ذكرت صحيفة "The New Yorker" الأميركية أنه "في أواخر شباط، قام نواف سلام، في اليوم الثاني لتعيينه رئيساً للحكومة، بزيارة إلى الجنوب لتفقد الدمار الذي خلفته الحرب الأخيرة بين
حزب الله وإسرائيل. من هناك، تعهّد سلام بإعادة إعمار المنطقة، كما ووعد بتعزيز الجيش، كوسيلة لتأكيد سلطة الدولة في منطقةٍ كانت لسنواتٍ تحت سيطرة حزب الله. في ذلك اليوم، اقترب رجل من سلام وقال له: "أول كلمة يجب أن تقال هي شكراً للمقاومة"، في إشارة إلى حزب الله".
وبحسب الصحيفة، "في تشرين الثاني 2024، وبعد ثلاثة عشر شهراً من الحرب، توصل حزب الله وإسرائيل إلى وقف لإطلاق النار. لكن القوات
الإسرائيلية لا تزال تحتل خمس تلال في
جنوب لبنان ، في انتهاك للاتفاق. واعتبر رجل آخر أثناء زيارة سلام أن الدولة عاجزة عن استعادة الأراضي عبر المفاوضات، التي "لا تُسفر عن نتائج". وأضاف: "سنستعيد أرضنا بالمقاومة". وفي الواقع، كان بيان سلام الحكومي هو الأول منذ أكثر من ثلاثة عقود الذي خلا من أي ذكر لـ"
المقاومة "، والذي أكد مسؤولية الدولة في الدفاع عن كامل أراضيها واحتكارها للسلاح. وسبق وأشار رئيس الجمهورية العماد
جوزاف عون إلى النقاط عينها في خطاب القسم. ولم يكن عون ولا سلام المرشحين المفضلين لدى حزب الله، لكن نواب الحزب صوتوا لصالح الرئيس ودعموا الحكومة الجديدة، التي تضم عدداً من الوزراء التابعين لهم".
وتابعت الصحيفة، "ينص اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً من الحدود مع
إسرائيل ، وعلى انسحاب القوات الإسرائيلية إلى جانبها من الحدود، مما يسمح للجيش اللبناني بزيادة حجم انتشاره في المنطقة بشكل كبير. وفي اليوم الذي سبق جولة سلام، صرّح
وزير الدفاع
الإسرائيلي ، يسرائيل كاتس، بأن قواته ستحتل إلى أجل غير مسمى ما أسماه "منطقة عازلة" في جنوب
لبنان . من جانبه، قال أندريا تيننتي، المتحدث باسم اليونيفيل، لكاتبة المقال إنه ما من نشاط يُذكر لعناصر حزب الله".
وأضافت الصحيفة، "لطالما اتهم العديد من اللبنانيين حزب الله باتخاذ قرارات الحرب والسلم نيابة عن الحكومة. كما ويتهمه البعض بأنه دولة داخل الدولة، وينتهج سياسة خارجية مستقلة في خدمة راعيته،
إيران ، في ظل تزايد الدعوات المحلية لنزع سلاحه. وأكد
الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم
قاسم أن حزبه لن يتخلى عن سلاحه في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر. وعلى الرغم من أن الجيش لم يكن طرفًا فاعلًا في الحرب الأخيرة مع إسرائيل، إلا أنه خسر عدداً من عناصره، ورد في بعض الأحيان على مصادر النيران. لكن الجيش، كقوة مقاتلة، يعتبر أضعف من حزب الله، سواء من حيث معداته أو قوته البشرية. خلال الحرب، تكبد حزب الله خسائر فادحة، اعترفت قيادة الحزب بأنها "مؤلمة" و"غير مسبوقة"، خاصة بعد اغتيال عدد كبير من كبار قادة الحزب، أبرزهم أمينه العام السابق،
حسن نصر الله . في الواقع، من الصعب تقدير مدى الضرر الذي لحق بمخزونات أسلحته، نظرًا لطبيعتها السرية، وأي ادعاءات تُعدّ تكهنات. في المقابل، يمتلك
الجيش اللبناني معدات قديمة ولا يملك دفاعات جوية جدية".
وبحسب الصحيفة، "يقع مقر اليونيفيل في الناقورة، أقصى جنوب لبنان. ومنذ وقف إطلاق النار، استأنفت قوات حفظ السلام دورياتها الحدودية المشتركة مع الجيش. وتشارك اليونيفيل في إزالة الأنقاض والذخائر غير المنفجرة، ومساعدة الجيش على الانتشار في المناطق التي أخلتها القوات الإسرائيلية، وتسهيل المساعدات الإنسانية المقدمة من
الأمم المتحدة والوكالات الأخرى. وكشفت الدوريات المشتركة عن مخابئ وأكثر من مائتين وخمسة وعشرين مخبأً للأسلحة تابعة لحزب الله وجماعات مسلحة أخرى، كما ويؤكد الجيش أنه فكك أكثر من تسعين بالمائة من البنية التحتية لحزب الله جنوب نهر الليطاني".
وتابعت الصحيفة، "أعرب تيننتي عن قلقه من أن الصراع قد يشتعل مرة أخرى إذا واصلت إسرائيل ضرباتها. وأضاف أن الجيش يجب أن يحظى "بدعم قوي" لفرض سلطة
الدولة على طول الحدود، ويجب أن يوفر له
المجتمع الدولي الوسائل والقدرات المالية اللازمة للقيام بذلك. ورأى تيننتي أن طبيعة الفوضى الأخيرة ربما خلقت "عقلية مختلفة لمحاولة حل هذه القضية"."