لأنّه يعتقد أنّه بالحوار والتفاهم فقط، يُمكن حلّ مسألة السلاح، وتجاوز ما حصل في بيروت يوم 25 أيلول الماضي.

وبعد تصريح عون أمام وفد الجامعة العربيّة المفتوحة، تقول مصادر مُتابعة لملف حصر السلاح، إنّه "لن يتمّ نزع عتاد "حزب الله" بالقوّة، وإنّ الجيش لن يصطدم مع الشيعة لتحقيق هذه الغاية، فرئيس الجمهوريّة لديه ثوابت، أوّلها الأمن والإستقرار عبر المُحافظة على السلم الأهليّ، وثانيّاً، مُعالجة ترسانة "الحزب" بهدوء وعقلانيّة، بعيداً عن أيّ تشنّجات سياسيّة، قد تُؤدّي إلى تفجير الشارع بين من يُطالب بتسليم السلاح، وبين من يتمسّك به لمُقاومة إسرائيل والوقوف ضدّ المشروع الأميركيّ – الإسرائيليّ التقسيميّ والتوسّعيّ في الشرق الأوسط ".

وتُضيف المصادر عينها أنّ "كلام عون لا يعني أنّه انقلب على خطاب القسم أو على البيان الوزاريّ، لكنّ هناك إستحالة حاليّاً في نزع سلاح "حزب الله" مع تصريحات المسؤولين الإيرانيين من جهّة، وتبدل مواقف الموفد الأميركيّ توم برّاك بشأن حصرية كافة العتاد في لبنان ، من جهّة أخرى، فباتت البلاد أمام مفترق طرقٍ خطير، وسط التلويح بحربٍ إسرائيليّة جديدة، من أجل القضاء على ترسانة "الحزب".

وتُشير المصادر إلى أنّ "رئيس الجمهوريّة اختار الحوار مع "حزب الله" ورئيس مجلس النواب نبيه برّي منذ اليوم الأوّل لوصوله إلى بعبدا، لمُعالجة مُشكلة السلاح، لتحييد البلاد عن أيّ إقتتال في الشارع، والمُحافظة على السلم الأهليّ". وتُتابع المصادر "ان الحوار لن يُوصل إلى نتيجة سريعة مع حارة حريك، ولم يكنّ أبداً الحلّ المُناسب لإقناع "الحزب" بحصريّة السلاح، وقد تكون التهدئة التي ينتهجها عون مكسباً للوقت، ريثما تتبلور الصورة أكثر في المنطقة، مع تقديم الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب خطّته لإنهاء الحرب في غزة، ومُوافقة رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو عليها، بالتوازي مع تلويح إسرائيل باستئناف حربها على إيران قريباً، وتأثير هذين الحدثين على لبنان".
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا