آخر الأخبار

تفاصيل ليلة اعتراض القوات الإسرائيلية لأسطول الصمود

شارك

روما- هناك في عرض البحر الأبيض المتوسط، على بعد ميلين من قطاع غزة ، وتحت سماء متوترة بالتهديد، كان المشاركون في أسطول الصمود العالمي المتجه نحو القطاع يراقبون الأفق في الليلة الأولى من أكتوبر/تشرين الأول الحالي. عشرات السفن الحربية الإسرائيلية تقترب بسرعة، وكاميرات البث المباشر للسفن بدأت تتعطل.

كانت أصوات القلق تتداخل مع رسائل النداء الإنسانية، لتضع الأسطول كله على صفيح ساخن بين مهمة سلمية وتهديد حقيقي.

قبل دقائق من اقتحام السفينة الأم "ألما"، تلقت الجزيرة نت تسجيلا صوتيا من ياسين لفرم، القيادي المشارك في الأسطول لفك الحصار عن غزة، يصف الوضع الحرج على متن قارب "كرما"، قائلا "هناك 10 أو 15 سفينة تم رصدها وهي تقترب منا. على الأرجح سفن حربية إسرائيلية. لم يعد يفصلنا عنها سوى ميلين أو 3، نحن ملتزمون تماما بإجراءاتنا الأمنية، ولا نقوم بأي عمل استفزازي أو عدائي. مهمتنا سلمية وإنسانية".

وأضاف "التاريخ سيحاكمنا أمام الجرائم الجماعية. وعندما يُكتب عنا في كتبه، نريد أن نُذكر كأولئك الذين اختاروا أن يقفوا في صف الضحايا لا في صف الجلادين".

ليلة الاقتحام

مع بداية اقتحام جيش الاحتلال سفن أسطول الصمود، بدأت كاميرات البث المباشر على متنها تنطفئ واحدة تلو الأخرى، لتتحول الشاشة تدريجيا إلى ظلام دامس، حينها تعذر الاتصال بين الجزيرة نت وعدة مشاركين ظلوا على تواصل معها حتى حوالي العاشرة بتوقيت غزة. وهكذا أخذت قصتهم منعطفا آخر بعد يوم قضوه في مراقبة أفق البحر المتوسط، وما إذا كانت القوات العسكرية الإسرائيلية تقترب منهم.

في الساعة التاسعة مساء، نشر نشطاء في الأسطول فيديوهات وتدوينات ذات مضمون واحد حول اقتحام السفينة "ألما"، كما فعل ذلك الصيدلاني عزيز غالي، نائب رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، في آخر تدويناته على حسابه عبر فيسبوك ، حيث انقطع الاتصال به بعد ذلك.

إعلان

وهكذا كان الهدف الأساس هو اقتحام هذه السفينة، التي تعرضت لهجوم في تونس قبل حوالي شهر، هي السفينة الأم للأسطول المتجه نحو غزة لكسر الحصار الإسرائيلي وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.

نداء الإنسانية

مع حلول الظلام ليلة الأول من أكتوبر/تشرين الأول الحالي وحوالي الساعة 19.37 بالتوقيت المحلي لقطاع غزة، أذاع أسطول الصمود نداء باللغة الإنجليزية موجها لجيش الاحتلال، توصلت الجزيرة نت بجزء منه عن طريق عبد الرحمن أماجو، رئيس منظمة "أكشن إييد" فرع إيطاليا، الذي كان متأهبا رفقة المشاركين لأي تدخل إسرائيلي.

وجاء فيه "مرة أخرى أصدرت محكمة العدل الدولية حكما مهنيا يفيد بأن أي محاولة للتدخل العسكري فهي محظورة بموجب القانون الدولي، وهذا الأمر يتماشى مع الطلب بمحاسبتكم على جريمة الإبادة الجماعية . المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائكم بنيامين نتنياهو بتهمة تجويع الأطفال والناس حتى الموت. لذلك، من الواجب الأخلاقي أن نواصل الإبحار".

وقبل اقتراب السفن الحربية الإسرائيلية من سفينة "دير ياسين"، أطلق وائل نوار، عضو الهيئة العالمية لتسيير أسطول الصمود، نداء باللغة العربية "نحن نتقدم إلى غزة في مهمة إنسانية. ليس من حقكم إيقافنا. نحن نحمل حليب أطفال وأدوية في مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار غير القانوني على غزة وإدخال المساعدات. وهي قرارات مدعومة من كل شعوب العالم ومن الأمم المتحدة ".

واتهم نوار جيش الاحتلال بارتكاب جريمة في حق الأسطول، قائلا "أنتم باعتراضنا ترتكبون جريمة حرب أخرى إلى جانب جرائمكم المتعلقة بالإبادة وقتل الأطفال والنساء والمدنيين والحصار غير القانوني لغزة. لذلك نطلب منكم إخلاء البحر وإفساح المجال لسفننا التي لديها الحق في الحماية الدولية لكي تصل وتسلم المساعدات. عاشت فلسطين حرة".

عزل وتوقيف

مع بداية الاقتحام، اقتربت السفن الإسرائيلية من القوارب وصعد الجنود على بعضها وأوقفوا الناشطين الذين كانوا يرتدون سترات النجاة دون أن يُبدوا أي مقاومة. عزلت قوات الاحتلال السفينة "ألما"، وصعدت على متنها حوالي الساعة العاشرة مساء (بتوقيت قطاع غزة)، حيث تم توقيف أفراد الطاقم.

وأكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أن جميع الإيطاليين الذين سيتم نقلهم إلى ميناء أسدود "سيحصلون على المساعدة القنصلية"، وأوضح أنه سيتم ترحيلهم لاحقا، مرجحا أن تكون هناك "رحلة خاصة ستعيدهم إلى أوروبا مع الآخرين خلال يومين".

يشار إلى أن سفينة "ألما" لم تكن وحدها المستهدفة في الأسطول، بل كانت إلى جانبها السفينة "سيريوس"، التي كانت أيضا أول من تعرض للاقتحام بعد أن شُن هجوم إلكتروني عطّل أنظمة الملاحة لديها، في حين كادت إحدى السفن تصطدم مباشرة بسبب انقطاع الاتصالات.

وتحكم جيش الاحتلال في قيادة هاتين السفينتين لغرض توجيههما مع باقي سفن الأسطول نحو ميناء أسدود.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا