كتبت لينا فخر الدين في" الاخبار": تفاقم الخلاف بين الحليفين التاريخيّين، تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي ، على رئاسة اتّحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي . فـ«المستقبليون» كانوا قد وعدوا عضو مجلس بلدية شحيم، محمد سعيد عويدات، بالمنصب لثلاث سنوات على الأقل، خصوصاً أنّ العُرف يعطي رئاسة الاتّحاد لشحيم. أمّا المختارة، فتصرُّ على أن يؤول المنصب إلى رئيس بلدية برجا شقيق الوزير السابق علاء الدين ترو، ماجد ترو، باعتبار أنّ «برجا لم تتمثّل في رئاسة الاتّحاد منذ تأسيسه، وذلك حقّ لها»، وفق ما يقول أهالي البلدة، مشيرين إلى «حرمان برجا وإقصاء أبنائها عن التعيينات الأخيرة، مقابل استرضاء شحيم». لذلك، وقّع مخاتير برجا قبل أيام بياناً طالبوا فيه بانتخاب ترو رئيساً للاتّحاد نظراً إلى «الإمكانات المتاحة لديه، ومن مبدأ المداورة في الرئاسة».
وبانتظار انعقاد جلسة الانتخاب بعد 20 حزيران مبدئياً، ظهرت تداعيات خلاف الطرفين في بلدة عانوت، إذ يشير متابعون إلى تدخّل بعض مسؤولي «الاشتراكي» في انتخابات رئاسة بلديتها، لضمان تصويتها لصالح ترو في انتخابات رئاسة الاتّحاد.
ورغم تفشّي صراع الحليفين، إلّا أنّ لا كلام جدياً قد حصل بعد، فـ«الاشتراكيون» يتمسّكون بالتعبير عن رغبة رئيسهم في وصول ترو إلى الرئاسة، من دون التنسيق مع «المستقبل» الذي يؤكّد مسؤولوه أنهم «ليسوا ضدّ ترو شخصياً، وأكبر دليل على ذلك أنّ ترو لم يكن بمقدوره أن يكون رئيساً في بلدته من دون التحالف مع المستقبل، إضافةً إلى تسهيلات قام بها مسؤولوه من أجل فتح الطريق أمامه، ومنها التراجع عن مصطفى الشمعة كنائب للرئيس، ليؤول المركز إلى الشيخ أحمد الطحش، المحسوب على الجماعة الإسلامية، منعاً لأي خلاف في بداية عهد بلدية برجا».
كما يُؤكّد هؤلاء أنّ «مسؤولي منسّقية
جبل لبنان زاروه مهنّئين بانتخابه، وأبلغوه عن رغبتهم بالتوافق على رئاسة الاتّحاد، عبر تقاسمها مداورةً مع عويدات (ثلاث سنوات بثلاث سنوات)»، وهو ما يرفضه ترو، مُفضّلاً أن يكون رئيساً لستّ سنوات كاملة. وينسحب هذا الإصرار على قيادة «المستقبل» المتمسّكة بالطرح نفسه، لكنّ المفاجأة كانت بقفز «الاشتراكيّين» فوق رغبة «الزرق»، والإيحاء بأنهم يُفضّلون التصويت بدلاً من التوافق، الذي كان معتمداً منذ تحالف الرئيس
رفيق الحريري ورئيس «الاشتراكي» السابق
وليد جنبلاط .
وظهر ذلك في قيادة ترو لسلسلة اتّصالات مع رؤساء بلديات الإقليم من أجل استقطابهم للتصويت لصالحه، وتعميم رسالة بأنّ «وليد وتيمور بك يُريدان ذلك». وهو أيضاً ما نقله أحد المسؤولين الحزبيّين في «الاشتراكي» إلى أحد قياديّي «المستقبل»، ليُجيب الأخير بأنّ «
الرئيس سعد الحريري لم يُبلغنا بحصول أي تواصل بينه وبين المختارة حتى نعدل عن قرارنا ونُصوّت لمصلحة ترو». وأثار ذلك استياء قياديّين «مستقبليّين»، رأوا في تمسّك «الاشتراكي» بترو دون مراجعة
الحريري «أمراً مستغرباً، وكأنّ الإيعاز صار يصدر من المختارة بدلاً من بيت الوسط»!
وعليه، تبدو الأمور متّجهة إلى معركة بين الطرفين في حال استمرار غياب التواصل بين القيادتين، فيما يلفت متابعون إلى إمكانية عزوف رؤساء البلديات المسيحيّين (الرميلة والجية وجدرا...) عن المشاركة في التصويت، كيلا يكونوا طرفاً في النزاع بين
جنبلاط والحريري.