نشرَ موقع "ميديل إيست مونيتور" تقريراً جديداً تحدث فيه عن مسألة نزع سلاح " حزب الله " في لبنان ، محذراً من مخاطر نشوب حرب داخليّة.
وتحدث التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" عن خطوة الحكومة
اللبنانية لنزع سلاح "حزب الله"، مشيراً إلى أنَّ
الولايات المتحدة تدعم هذه الجهود الحكومية من خلال منح لبنان وعوداً بتقديم مساعدات لإعادة الإعمار، وأضاف: "بالنسبة لأميركا، فإنَّ حزب الله ليس مُجرد ميليشيا، بل هو العائق
الرئيسي أمام استقرار لبنان".
وتابع: "هنا يأتي دور توم براك، المبعوث الأميركي إلى لبنان. لقد حمل الأخير معه إلى
بيروت خارطة طريق من 6 صفحات تضمنت بند نزع سلاح حزب الله بحلول نهاية العام، ووقف
إسرائيل لعملياتها في الجنوب، وفتح المجال أمام المساعدات الدولية لإعادة الإعمار.
وأكمل: "ما تُصوّره
واشنطن على أنه دبلوماسية، يُصنّفه حزب الله على أنه إكراه. لقد رفض الحزب مبادرة براك باعتبارها ترهيباً وتهديداً تمهيداً لوصاية أجنبية مُقنّعة في صورة مساعدة".
ويلفتُ التقرير إلى أنَّ "طهران سارعت إلى تعزيز عزيمة حزب الله"، مشيراً إلى أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي
الإيراني علي لاريجاني حضر إلى بيروت هذا الشهر حاملاً رسالة حذرة وقال فيها إن "
إيران لا تتدخل في الشؤون اللبنانية، ومع ذلك، فهي تقفُ بحزمٍ خلف حزب الله".
التقرير يرى أيضاً أنه "مع تراجع نفوذها في
سوريا ، تعتمدُ إيران الآن بشكلٍ أكبر على حليفها اللبناني لبسط نفوذها في العالم العربي"، وأضاف: "مع هذا، فإنَّ لبنان ليس الساحة الوحيدة التي ضغطت فيها واشنطن لتفكيك القوات المدعومة من إيران. ففي العراق، ضغطت الولايات المتحدة على الحكومات المتعاقبة لكبح جماح قوات الحشد الشعبي، وهو تحالف واسع النطاق من الميليشيات وُلد في الحرب ضد داعش، ولكنه متحالف منذ زمن طويل مع طهران. بالنسبة لحزب الله، التشابه واضح، وما يبدأ في بغداد يتردد صداه في بيروت. في كلتا الحالتين، تسعى واشنطن إلى تقليص نفوذ إيران في المنطقة، حتى لو أدى ذلك إلى زعزعة استقرار الدول الهشة".
وأكمل: "ثمة خللٌ فادح يُعيق مبادرة نزع السلاح، فمن جهة يُطالب حزب الله بالتخلي عن ترسانته بينما لا تزال إسرائيل تحتل 5 مواقع لبنانية استراتيجية. بالنسبة لحزب الله، الذي تُشكّلت هويته في
المقاومة ، فإن هذا التنازل أمرٌ غير مُتصوّر".
وتابع: "لا يزال حزب الله يحظى بولاء شريحةٍ كبيرة من الشيعة في لبنان، ونزع سلاحه بالقوة سيُؤدي إلى سفك دماء، على الأرجح على أسس طائفية. وعليه، لا يزال شبح عام 1975 يُخيّم على البلاد. بعد 50 عاماً، لا يُمكن للبلاد أن تتحمل الانزلاق إلى حربٍ أخرى لا يمكن لأحدٍ كسبها".
وذكر التقرير أنَّ "حزب الله لن ينزع سلاحه ما دامت القوات
الإسرائيلية باقية على الأراضي اللبنانية"، وأضاف: "هذا الواقع لا يمكن استبعاده ما لم تتمكن واشنطن من إجبار إسرائيل على الانسحاب، وهو احتمال لا يزال بعيداً. في المقابل، فإنه ليس لدى لبنان أي مجال واسع للمخاطرة المتهورة. إن أي محاولة متسرعةً لتفكيك حزب الله بالقوة لن تُؤمّن الدولة، بل ستُدمّرها. البديل شاقٌّ ولكنه لا مفرّ منه: حوارٌ مُستدام، ودبلوماسيةٌ إقليمية، وإدراكٌ بأنّ الاستقرار لا يُمكن فرضه بالقوة".
وختم: "فعلياً، يقف لبنان مجدداً عند مفترق طرق. الخيار بين تكرار سفك دماء الماضي، أو التوقف وإعادة النظر، والسعي إلى تسوية سياسية كفيلة وحدها بتجنب الكارثة".