في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
يبدأ اليوم الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي فترة حبسه في سجن "لاسانتي" وهو مكان معروف بظروفه الصعبة، خاصة لمن اعتادوا حياة الرفاهية والسلطة، وفقا لموقع ميديا بارت الإخباري.
الموقع أبرز أن زنزانات هذا السجن التي لا تتجاوز مساحتها 9 أمتار مربعة تشكل في حد ذاتها صدمة لكل من يودع هناك، فما بالك بمن تعوّد الرفاهية والقصور فلمثل هؤلاء ستكون الصدمة أعنف، وفقا للموقع الذي أوضح أن ساركوزي المُعتاد على أجواء السياسة والأعمال التجارية الضخمة على وشك اكتشاف عالم مجهول تماما.
واستطلع الموقع آراء بعض الشخصيات السياسية والثرية التي عاشت تجربة السجن ليستنتج أن الجزء الأكثر رعبا سيكون في الليلة الأولى، عندما يُغلق باب الزنزانة.
أما أين سيكون ساركوزي داخل هذا السجن، فإن الموقع ذكر أنه ربما يوضع في قسم "الأشخاص المعرضين للخطر" (QB4) أو في قسم العزل، لأسباب أمنية ونفسية، وهو الذي يؤوي ضباط شرطة وعسكريين وموظفي جمارك وسياسيين (مثل كلود غيان وجورج ترون وباتريك بالكاني، مؤخرا)، بالإضافة إلى قادة أعمال ومرتكبي جرائم الإبادة الجماعية في رواندا .
وربما يكون نزيل قسم العزل الذي يعد أكثر أمانا، حسب الموقع، والذي غالبا ما يكون مخصصا لأعضاء الجريمة المنظمة أو الأشخاص المعرضين للخطر. ويهدف العزل إلى توفير مزيد من الهدوء والسكينة، وتجنب التواصل مع السجناء الآخرين، والحد من خطر التقاط الصور.
وعلى العموم، فإن ميديا بارت أبرز أن الزنزانات متطابقة وفي حالة جيدة بعد التجديدات (2014-2019)، وتبلغ مساحتها 9 أمتار مربعة، وتحتوي على مرحاض و"دش" وموقد كهربائي وهاتف مثبت على الحائط برمز.
وأوضح أن المناطق (المعرضة للخطر أو المعزولة) عادة ما يوجد فيها سجين واحد فقط، في حين أن بقية السجن المكتظ (معدل الإشغال نحو 190%) يمكن أن تستوعب اثنين أو 3 من السجناء في كل زنزانة.
وعن الصعوبات الخاصة التي تواجه أمثال الرئيس السابق عندما يودعون السجن، قال الموقع إن أولها هو الضوضاء المتواصلة التي تعد "صاخبة للغاية"، إذ يقول أحد هؤلاء لميديا بارت: "إنه لأمر مروّع، صراخ الليل. ننام نوما سيئا للغاية".
ويلفت الموقع إلى أن السجن يسبب صدمة نفسية قاسية؛ فالشخص هنا ينتقل من الراحة والطمأنينة إلى زنزانة ضيقة وروتين السجن. وينقل الموقع هنا عن باتريك بالكاني الذي كان مسجونا بسبب التهرب الضريبي قوله إنه "واجه صعوبة بالغة في التأقلم مع الاحتجاز" وكان نادرا ما يخرج للتنزه، كما عانى من الصدمة نفسها كلود غيان الذي كان رئيسا لمكتب ساركوزي، إذ تعرض للسجن أيضا.
وأوضح ميديا بارت أن الإجراءات نفسها عند دخول السجن غير مريحة وتتضمن أخذ بصمات الأصابع، والصور، وتسليم الأشياء الثمينة، وتفتيش الحقائب (ممنوع معجون الأسنان، والعطور، والكتب ذات الغلاف المقوى)، ثم الالتزام بخلع الملابس أمام أحد الحراس.
أما الروتين اليومي، فإن الموقع أوضح أنه شديد التنظيم، إذ لا توجد استقلالية، وكل شيء يجب تدوينه، كما أن الحراس، المنهكين أحيانا، قد ينسون أمر التنزه، أو زيارة طبيب الأسنان، أو تناول الدواء، وفضلا عن كل ذلك هناك صراصير.
ويتطلب الهاتف المُثبّت على الحائط رمزا، ولا بد من الحصول على إذن كتابي للاتصال ولا يمكن الاتصال بأكثر من 20 رقما فقط، وللسجين الحق في 3 زيارات أسبوعيا، مدة كل منها 45 دقيقة، كما أن الأقارب لا يمكنهم إحضار ما يريدون، وفقا للموقع.
ويمكن تلخيص ما جاء في ميديا بارت بأن سجن لاسانتي سيمثل صدمة حقيقية لنيكولا ساركوزي الذي يغادر عالم السلطة والامتياز إلى حياة يومية تتخللها صرامة وعشوائية وصمت يصمّ الآذان في بعض الأحيان داخل الزنزانات.