آخر الأخبار

تصعيد إسرائيلي قبل 48 ساعة على الميكانيزم (الجمهورية)

شارك

قال مصدر سياسي بارز لـ«الجمهورية»، إنّ الاعتداء الإسرائيلي على الجنوب تجاوز اعتباره خروقات عادية، خصوصاً انّه أتى على أبواب اجتماع أعضاء الخماسية الأحد المقبل في حضور ارتاغوس. فهل تضع إسرائيل أمامهم واقعاً تقول لهم من خلاله بدل ان تطلبوا مني الالتزام بوقف إطلاق النار والانسحاب اطلبوا التخفيف من الضربات وعدم التوسع بموضوع الخرائط والتهديدات والإخلاءات والالتزام فقط بالخروقات السابقة؟ هذا سؤال كبير. وسأل المصدر: «إلى ماذا هدفت إسرائيل من خلال هذا التصعيد قبل 48 ساعة من اجتماع لجنة الإشراف على وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي 1701؟». وأضاف: «من الواضح انّ التصعيد الجديد لا يمكن فصله عن ضربة قطر والعدوان على اليمن والرسائل إلى منطقة الشرق الأوسط». ودعا المصدر للالتفات إلى ما قاله الجيش اللبناني في بيانه، من انّ «هذا التصعيد الخطير يؤثر على عمله جنوب وشمال الليطاني».

ورأى المصدر «انّ إسرائيل أرادت من هذا العدوان الخطير أن تبعث رسالة إلى الهيئة الخماسية التي تعاود تفعيل عملها». كاشفاً عن قرار للجنة بعقد اجتماعين مرّتين في الشهر بدل مرّة واحدة وفي حضور الموفد الأميركي، إلى جانب الدور الأميركي من خلال الجنرال الذي يرأس اللجنة. مشيراً إلى «انّ اهتمام الولايات المتحدة حالياً بتفعيل عمل اللجنة ومتابعة الاجتماعات العسكرية، هل هو عضّ أصابع او تناغم. فعدم الجدّية بتحرّك الخماسية هو الذي يوصل العدو إلى مزيد من التفلت من الاتفاق ومن التسخين والتصعيد بشكل اخطر».

وفي السياق، قالت مصادر سياسية لـ«الجمهورية»، إنّ «الاعتداءات الواسعة التي شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على بعض بلدات الجنوب أمس، أعادت تأكيد المؤكّد، وهو انّ عدوانية تل أبيب هي المشكلة الأساسية التي تشكّل التحدّي الأكبر لسيادة لبنان ولقرار الدولة بسط سلطتها على كل أراضيها». وأشارت المصادر إلى «انّ محاولة تحوير هذه المشكلة في اتجاه الداخل لتصبح لبنانية ـ لبنانية ليست سوى تضييع للبوصلة»، مشدّدة على «انّ الأولوية يجب أن تكون لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وإنهاء الاحتلال وإطلاق الأسرى، وبعد ذلك يستطيع اللبنانيون تدبير أمورهم والتفاهم على أفضل طريقة ممكنة لحماية بلدهم».

ولفتت المصادر إلى «أنّ الغارات الإسرائيلية امس، لم تستهدف فقط القرى التي قُصفت، وإنما أيضاً دور «الميكانيزم» التي كان مفترضاً أن يتمّ تفعيل عملها مجدداً برعاية أميركية»، معتبرة «انّ العدو الإسرائيلي أراد مرّة جديدة أن يوجّه رسالة بالنار مفادها انّه لا يحترم آلية اتفاق وقف الأعمال العدائية، وانّه مصمم على مواصلة التفلّت منها وامتلاك حرّية الحركة في لبنان». ولاحظت «انّ الغارات وقعت على بُعد أيام قليلة من زيارة مفترضة للموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، ترمي إلى مواكبة خطة الجيش من كثب، ما يدفع إلى التساؤل حول حقيقة دور واشنطن التي لا تزال تتفادى الضغط على الكيان الإسرائيلي للجم عدوانيته، فيما تضع سلوك الدولة اللبنانية تحت المجهر من خلال زيارات شبه دورية للموفدين الأميركيين». وتوقفت المصادر عند بيان قيادة الجيش الذي حذّر من انّ «الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية تعوق انتشاره في الجنوب، واستمرارها سيعرقل تنفيذ خطته ابتداء من منطقة جنوب الليطاني»، ووجدت فيه «رسالة تنبيه واضحة من اليرزة إلى من يهمّه حصر السلاح».

وإلى ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، إنّ «المخاوف الحقيقية هي المتعلقة باحتمال قيام إسرائيل بتوسيع الحرب على لبنان، سواء توازياً مع الاجتياح المقرّر لمدينة غزة أو بعد إتمامه. وهذا الاحتمال عبّر عنه الإسرائيليون أخيراً بوسائل مختلفة. وهو يذكّر بالتهديدات التي كانوا يطلقونها في بدايات «حرب الإسناد»، من توسيع الحرب على لبنان عندما ينتهون من الحرب في غزة.

وتوقفت المصادر باهتمام عند تعمّد إسرائيل رفع مستوى التوتر في الجنوب مساء أمس، إذ عمدت إلى شن هجمات بالمسيّرات على عدد من المواقع في قرى عدة، بعد اعتداءات جرت نهاراً. وهذا التسخين ترى المصادر الديبلوماسية أنّه ربما يكون بداية الانتقال من وضعية الاستنزاف السائدة في الجنوب إلى وضعية الحرب الواسعة مجدداً. وهذا الخوف يوليه أركان الحكم أهمية كبيرة، وقد بدأوا الاتصالات العربية والدولية لمحاولة تطويق مضاعفاته. وهذا ما ظهر في موقف رئيس الحكومة نواف سلام في مجلس الوزراء ، كما سيكون الهدف الأول من اللقاءات التي سيعقدها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع القادة العرب والأجانب، خلال زيارته المقبلة لنيويورك لإلقاء كلمة لبنان امام الجمعية العمومية للامم المتحدة.

الجديد المصدر: الجديد
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا