شكلت زيارة رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي
الإيراني علي لاريجاني إلى
بيروت ، علامة فارقة في توقيت اقليمي ومحلي حافل بالاستحقاقات وابرزها ترقب الخطة التي كلف
مجلس الوزراء قيادة الجيش وضعها بشأن تطبيق "حصرية السلاح" و تسليم "
حزب الله " سلاحه.
واختصر مصدر متابع الرسالة
الإيرانية للزيارة بالقول: ارادت طهران ان تقول للجميع "ما زلنا هنا".
وقال المصدر "ان مواقف رئيس الجمهورية جوزاف عون امام لاريجاني لا تحتمل التفسير لانها جاءت مباشرة حول الرؤية الرسمية للتدخل بالشؤون
اللبنانية مع حسم رئاسي حول العودة الى المؤسسات.
وابرز ما قاله الرئيس جوزاف عون للموفد الايراني "
لبنان يرفض.. أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة أتى وبعدما دفع الجميع غالباً للاستقواء بالخارج على اللبناني الآخر في الداخل، فإن الدولة اللبنانية وقواها المسلحة مسؤولة عن أمن جميع اللبنانيين من دول أي استثناء".
وكشفت مصادر دبلوماسية "ان
واشنطن قرأت في زيارة لاريجاني محاولة لافشال خطة الحكومة".
وبالتزامن كشفت اوساط متابعة عن وصول الموفد
الاميركي الى لبنان توم براك، الى باريس على ان تتبعه المكلفة بملف لبنان في الامم المتحدة، مورغان اورتاغوس "حيث سيعقد براك سلسلة من الاجتماعات"، في وقت تنشط المساعي لتوحيد الموقف اللبناني قبل زيارة براك المقبلة الى لبنان، والعمل على عقد اجتماع بين مستشاري الرؤساء الثلاثة خلال الساعات المقبلة، على ان يعقبه لقاء بين الرؤساء الثلاثة في بعبدا قبل الاثنين، لكن المساعي تصطدم باجواء القطيعة بين "الثنائي الشيعي " ورئيس الحكومة نواف سلام خصوصا ان الظروف لم تنجح حتى الان في عقد لقاء بين
بري وسلام، وهذا ما يفرض المزيد من الاتصالات.
وتحدّث مطّلعون عن" أنّ العلاقة بين حزب الله وحركة أمل مقطوعة مع رئيس الجمهورية كما مع سلام، وان الرئيس برّي لم يكن متجاوباً مع عدد من الرسائل التي وصلته من بعبدا، إلى أن استقبل المستشار في القصر
الجمهوري اندره رحال موفداً من الرئيس عون وأسمعه كلاماً عالي اللهجة، وأبلغه بأنّ ما حصل ليسَ مقبولاً على الإطلاق، بل هو "خديعة مدبّرة".
وقال بري "لقد كانَ هناك اتفاق بيننا على مناقشة الورقة وترك الأمور مفتوحة من دون حسم أو تحديد مهلة زمنية، كي نصل إلى تفاهم، ولا يعتقد أحد بأنني على خلاف مع "حزب الله" فهناك موقف شيعي عام ممتعض ممّا حصل".
وفيما كان رئيس الحكومة نواف سلام يعلن امام لاريجاني" ان لبنان لن يقبل، بأيّ شكل من الأشكال، التدخل في شؤونه الداخلية، وأنه يتطلع إلى
التزام الجانب الإيراني الواضح والصريح بهذه القواعد" ، رصدت عدسات الكاميرات، لحظة قيام أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في
إيران علي لاريجاني بإمساك يد رئيس الحكومة نواف سلام قبيلَ لقائهما في السرايا الحكوميّ.
وبحسب الصورة فان المشهد يدلّ على "ودية" لا تتقاطع مع المعلومات التي جرى تسريبها".