آخر الأخبار

هل فتح باب التفاوض.. ام تم تحييد اميركا؟

شارك
يُظهر الرد الإيراني المحدود على القصف الأميركي لمفاعل فوردو النووي أن هناك تسوية غير مُعلنة ربما تم التوصّل إليها بين واشنطن وطهران. فالهجوم الأميركي، الذي استهدف منشأة نووية شديدة الحساسية من دون أن يُدمّرها بشكل فعلي، قابله رد إيراني باهت على " قاعدة العديد " في قطر، وهو ما لا يتناسب إطلاقًا مع رمزية وحجم الهدف الإيراني المُستهدف.

الضربة الأميركية التي طالت منشأة فوردو لم تكن عادية، فهي استهدفت واحدًا من الأعصاب النووية الحساسة لإيران. ومع ذلك، فإن حقيقة أن المنشأة لم تُدمّر – وفقًا للمؤشرات والمعلومات المتقاطعة – توحي بأن الهجوم ربما كان "شكليا" أكثر مما هو مدمر، وقد يكون أتى في إطار إيصال رسالة حازمة من دون الذهاب نحو كسر الخطوط الحمراء، لاعطاء ترامب فرصة النزول عن الشجرة.

وبدا واضحًا أن إيران تلقّفت هذه الرسالة وقرّرت النزول عن الشجرة بدورها عبر ردّ مدروس ومحدود، لم يُسفر عن خسائر بشرية أميركية ولم يتسبب بتصعيد. الرد الإيراني بدا أقرب إلى "الواجب" السياسي والعسكري منه إلى ردّ حقيقي، فاختيار "قاعدة العديد"،ذات الطابع الرمزي الكبير، وتنفيذ الهجوم بطريقة محسوبة، يُشير إلى أن طهران أرادت حفظ ماء الوجه من دون إغلاق الباب أمام التفاهمات.

في المقابل، أظهرت إسرائيل أنها تدرك بدقّة أن المفاعل لم يتعرض لأضرار كبيرة، والدليل على ذلك أنها لم تُكمل استهداف المنشأة، بل ركزت لاحقًا على قصف الطرقات المؤدية إليها، ربما بهدف منع نقل مواد أو معدات حساسة، مما يعزز فرضية أن الضربة كانت محدودة ومضبوطة الإيقاع .

دونالد ترامب ، الذي تبنّى العملية الأميركية، بدا كمن نزل عن الشجرة أيضًا بعد الضربة. فبعد توجيه الرسالة و"تسجيل النقطة" أمام الداخل الأميركي والإسرائيلي، لم يتبنّ أي مسار تصعيدي إضافي، بل ترك المجال مفتوحًا أمام التهدئة.

يبقى السؤال الكبير: هل ما حصل هو تسوية أميركية–إيرانية موضعية لاحتواء التصعيد، أم أنه جزء من تفاهم أوسع يتضمن تحييد الأميركيين عن المعركة الحاصلة بين إيران وإسرائيل؟ وهل قررت طهران أن معركتها الحقيقية ليست مع واشنطن في هذه المرحلة، بل مع تل أبيب ، ضمن استراتيجية استنزاف طويلة الأمد؟
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا