تحتفل الطوائف المسيحية اليوم بأحد القيامة المجيدة، وكلّها أمل، كسائر اللبنانيين، بقيامة حقيقية ونهائية للبنان من أزماته.
والعيد المتزامن هذه السنة لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم
الغربي كما التي تتبع التقويم الشرقي أضفى ملامح حيوية على مجمل الواقع الداخلي بدفع من التفاؤل السائد حيال خطوات إعادة ترميم الواقع السياسي والأمني والمؤسساتي عموما .
وعلى رغم مناخات العطلة، ترددت بقوة المفاعيل والترددات السلبية لموقف "
حزب الله " الأخير الذي عبر عنه أمينه العام الشيخ نعيم قاسم برفض تسليم "
سلاح
المقاومة " وتثبيت حملة شروط للبدء في البحث او الحوار في موضوع الاستراتيجية الدفاعية بما رسم معالم احراج واضح للسلطة الرسمية وتحديدا لرئيسي الجمهورية والحكومة اللذين ما ينفكّان يوميا عن اطلاق تعهدات حازمة حول التزامات الدولة بتحقيق حصرية السلاح للدولة وحدها.
التفاعلات الناجمة او المرتبطة بملف السلاح لم تبق ضمن
الدائرة
الداخلية فقط بل تخطتها إلى الجانب الأميركي بحيث سجل دخول نائبة المبعوث الأميركي الى
الشرق الأوسط المكلفة بملف
لبنان وإسرائيل مورغان اورتاغوس على خط السجالات الإعلامية ، وعلى طريقتها النارية التي لم توفر فيها هذه المرة ، الزعيم الدرزي
وليد جنبلاط فأشعلت سجالا حادا وغير مسبوق معه.
وقد رد جنبلاط بعد ظهر أمس على أورتاغوس فوصفها بـ"الأميركية البشعة" بعدما وجّهت المبعوثة الأميركية اليه إهانة تعليقاً على كلامه بشأن شروطها لحل الأزمات في لبنان وخاصة سلاح "حزب الله"، فتوجّهت إليه قائلة: "المخدّرات مضرّة يا
وليد ".
ونشر جنبلاط لاحقاً صورة محاربين واحد منهما بهيئة هيكل عظمي عبر "إكس" وأرفقها بتعليق: "The ugly American".
وكانت أورتاغوس قد علّقت أيضاً على تهديد
الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم برفضه تسليم سلاح الحزب، إعلانه مواجهة من سيعمل على نزعه فكتبت تعليقا من كلمة واحدة هي " تثاؤب" بما اطلق العنان للتفسيرات حول ما قصدته بذلك.
ولعل ما زاد هذا المناخ تفاقما موقف السفير
الإيراني في لبنان مجتبى
اماني الذي اعتبر أن "مشروع نزع السلاح مؤامرة واضحة ضد الدول"، محذراً من الوقوع في فخ الأعداء.
وأفادت
وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن أماني كتب في تدوينة على منصة "إكس" نزع سلاح حزب الله: "مشروع نزع السلاح مؤامرة واضحة ضد الدول. فبينما تواصل
الولايات المتحدة تزويد الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة والصواريخ، تمنع الدول من تسليح وتعزيز جيوشها، وتضغط على دول أخرى بحجج مختلفة لتقليص أو تدمير ترساناتها". وأضاف: "عندما تستسلم هذه الدول لمطالب نزع السلاح، تصبح عرضة للهجوم والاحتلال، كما حدث في العراق وليبيا وسوريا".
وأشار إلى أن "الجمهورية الإسلامية الايرانية تدرك خطورة هذه المؤامرة وتهديدها لأمن شعوب المنطقة"، مؤكداً: "نحن نحذر الآخرين من الوقوع في فخ الأعداء. الحفاظ على الردع هو خط الدفاع الأول للسيادة والاستقلال ولا ينبغي تعريضه للخطر".