آخر الأخبار

الجيش يُواجه إسرائيل.. هكذا فرضَ خطّة وطنية!

شارك
أقلّ ما يمكن قوله بعد جلسة الحكومة الأخيرة، الجمعة، هو أنَّ الجيش استطاع حفظ لبنان والشيعة بشكلٍ خاص من المواجهة الداخلية. يُسالُ هنا، كيف ذلك؟ الإجابة بسيطة: الخطة التي قدمها لحصر السلاح كانت حاسمة: لا قوة ضد أي طرفٍ داخلي، ولا تنازل أمام إسرائيل .

الجيش استطاع تثبيت معادلة دبلوماسية فعلية، بعيداً عن العسكرية أساسها أنه لم يقبل ولم يرضَ بنزع أي سلاحٍ في الداخل طالما أن إسرائيل ما زالت موجودة على أرض الجنوب. الحكمةُ هنا واضحة: لا تشريع ولا قبول بتاتاً بوجود قوات إسرائيلية قصفت الجيش وأدت إلى استشهاد عناصره وقتلت شعب لبنان وما زالت تخرق إتفاق وقف إطلاق النار.

الجيش بخطوته هذه أتقنَ فعل المُقاومة حقاً من دون أن يحتاج إلى " حزب الله ". عبر الحكومة والدولة، أكد الجيش شرعيته، قدّم خطته التي ستسري بأحكامها وتفاصيلها. لم يُفرض على قائد المؤسسة العسكرية رودولف هيكل أي تكتيك، فوجدَ أن قدرته على التحرُّك مرتبطة بمقدرات الجيش وقدراته. الأمر الأهم هو أنَّ هيكل، ومن خلال خطواته، ينفي "بِدعة" سوقها بعض جمهور "حزب الله" كثيراً وتقول إن الجيش يُدار من السفارة الأميركية في عوكر وعبر مُستشارين أميركيين في وزارة الدفاع . أيّ كلامٍ هذا أمام جيشٍ أثبت مرة جديدة أنه صمام أمان للداخل؟

بكل بساطة، استطاع الجيش أن يثبت حق اللبنانيين في استعادة أرضهم، ولم يسلب لبنان حق الدفاع عن نفسه، وإن كان هذا الأمرُ سياسياً ودبلوماسياً. بكل بساطة، استطاع الجيش أن يكرّس معادلة واضحة ضد إسرائيل وهي أنَّ المواجهة الوطنية أعمق وأجدى من أي سلاح، في حين أنه رمى كرة النار ضد العدو الإسرائيلي وحول المواجهة ضده بدلاً من أن يتواجه مع الداخل.

خلال اليومين الماضيين، عزز الجيش الثقة به لاسيما في أوساط جمهور "حزب الله" وحركة "أمل"، المسألةُ هذه كانت ضرورية لتجنيب لبنان الإنزلاق نحو أي مشروع فتنوي، فالبلاد لا تحتملُ أي مُغامرة أبداً.
من يقرأ أبعاد ما فعله الجيش عبر خطته المُتقنة أكد تماماً أن المؤسسة العسكرية متماسكة. هيكل، قائد الجيش ، يعي تماماً خطورة "انفراط الجيش"، وحتى رئيس الجمهورية جوزاف عون، لن يقبل ولن يسمح بأن تتأثر هذه المؤسسة بأي شيء، فقوتها أساسية، وهو يؤكد دائماً أن الجيش صمام أمانٍ داخلي ولا خوف عليه أبداً، وفق ما ينقل مقربون منه لـ"لبنان24".

لذلك، أصبحَ من الواجب اليوم الالتفاف أكثر حول الجيش. النداءُ هنا لم يأتِ من فراغ، بل يرتبطُ بأمر أعمق، وهو أن الجيش يؤدي دور الدولة الحقيقية ضد العدو.. المواجهة التي كرّسها ليست صوريّة، وكل ذلك نبع من إرادة الدولة وعزمها على حصر السلاح بيدها، حتى وإن كانت العراقيلُ كثيرة.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا