الكلاب الضالة تهدد الطلبة مع بداية المدارس .. فهل تكفي 150 ألف دينار لإنهاء الكابوس؟

سرايا - محمد النواطير - مع انطلاق العام الدراسي الجديد، تتصاعد شكاوى المواطنين من انتشار الكلاب الضالة قرب المدارس والأحياء السكنية، ما أثار مخاوف الأهالي على سلامة الطلبة، في وقت تؤكد فيه البلديات عجزها المالي عن التعامل مع هذه الظاهرة.

بلديات عدة أوضحت لـ"سرايا" أن عملية تعقيم الكلاب الضالة وتجميعها في أماكن مخصصة تُعد الحل الأنسب من الناحية الإنسانية، إلا أنها تتطلب نحو 150 ألف دينار، وهو مبلغ يفوق موازناتها الحالية.

وأشار مسؤولو البلديات إلى أنهم يتلقون يوميًا عشرات الشكاوى، فيما تبقى الحلول المتاحة محدودة ووقتية لا تعالج المشكلة من جذورها.

من جهته، وجّه الزميل هاشم الخالدي، الرئيس التنفيذي لموقع سرايا، صرخة تحذير عبر برنامجه "من المكتب"، واصفًا الظاهرة بأنها "كابوس يومي يهدد حياة الأردنيين"، قائلاً: "صرنا نخاف نطلع من بيوتنا… أنا شخصيًا ما بقدر أزور أمي 7 أمتار بدون ما أحسب حساب هجوم الكلاب"، مشددًا على أن ما يحدث تحول إلى "قطعان تجوب الشوارع وتهاجم الأطفال والنساء وكبار السن بلا رادع".

وسلّط الخالدي الضوء على حوادث متكررة، أبرزها هجوم كلاب ضالة على طالب وطفل بعمر السنتين في مدرسة زبدا فركوح بإربد، إضافة إلى إصابة مساعدة المديرة وولية أمر، منتقدًا اكتفاء وزارة التربية بالقول إن الحادثة وقعت خارج أسوار المدرسة.

كما أشار إلى أن محاكم أردنية ألزمت بلديات بدفع تعويضات بمبالغ كبيرة لمواطنين تعرضوا للعقر، ما يعني أن الإهمال يكلّف الأرواح والأموال معًا.

الى ذلك أكد رئيس لجنة أمانة عمان الكبرى، الدكتور يوسف الشواربة، أن الأمانة ستطبق برنامج السيطرة على الكلاب الضالة ABC، من خلال جمعها بناءً على الحملات وطلبات متلقي الخدمة، ونقلها إلى مركز الرعاية المجهز في الموقر، حيث سيتم تسجيل كل عملية تطعيم ضد داء الكلب في قاعدة بيانات إلكترونية.

من جانبها، أعلنت وزارة الإدارة المحلية أن الحل الجذري يتطلب توفير مخصصات مالية تقارب 150 ألف دينار لكل أربع بلديات، لإنشاء مراكز متخصصة وعيادات بيطرية، تتولى مهام إيواء الكلاب، وتعقيمها وتطعيمها، بما يسهم في تقليل أعدادها والحد من مخاطرها.

وشددت الوزارة على أن نجاح هذه الخطة يتطلب تعاون البلديات مع المؤسسات الرسمية والخاصة، إلى جانب منظمات المجتمع المدني، مؤكدة أن الهدف النهائي هو الحد من الخطر وضمان بيئة آمنة لجميع المواطنين.

لكن يبقى السؤال الأبرز: متى ستباشر البلديات بتنفيذ هذه الإجراءات بعد إعلان الوزارة عن تخصيص المبالغ اللازمة؟ وهل سيرتاح الأردنيون أخيرًا من كابوس انتشار الكلاب الضالة الذي يؤرق حياتهم اليومية؟