آخر الأخبار

برنامج من 3 نقاط لسحب لبنان من تحت المظلة الإيرانية

شارك

كتب جوني منير في" الجمهورية": في الأساس جاء اختيار الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني لتبوء هذا الموقع الحساس بمثابة مؤشر إيراني ينحو في اتجاه التفاوض والمرونة وليس المواجهة والتحدّي. تكفي الإشارة إلى التعريف الذي بات يسود عن المسؤول الإيراني في الأوساط الديبلوماسية والإعلامية لاستشراف السلوك الذي ترغب القيادة الإيرانية في اتباعه في هذه المرحلة التي تؤسس لحقبة جديدة في المنطقة. فهو من أبرز الشخصيات القادرة على الجمع بين التوجّهات المتباينة داخل الساحة الإيرانية، إلى درجة أصطلح بالتعريف عنه أنّه «يساري اليمينيين، ويميني اليساريين »، أو كما يوصف أحياناً بإصلاحي المحافظين الأصوليين ومحافظ الأصوليين لدى الإصلاحيين. إذاً هو شخصية مرنة في أسلوبها، وتحمل في الوقت نفسه الثوابت السياسية للعقيدة الدينية. وهو ما يدعو إلى الإستنتاج بأنّ إيران تميل في اتجاه المرونة، ولكن من دون أن يعني ذلك بالضرورة التخلّي عن أوراقها الأساسية. وقبل انطلاق لاريجاني في جولته الأولى بعد توليه مهمّاته الجديدة، في اتجاه بغداد وبيروت، سادت همسات في الكواليس الديبلوماسية مفادها، أنّ طهران طلبت وساطة قطر بهدف تعديل البرنامج الزمني الذي وضعته الحكومة اللبنانية ضمن إطار قرارها بحصر السلاح بيدها. ووفق التسريبات، فهي طلبت تعديل البرنامج الزمني لإعطاء الوقت الكافي لمناقشة ملف السلاح. وتزامن ذلك مع عودة اهتمام قطر بالشأن اللبناني بعد انكفاء بدأ منذ حصول الإنتخابات الرئاسية اللبنانية، وذلك من خلال الإعلان عن زيارة وفد منها إلى لبنان ، والذي حمل مشاريع الدعم وضخ الأموال لإعادة الإعمار، خصوصاً أنّ قطر تتمتع بعلاقات قوية مع مختلف الأطراف اللبنانية. وتحريك طهران لوساطتها من خلف الستارة تمهيداً لزيارة لاريجاني، تؤشر بوضوح إلى أنّ القيادة الإيرانية باتت تدرك أنّ قرار الحكومة اللبنانية الذي يحظى بدعم أميركي وخارجي كبير لا يمكن العودة عنه بسهولة، كون ذلك سيعني سقوط كل المشروع الجديد الجاري تثبيته في لبنان. وجلّ ما يمكن تحقيقه هو إما كسب الوقت انتظاراً لمفاجآت يمكن أن تقلب المشهد، أو إفساح الوقت لتفاوض صعب حول بعض الأثمان، وهو الهدف الفعلي لمهمّة لاريجاني. وهنا يأتي السؤال حول حقيقة الأثمان التي تطلبها طهران في لبنان. وطالما أنّ هنالك وجوهَ شبهٍ عدة ما بين لبنان والعراق، فإنّ إلقاء نظرة سريعة على المستجدات هناك يمكن أن تساعد في تقديم الجواب المطلوب في لبنان.
إنّ التصور الدولي المطروح، يقوم على سحب لبنان من تحت المظلة الإيرانية وفق برنامج من نقاط ثلاث:

-1 الإستفادة من الخطوات التي نجحت السلطة اللبنانية في تحقيقها حتى الآن، والعمل على تحصينها وتعزيزها.
-2 تأمين مزيد من التمويل والمساعدات لدعم قطاعات الخدمات الرئيسية وتعزيز الجيش جدّياً. ويُحكى هنا عن
مساعدة المليار دولار للقوى المسلحة اللبنانية، والتي قد يحملها الموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك خلال زيارته المقبلة إلى بيروت .
-3 حضّ الدول الخليجية وتشجيعها على العمل في هذا الإتجاه، مالياً أوسياسياً، عبر إيلاء المجموعات اللبنانية الرعاية الكافية، خصوصاً على أبواب الإنتخابات النيابية.
وما من شك أنّ الولايات المتحدة الأميركية لا تزال منخرطة في مشروع بناء واقع جديد في الشرق الأوسط ، وتحويل النتائج العسكرية للحروب التي دارت إلى مكاسب استراتيجية. أي إدخال المنطقة في حقبة جديدة، ترتكز معادلتها على تراجع النفوذ الإيراني، ورحيل نظام بشار الأسد، وقيام واقع لبناني جديد.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا