آخر الأخبار

كارثة غرق السفينة "أركتيك" التي غيرت قواعد السلامة البحرية

شارك
لوحة تجسد غرق السفينة أركتيك

في منتصف القرن التاسع عشر، كانت عمليات الإبحار من أوروبا إلى أميركا تستغرق ما بين 10 إلى 14 يوما. وفي ذلك الزمن، كانت عملية عبور المحيط الأطلسي محفوفة بالمخاطر بسبب التقلبات الجوية بعرض المحيط.

وشهدت تلك الفترة العديد من الكوارث البحرية التي أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا. ومن ضمن هذه الكوارث، يذكر التاريخ حادثة غرق السفينة "إس إس أركتيك" (SS Arctic)، المزودة بعجلات تجديف، والتي غاصت نحو قاع المحيط عام 1854 متسببة في مقتل المئات.

خصائص السفينة أركتيك

صممت السفينة "أركتيك" لتعمل لصالح مؤسسة "كولينز لاين" (Collins Line) الأميركية التي ظهرت بدعم من الحكومة الأميركية لمواجهة هيمنة مؤسسة "كونارد لاين" (Cunard Line) البريطانية على الرحلات بين بريطانيا والولايات المتحدة، وبوجه الخصوص على الخط الرابط بين مدينتي ليفربول البريطانية ونيويورك الأميركية.

رسم تخيلي للسفينة أركتيك

وامتلكت "كولينز لاين" عددا ضئيلا من السفن التي كانت قادرة على القيام برحلات عبر المحيط الأطلسي. وقد مثلت السفينة "أركتيك" أهم هذه السفن التي كان بإمكانها إجراء هذا النوع من الرحلات.

وتم بناء السفينة "أركتيك" في عام 1850، وانطلقت في أول رحلة لها يوم 26 أكتوبر عام 1850.

وحسب المعلومات المعروفة من التصميمات، فإن السفينة "أركتيك"، المصنوعة أساسا من الخشب، بلغ طولها 87 مترا وقدر وزنها بحوالي 2856 طنا. وقد زودت هذه السفينة بمحركين بلغت قوة الواحد منهما 1000 حصان، وهو ما خول لها الإبحار بسرعة قدرت بنحو 24 كيلومترا بالساعة.

صورة لهنري هوب ريد المصنف كأحد أهم المثقفين الأميركيين بتلك الفترة والذي فارق الحياة على متن السفينة أركتيك

نجاة الطاقم ومقتل الركاب

رغم نجاحها في عدة رحلات، لم يطل عمر السفينة. ففي 27 سبتمبر 1854، وقرب سواحل نيوفندلاند، اصطدمت "أركتيك" بسفينة الصيد الفرنسية "فيستا" (Vesta)، التي كانت أصغر بكثير من "أركتيك". وتشير الروايات إلى أن الضباب الكثيف وانعدام الرؤية كانا السبب الرئيس في وقوع التصادم.

صورة للمستكشف البريطاني فريدريك كاثروود الذي ساهم في اكتشاف معالم من حضارة المايا وفارق الحياة على متن السفينة

عقب الاصطدام، بدأت المياه تتسرب إلى أركتيك التي كانت تقل نحو 400 شخص، بينهم 150 من أفراد الطاقم. وزاد من فداحة الوضع أن السفينة لم تكن مجهزة بقوارب نجاة كافية، إذ لم تكن تلك القوارب تكفي حتى لنصف الركاب. ومع تصاعد الهلع على متنها، تجاهل الجميع قاعدة "النساء والأطفال أولًا".

بعد مضي 4 ساعات فقط من وقوع الحادث، غرقت "أركتيك" وغاصت نحو أعماق المحيط متسببة في مقتل ما يزيد عن 300 من ركابها. ولم ينج من هذه الكارثة سوى 85 شخصا، من بينهم 24 راكبا من الرجال، و61 فردا من طاقم السفينة... فيما غرق جميع الأطفال والنساء الذين كانوا على متن "أركتيك" عند وقوع الكارثة.

وأثارت الحادثة حالة من الغضب بالشارع الأميركي الذي استاء من تصرف طاقم السفينة ووفاة جميع الأطفال والنساء. وأيضا، سلطت هذه الكارثة الضوء على افتقار السفن العابرة للمحيط الأطلسي لأبسط إجراءات النجاة والإنقاذ، وهو ما دفع لاحقًا إلى إدخال تحسينات جذرية على معايير السلامة البحرية.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار