آخر الأخبار

أي مستقبل للبنان؟

شارك
كتب جوزيف قصيفي في" الجمهورية": إنّ لبنان هو بلد الهويات المقتتلة التي ما تلبث أن تتحوّل إلى هويات قاتلة بفعل المتغيّرات الدولية والإقليمية التي تُرخي بثقلها عليه. ومشكلته تتجاوز الحصص والنفوذ إلى ما هو أعمق. أي إلى شجاعة الإعتراف بأنّ إرادة العيش معاً من دون إسقاط الحذر، لا تبني استقراراً دائماً وثابتاً، بل تُعمّق ثقافة الكُمون لدى هذا الطرف أو ذاك. هل يعني ذلك السكوت؟ لا يفترض مواجهة الواقع بسلوك النعامة، بل بشجاعة المسؤول، وهنا يأتي دور النُخَب لتتحمّل مسؤولياتها في الإجابة عن أكثر من سؤال:
أولاً: هل لا يزال " اتفاق الطائف " قادراً على معالجة مشكلة لبنان بكل أبعادها، إذا ما استكمل تنفيذ كامل بنوده؟
ثانياً: إذاً تبيّن عجز "اتفاق الطائف " عن الإحاطة بالمشكلة، ووضع ركائز لحل مستدام، هل هناك قدرة على البحث عن صيغة بديلة تكون بمثابة إعادة تأسيس للوطن الذي أراده حاملو لواء لبنان الكبير موئلاً للحرية، وحاضناً للتفاعل الإيجابي بين طوائفه الدينية في إطار حوار الحضارات الذي يُشكِّل نقيضاً لنظرية صموئيل هنتنغتون بحتمية صدامها وإفراز الأحاديات الحاكمة للكون؟!
ثالثاً: هل في إمكان اللبنانيِّين صَوغ مناعة وطنية تقي وطنهم الإهتزازات، وكيف يكون ذلك من دون إرادة الحياة معاً، وهي لا تزال موجودة ويمكن البناء عليها؟
أياً تكن الإعتبارات، إنّ الحرب الأخيرة على لبنان فتحت الباب على تحدّيات كبيرة وأسئلة خطيرة، لن تكون الإجابة عنها ممكنة في المستقبل المنظور.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا