مضى الأمين العام لـ" حزب الله "، الشيخ نعيم قاسم في إبراز مواقف الحزب المتضامنة مع إيران ، فاعتبر أن "إيران ستنتصر لأنَّها صاحبة حق ومُعتدَى عليها". وقال إن "إيران لديها قيادة الولي الفقيه الشجاع والمصمّم على أن تكون إيران عزيزة وقوية". وشدّد على أن "تهديد ترامب باغتيال الإمام الخامنئي عملٌ دنيء وفي الوقت نفسه دليلُ ضعف"، وقال: "الاعتداء على إيران سيكون له أثمان كبيرة جداً لأن المنطقة بأكملها في خطر". وشدّد على أننا "نحتفظ لأنفسنا بالقرار والخيار المناسب الذي نتخذه في وقته إذا لم تنجح فرصة الدولة في تحقيق أهدافها"، لافتاً إلى أنه "على الدولة أن تمارس كلّ ضغوطها وتستثمرعلاقاتها الدولية لتُلزم إسرائيل بالانسحاب"، وأعلن أن " المقاومة حاضرة لأي خيار تتخذه الدولة لوقف العدوان وانسحاب إسرائيل".
وشهد الوضع في الجنوب تصعيداً إسرائيلياً لافتاً بعد ظهر أمس، إذ شنّ الطيران الحربي
الإسرائيلي سلسلة غارات جوية اتّسعت نحو شمال الليطاني وشملت الزهراني والنبطية، مستهدفاً المنطقة الواقعة بين مزرعة المحمودية وبلدة العيشية. وطاولت الغارات العنيفة أطراف بلدات انصار- الزرارية وتبنا- البيسارية قضاء صيدا وعزة وبصليا ووادي حومين الفوقا. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مواقع عسكرية ومنصات صاروخية لـ"حزب الله" شمال الليطاني، واعتبر أن وجود اسلحة لحزب الله في شمال الليطاني يُعد خرقا للتفاهمات.
ولفتت أوساط دبلوماسية لـ «نداء الوطن» إلى أن توقيت موقف قاسم بعد الضربة الأميركية للمنشآت النووية
الإيرانية ، وما تلاها من مواقف من رئيسي الجمهورية والحكومة، ينطوي على وضوح مباشر لجهة استعداد «حزب الله» للتعامل مع الحرب الدائرة وفق التوقيت
الإيراني .
اضافت:أن مواقف «الحزب» تعني «استمرار واقع ازدواجية القرار السيادي في
لبنان ، وتحديدًا ما يتعلق بقرار الحرب والسلم». كما أتى توقيت كلام قاسم، بمثابة تحدّ واضح ليس فقط لبيانات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، بل لمنطق الدولة ككل، وكأنه يكرّس من جديد معادلة «الحزب يقرّر والدولة تلحق».
أضافت: «إن خطورة مواقف الأمين العام لـ «الحزب» تكمن في أمرين:
1. الرسالة إلى الخارج، بأن «الحزب» ما زال يحتفظ بقراره العسكري ويحتفظ بدور الذراع الإقليمي لإيران، وهذا قد يُفسر كإشارة استعداد للمواجهة، أو حتى للاستدراج إلى مواجهة.
2. الرسالة إلى الداخل، برفض صريح لبيانات رسمية عليا، واستخفاف ببيان وزاري يُفترض أنه يمثل كل مكونات الحكومة، بما فيها «الحزب» نفسه.
ورأت «أن الدولة، كي تحافظ على صدقيتها، لا يمكن أن تكتفي بالمواقف الرمزية. مطلوب منها موقف مباشر واضح لا لبس فيه، يؤكد أن لا جهة يمكن أن تضع لبنان في مهب الحرب، خصوصًا في ظل التوازنات الهشة داخليًا وخطورة أي استدراج خارجي».
ولفتت إلى أن البيانَين الصادرَين عن رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة كانا بلغة «العموميات»، ولم يرتفعا إلى مستوى خطورة كلام الشيخ نعيم قاسم».
وخلصت الأوساط الدبلوماسية إلى القول: «عندما يبعث «حزب الله» برسالة بهذه الصراحة إلى
الأميركيين والإسرائيليين من الأرض
اللبنانية ، فعلى الدولة ألا ترد بـرجاء أو تمنّ على «الحزب»، بل ببيان رسمي واضح وصارم يتضمن العناصر الآتية: إن قرار الحرب والسلم حصري بيد الدولة اللبنانية. وأن أي جهة تُطلق مواقف عسكرية أو عمليات دون قرار رسمي سيتم التصدي لها مباشرة. وإذا الدولة لم ترفع صوتها الآن في لحظة مفصلية، فمتى ستفعل؟ إن السكوت أو التعتيم سيعنيان قبولًا ضمنيًا بما يعلنه «حزب الله»، ويكرّسان حالة الدولة المتفرّجة على أراضيها. إن الرسائل الواضحة لا يردّ عليها إلا برسائل أوضح».
وكتبت" البناء":وضعت أوساط سياسيّة التصعيد الإسرائيلي في إطار محاولة الحكومة
الإسرائيلية ترميم قوة الردع الإسرائيلية التي تآكلت في الحرب مع إيران بعد الضربات القاسية التي تلقتها خلال عشرة أيام وحرف الأنظار عن الخسائر وانهيار الأوضاع الداخليّة وبالتالي رفع معنويات المستوطنين والجبهة الداخلية المنهارة. ولفتت الأوساط الى أن التصعيد أيضاً هو ضربة استباقية لحزب الله تحمل رسائل تحذير إسرائيلية لقيادة حزب الله وللحكومة اللبنانية من مغبة دخول الحزب على خط الحرب الإسرائيلية الأميركية – الإيرانية، ما يحمل مخاوف إسرائيلية واضحة من دخول جبهات أخرى في المنطقة إلى جانب إيران ما يجعل الوضع الإسرائيلي كارثياً ويضع مستقبل الكيان على طريق الزوال”.
وتشير جهات على صلة بموقف المقاومة الى أن قيادة المقاومة في لبنان تراقب بدقة التطورات المتسارعة والدخول الأميركي على خط استهداف إيران، وترى بأن إيران ربحت الجولة الأولى من الحرب مع “إسرائيل” وأسقطت أهدافها الأساسية وألحقت بالكيان خسائر استراتيجية وتاريخية وتملك إيران قدرات وإمكانات تمكنها من الدفاع عن نفسها والصمود لوقت طويل، وبالتالي ليست بحاجة حتى الآن لأي مساعدة من حلفائها في المنطقة، وبالتالي دخول الحزب قد لا يكون ضرورة في هذه المرحلة، لكنه يستكمل جهوزيته لمواجهة كافة الاحتمالات من ضمنها استدارة إسرائيلية إلى لبنان لاستكمال الحرب بشكل موسع لتحقيق أهداف خبيثة تتعلق بمشروع
الشرق الأوسط الجديد وللتعويض عن خسائر الكيان الكبرى بالحرب مع إيران. وفي كافة الأحوال وفق ما تؤكد الجهات أن الجمهورية الإسلامية في إيران لن تُترك وحدها في مرحلة ما.
ميدانيا، شهد الوضع في الجنوب تصعيداً إسرائيلياً لافتاً بعد ظهر أمس، إذ شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جوية اتّسعت نحو شمال الليطاني وشملت الزهراني والنبطية، مستهدفاً المنطقة الواقعة بين مزرعة المحمودية وبلدة العيشية. وطاولت الغارات العنيفة أطراف بلدات انصار- الزرارية وتبنا- البيسارية قضاء صيدا وعزة وبصليا ووادي حومين الفوقا. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مواقع عسكرية ومنصات صاروخية لـ"حزب الله" شمال الليطاني، واعتبر أن وجود اسلحة لحزب الله في شمال الليطاني يُعد خرقا للتفاهمات.
وأدى سقوط بقايا صاروخ اعتراضي في المنطقة الواقعة بين مجدل سلم وخربة سلم في قضاء بنت جبيل، إلى نشوب حريق في المنطقة. وسُمِعت أصوات قوية في معظم بلدات الجنوب نتيجة الصواريخ الاعتراضية. كما حلّق الطيران المسيّر الإسرائيلي، في أجواء عدد من القرى والبلدات في قضاء صور، خصوصاً تلك البلدات المحاذية لمجرى الليطاني من القاسمية حتى طيرفلسيه، وأيضاً فوق الضاحية الجنوبية حيث كشف
الجيش اللبناني على أحد الأبنية في منطقة الحدث - حي الأميركان بحثاً عن وسائل عسكرية.