آخر الأخبار

بعد 60 عاماً على توقفه.. تراموي بيروت راجع!

شارك
"رزق الله على إيامك يا ترامواي بيروت " هذه الجملة لم تكن مجرد أغنية ساخرة للفنان الراحل إبراهيم مرعشلي بل كانت حقيقة عاشها اللبنانيون في بداية القرن العشرين واستمرت حتى عام 1965 عندما تم إيقافه، ولا يزال كبار السن يتذكرون مروره في أحياء مدينة بيروت.

الترامواي هو وسيلة نقل حيوية في مختلف أنحاء العالم لكننا في لبنان حُرمنا منها، الا انه تم مؤخرا الحديث عن إمكانية إعادة تشغيله حيث كشف وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني عن إجراء دراسات لتشغيل "الترامواي" في مدينة بيروت وضواحيها.

وقال رسامني إن البلاد تحتاج إلى خطة نقل حضري أوسع وأكبر وهو ما يتم السعي إلى تحقيقه عبر البدء بالإحصاء والحماية لأملاك مصلحة السكك الحديد وموجوداتها من أجل الشروع في إطلاق خدمة القطارات.

وأعلن رسامني ان الوزارة باشرت إجراءات قضائية ضد التعديات على الممتلكات التابعة لمصلحة سكك الحديد، كما تقوم على المدى البعيد بدراسات لتطوير الترامواي داخل بيروت وضواحيها (بيروت–خلدة، بيروت–الحازمية، بيروت–الدورة). فما هي قصة الترامواي في لبنان؟
ترامواي بيروت 1909ـ 1965
عام 1908 استحصلت شركة بلجيكية مؤلفة من رأسماليين عثمانيين وبلجيكيين على امتياز من السلطنة العثمانية لتسيير ترامواي كهربائي في بيروت بدل المقطورات التي كانت تجرها البغال والأحصنة. وكان هذا الامتياز يقضي بتشغيل الترامواي على القوة الكهربائية شرط أن لا تنقطع عنه أبداً، وبتزويد بيروت بالإنارة.

عام 1909 انطلق "الترامواي" الكهربائي في بيروت وشكّل ظهوره حدثاً استثنائياً، وكان يصل الأحياء البيروتية بعضها ببعض، وبمنطقة فرن الشباك، النقطة الحدودية الفاصلة آنذاك بين متصرفية جبل لبنان وولاية بيروت، وذلك تسهيلًا لتنقل السكان بين الولايتين، كما كان يصل أبناء المدينة بمحطتين للقطار في مار مخايل والمرفأ لتسهيل حركة البضائع.

اختلف شكل الترامواي بين سنة وأخرى، ففي بداياته، كان الناس يخافون من شكله وكانوا يصفونه بـ "دولاب الشيطان" أو بـ "الحارة المتنقلة". وكان أولًا على شكلين، منها المغلق والكبير والواسع يتسع لخمسين راكباً ويبلغ وزنه 7 أطنان، ومنها الشكل الوسطي الذي يتسع لثلاثين راكباً ووزنه 4 أطنان، وكان مؤلفًا من قسمين قسم للسيدات وآخر للرجال.

في 2 حزيران 1954 استملكت الدولة اللبنانية الترامواي وجدّدت القسم الأكبر من عرباته، واضطرّت إلى رفع ثمن التذكرة من قرشين ونصف إلى 5 قروش من دون أن تمس بثمن تذكرة الدرجة الأولى الأمر الذي أدى إلى انتفاضة شعبية.
خطوط الترامواي
ربط الترامواي متصرفية جبل لبنان بولاية بيروت عبر منطقة فرن الشباك حيث تمّ تركيز المحطة المركزية.
وفي أواخر عهد السلطنة العثمانية (1908-1918) كان هناك 5 خطوط:

- الخط الأول: فرن الشباك - باب ادريس - الجامعة الأميركية - رأس بيروت -المنارة.
- الخط الثاني: ساحة الحميدية (ساحة الشهداء اليوم) - طريق بيروت دمشق - فرن الشباك.
- الخط الثالث: ساحة الاتحاد (ساحة رياض الصلح اليوم) - البسطة - الحرش.
- الخط الرابع: فرن الشباك - شارع فوش - شارع المرفأ - محطة القطار.
- الخط الخامس: فرن الشباك - البرج - النهر - الدورة .

وقام الفرنسيون بتطوير خطوط الترامواي وجعلوها في الاتجاهين ذهاباً وإياباً بعدما كانت باتجاه واحد، ووسّعوا الطرقات في الأماكن التي لا تشكّل خطراً على السلامة العامة.

عام 1964 قررت الدولة إيقاف الترامواي فاشترت الصين عدداً من حافلاته وذهب بعضها الآخر إلى تجار الخردة، أو تحوّل إلى مطاعم.ش
صعوبات إعادة تشغيله
تقول مصادر في المديرية العامة للنقل البري والبحري عبر " لبنان 24 " انه "من الصعب إنشاء ترامواي جديد في لبنان بسبب التحديات اللوجستية والمالية والبنية التحتية المتدهورة، بالإضافة إلى العوامل التاريخية والسياسية التي أدت إلى تقليص المساحات المخصصة للشوارع وتفضيل استخدام السيارات على حساب النقل العام"، مشيرة إلى ان "غياب الرؤية والاستقرار السياسي والاقتصادي يمثل بدوره عقبة كبيرة أمام تنفيذ مشاريع كبيرة مثل شبكات الترامواي".

ولفتت إلى ان "التوسع العمراني الكبير في المدن اللبنانية، خاصة في العاصمة بيروت أدى إلى تفضيل استخدام السيارات الخاصة، مما دفع إلى إزالة مسارات الترامواي التاريخية لتوسيع الطرق لاستيعاب المركبات، وبالتالي هذا الأمر يشكل عقبة أمام هكذا مشروع".

وأشارت إلى ان "بناء ترامواي جديد يحتاج إلى بنية تحتية قوية ومتطورة، وهو ما تفتقر إليه مدننا بسبب الحروب المُتلاحقة والأزمات الاقتصادية المُتتالية التي مرّ بها البلد".

اضف إلى ذلك فإن الشوارع في المدن ضيقة وغير مُهيأة لإنشاء مسارات جديدة للترامواي مما يزيد من صعوبة التخطيط والتنفيذ.

كما ان بناء شبكة ترامواي جديدة يستوجب أعمالاً هندسية معقدة، مثل تمديد شبكات الكهرباء وإعادة تأهيل الشوارع والتي قد تكون مستحيلة التنفيذ في الظروف الحالية بسبب التعديات والتوسع العمراني، من دون ان ننسى ان تمويل هكذا مشروع يتطلب استثمارات كبيرة.
في المقابل، علم ان عددا من المستثمرين يدرسون فكرة انشاء ترامواي بالشراكة بين الدولة والقطاع الخاص ليطرح على الجهات المعنية قريبا، فهل سيتحقق حلم اللبنانيين برؤية "ترامواي" أو قطار قريباً أم سيبقى هذا المشروع حبرا على ورق؟
لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا