"من الضروري الالتزام بخطة وقف إراقة الدماء في غزة والبدء بخطة إنشاء دولة فلسطينية".. وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يؤكد أن تصرفات الغرب تشير إلى عدم رغبتهم في دولة فلسطينية مستقلة#لافروف #فلسطين #غزة #روسيا pic.twitter.com/udDyQe9AVU
— RT Arabic (@RTarabic) October 13, 2025
موسكو- يتراوح الموقف الروسي من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية ( حماس )، المزمع توقيعه اليوم في مدينة شرم الشيخ المصرية، بين ال ترحيب والتخوف، وفق ما أكده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف .
ويرى لافروف أن الخطة التي قدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن السلام في غزة غير مكتملة لأنها لم تتطرق إلى قضية الدولة الفلسطينية أو الوضع في الضفة الغربية ، لكنها في الوقت نفسه خطوة مهمة للغاية لوقف نزيف العنف في قطاع غزة.
وأوضح لافروف أن الخطة الأميركية تتناول الوضع في غزة فقط، من دون أن تعالج مصير الضفة الغربية أو تحدد بشكل واضح آليات قيام دولة فلسطينية مستقلة، قائلا إن الحل الطويل الأمد للصراع في الشرق الأوسط مستحيل من دون إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة.
وجاءت تصريحات لافروف خلال لقائه وفدا إعلاميا من عدد من الدول العربية، يزور موسكو لتغطية القمة العربية الروسية التي أُعلن عن تأجيلها إلى موعد لاحق بسبب تطورات الأوضاع في غزة، بحسب الوزير الروسي الذي أكد أن القمة ستعقد عند الاتفاق على مواعيد جديدة.
وأعرب لافروف عن أمل بلاده في أن تحقق قمة شرم الشيخ بشأن التسوية في غزة نتائج إيجابية، مؤكدا أن موسكو تتمنى نجاحها في دفع العملية السياسية قدما، وتجنب تكرار الأزمات الإنسانية والأمنية التي شهدها القطاع خلال الأشهر الماضية.
وعن عدم مشاركة روسيا في قمة شرم الشيخ، قال لافروف إن المنظمين نسقوا خطواتهم مع واشنطن وعدد من الدول العربية، وإن بلاده مستعدة للمشاركة بأي صيغة تضمن تحقيق تسوية سلمية في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه "إذا قرر المشاركون في القمة بمصر أن روسيا قد تكون مفيدة في مرحلة ما من تنفيذ خطة ترامب، فنحن على استعداد للمساهمة".
وتعقد اليوم في مدينة شرم الشيخ قمة دولية بعنوان "قمة شرم الشيخ للسلام" برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وبمشاركة قادة أكثر من 20 دولة ومنظمة.
وحذر الوزير الروسي من أن استمرار تجاهل جذور القضية الفلسطينية قد يؤدي إلى اندلاع أزمة جديدة في غزة، داعيا جميع الأطراف الإقليمية والدولية إلى التحرك لمنع تكرار السيناريوهات الدامية، ومؤكدا تمسك بلاده بدورها الدبلوماسي في دعم جهود التسوية العادلة والشاملة القائمة على مبدأ إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
وجدد لافروف ترحيبه بجهود المجتمع الدولي الرامية إلى وقف القتال وتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة، مشيدا بدور الوسطاء قطر ومصر والولايات المتحدة وتركيا في الوصول إلى هذا الاتفاق المهم، آملا أن يكون نواة لمراحل سلام لاحقة تشهد إعادة إعمار القطاع وعودة النازحين إلى منازلهم.
وأوضح أن روسيا مستعدة لدعم مبادرات الإعمار وتقديم المساعدات الإنسانية بشرط تنفيذ الاتفاقات فعليا على الأرض.
وشدد الوزير الروسي على ضرورة التركيز على حلين أساسيين متلازمين:
وأكد لافروف أن هذه المبادئ يجب أن تكون الأساس لأي خارطة طريق تطرح في المنتديات الدولية، بما فيها مجلس الأمن ، مشيرا إلى وجود مؤشرات إيجابية في تصريحات ممثلي حركة حماس وبعض المسؤولين الإسرائيليين تظهر إمكانية تجنب توسع النزاع، لكنه شدد على ضرورة ترجمة هذه التصريحات إلى خطوات عملية.
وتناول لافروف خلال اللقاء سياسة روسيا تجاه قضايا الشرق الأوسط والعلاقات مع الدول العربية، موضحا أن هذه العلاقات شهدت تطورا كبيرا خلال العقدين الماضيين، إذ وصل حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى 34 مليار دولار، وهو رقم لا يزال منخفضا مقارنة بالعلاقات العربية الصينية، لكنه تضاعف 10 مرات خلال السنوات الأخيرة، معربا عن تطلعه إلى استمرار نمو هذه العلاقات.
كما أشاد بالعلاقات السياحية المتنامية، مشيرا إلى أن موسكو توفر تسهيلات كبيرة لزيادة أعداد السياح العرب، وتعمل حاليا على مناقشة إلغاء التأشيرات مع عدد من الدول العربية، مستشهدا بإلغاء التأشيرات لمواطني المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
روسيا تُعلّق لأول مرة على أنباء تسمم بشار الأسد.. ماذا قالت عن مستقبل قواعدها في سوريا؟ 🔗 التفاصيل في المقال المرفق#تلفزيون_سوريا #أخبار_سورياhttps://t.co/uu2oSvbek1
— أخبار سوريا – SyriaNews (@Syriatvnews) October 13, 2025
وفي ما يخص الشأن السوري، أوضح لافروف أن موسكو تواصل تقديم الدعم اللازم للحكومة السورية الحالية، مشيرا إلى لقائه الأخير مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في أ نطاليا ، وتأكيده العمل مع الرئيس السوري أحمد الشرع وتقديم جميع أشكال المساعدة لفرض الأمن في عموم الأراضي السورية.
ونفى الوزير الروسي تعرض الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد لمحاولة اغتيال بالسم في موسكو كما قالت بعض وسائل الإعلام، موضحا أن تلك الأنباء مجرد شائعات، وأن الأسد موجود في روسيا لأسباب إنسانية.
وفي ما يتعلق بالأوضاع في لبنان، قال لافروف إن بلاده متفائلة بإمكانية الوصول إلى حالة من الهدوء عبر الحكومة الحالية، مؤكدا حرص موسكو على توفير الدعم اللازم، ومشددا في الوقت ذاته على أهمية التزام جميع الأطراف، وخاصة الجانب الإسرائيلي، بقرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر عام 2006، والذي أسهم في إنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان بعد 34 يوما من القتال، ويتضمن بنودا تهدف إلى حفظ الأمن والسلام ووقف إطلاق النار .