عاد الجدل مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي حول منصة الألعاب الإلكترونية روبلوكس (Roblox) بعد الانتشار الواسع لها في صفوف الأطفال والمراهقين، حتى باتت واحدة من أكثر التطبيقات استخداماً حول العالم.
غير أنّ هذا الانتشار الكبير ترافق مع حملات انتقاد وتحذير، وصلت في بعض الدول إلى إطلاق دعوات للحد من استخدامها أو حتى حظرها ما ادى الى تراجع كبير في اسهمها في البورصات العالمية. فما هي أسباب هذه الحملة؟ وما هي المخاطر الفعلية التي تهدد الأطفال؟ وكيف يمكن للأهل حماية أولادهم من تبعاتها؟
تقدّم روبلوكس نفسها كمنصة إبداعية تسمح للأطفال ببناء ألعابهم الخاصة، إلا أنّ طبيعة الألعاب المفتوحة تتيح ظهور محتويات عنيفة أو غير لائقة قد لا تتناسب مع الفئة العمرية الصغيرة. كما ان هذا التطبيق، يوفّر خاصية المحادثة بين اللاعبين، ما يفتح الباب أمام محاولات التنمّر أو حتى استدراج الأطفال من قبل غرباء، وهذا ما كشفته تقارير عديدة أظهرت حوادث تواصل غير آمن عبر المنصّة.
ومن هنا، ارتفعت الدعوات عالمياً الى حظر هذا التطبيق ومنعه من الانتشار الكبير بين الاطفال، اذ يجمع الخبراء على ان هذه اللعبة تعرض الاطفال لثقافات غير مناسبة، وتشكل تهديداً نفسياً لهم من خلال التنمّر الإلكتروني أو المقارنات المستمرة بين اللاعبين. هذا فضلاً عن المخاطر المالية نتيجة شراء عملات افتراضية بشكل غير مدروس، والانعزال الاجتماعي بسبب قضاء وقت طويل في العالم الافتراضي على حساب العلاقات الواقعية.
وهذا لا بد من طرح سؤال اساسي حول كيف يمكن حماية الاطفال من هذه المخاطر وما هو الدور الذي على الاهل ان يلعبوه؟
سؤال حملناه الى الخبير الالكتروني فادي المرّ الذي أشار في حديث عبر "
لبنان 24 " الى ان هذا التطبيق يقدّم خصائص للتحكم في من يتواصل مع الطفل، وما يمكنه الوصول إليه، داعياً الاهل الى تفعيل هذه الميزات كخطوة أساسية، ووضع جداول زمنية واضحة لاستخدام الألعاب الإلكترونية ما يخفف من خطر الإدمان.
كما تمنى على الاهل العمل على شرح مخاطر التواصل مع الغرباء وتعليم الأطفال عدم مشاركة معلوماتهم الشخصية أو صورهم، مع ضرورة محاولتهم تجربة هذه اللعبة لفهم طبيعتها، والتأكد من أن المحتوى مناسب، اضافة الى توفير أنشطة رياضية وثقافية موازية يمنح الأطفال مساحة للترفيه بعيداً عن العالم الافتراضي.
اذا، روبلوكس ليست شراً مطلقاً كما يتم تصويره، فهي من جهة توفّر مساحة للإبداع والتعلم، لكنّها من جهة أخرى قد تشكّل تهديداً حقيقياً في حال غياب الرقابة والتوجيه. ويبقى الحل دوماً في سعي الاهل للتوازن لدى الاطفال بين المتعة والرقابة، وبين الحرية والحماية.