بـ"سرية تامة"، يتعاطى "
حزب الله " مع أي معلومة تتعلّق بـ"بناء قدراته الأمنية والعسكرية"، فهو لا يريد أن يكشف أي أمرٍ على هذا الصعيد حتى لأقرب الناس ضمن بيئته، والسبب في ذلك اهتزاز الثقة المُطلقة بأي شخص كان، والأمر هذا تعزز أكثر بعد الحرب
الإسرائيلية الأخيرة على
لبنان .
انصرف "حزب الله" باتجاه تأهيل واقعه الأمني داخلياً، وتكشف معلومات "
لبنان24 " أنَّ الحزب يعمل على نطاقين متلازمين، الأول وهو تأمين
القاعدة الأمنية الجديدة والتي تتركز على عدم استهداف قيادات بارزة، فيما الثاني يرتبط باكتشاف العملاء واحداً تلو الآخر لتنقية القاعدة الحزبية الداخلية تجنباً للخروقات الإسرائيلية.
ينقلُ أحد المتابعين لأجواء الحزب تفاصيل لافتة فيقول إن الحزب يُجري اختبارات صارمة أكثر من السابق لاختيار الأشخاص الراغبين بالإنضمام إليه، فيما التركيز على الجانب النفسي بشكل دقيق. في المقابل، تلفت المصادر إلى أنَّ من يُشرف على كل ذلك هو مجموعة من الكوادر ذات "الأقدمية" لكن هوياتهم غير معروفة.
إذاً.. ماذا يريد "حزب الله" أن يقول بهذه الخطوات؟ أولاً، يتبين أن الحزب يسعى لإخراج بنية أمنية جديدة تتصارع مع
إسرائيل . أيضاً، فإن "الحزب" يحتاج إلى إثبات وجوده أمنياً، وما يجري هو أنه بين الحين والآخر يتم تسريب كلام عن تعزيز القوة الأمنية والترويج لأنباء خطوات يتخذها "حزب الله"، والهدف منها هو إشاعة الأمن والأمان في أوساط الجماهير لاسيما بعد الخسائر التي تحققت إبان الحرب.
كل هذه الأمور تقود الأمر نحو استنتاج واحد وهو أنَّ "حزب الله" بات يرسم نسخة جديدة منه قادرة على التكيف مع الأوضاع، لكن في الوقت نفسه ينأى بنفسه عن الحديث عن أي خطوة تتخذه، والأساس هو عدم منح العدو
الإسرائيلي أي إشارة لخطط جديدة قيد التنفيذ. لهذا السبب، وفق المصادر، فإن أمين عام "حزب الله" الشيخ
نعيم قاسم لم يذكر في أي من خطاباته مسألة طريقة تعزيز الواقع الأمني داخل الحزب، ما يعني أن الأخير لا يريد منح السكان "فائض القوة" الذي كان موجوداً سابقاً.
إزاء كل ذلك، يرتبط تصريح "حزب الله" بشأن ما يجري، فهو لا يريد تعميق أي صراع مع إسرائيل "حالياً" لأن أهدافه العسكرية مختلفة وهي تأهيل البنية التحتية للحزب وزيادة مخزونه العسكري، ناهيك عن تأهيل اتصالاته مجدداً، والأهم تفعيل الرقابة الصارمة داخلياً. أما على صعيد الإنتساب، فإن "حزب الله" لا يقبل أي طلب بسرعة، ولهذا السبب يضيق هامش "عملاء إسرائيل الجُدد" الراغبين بالتغلغل داخل "حزب الله" بشكل أساسي لانتزاع أسرار ونقلها إلى الخارج، والأمر هذا قد ينجح تارة ومرة أخرى لا.