يتناقل رواد وسائل التواصل الاجتماعي روايات مختلفة عن طريقة النوم العسكرية التي تساعد على النوم في دقيقتين. فما حقيقة هذه الطريقة؟ وهل يمكن حقا أن تغط في النوم في دقيقتين فقط؟
شارك الدكتور دين جيه ميلر الباحث في مجال النوم صحيفة إندبندنت، ما تعلمه عن طريقة النوم العسكرية، ولماذا قد تنجح مع بعضهم وتفشل مع الآخرين.
تهدف طريقة النوم العسكرية، كما يوحي اسمها، إلى مساعدة العسكريين على تهيئة أجسامهم للنوم، بغض النظر عن البيئة المحيطة بهم.
وتختلف طريقة النوم العسكرية قليلا باختلاف المصدر الذي تحدث عنها، ولكن تبقى 3 عناصر رئيسية ثابتة. يركز العنصر الأول على استرخاء العضلات التدريجي حيث تُشد وتُرخى عضلات الوجه، ثم عضلات الكتفين والذراعين، قبل الانتقال إلى أسفل الصدر والساقين.
ويتمثل العنصر الثاني في التنفس المُتحكّم فيه من إبطاء التنفس والتحكم فيه، مع التركيز على الزفير لفترة أطول. ويشجع العنصر الأخير على تخيّل بيئة هادئة، مثل الطفو على ماء هادئ أو الاستلقاء في حقل هادئ.
لا تنشر جيوش العالم تقنيات النوم الخاصة بها في مجلات مفتوحة المصدر، لذلك لا توجد مراجع علمية تصف الطريقة بدقة.
يدعو الدكتور ميلر لمقارنة طريقة النوم العسكرية بالعلاج الأولي الموصى به للأرق، والمعروف باسم العلاج السلوكي المعرفي للأرق، والذي يتضمن عدة مكونات رئيسية.
يعالج هذا الأسلوب المعتقدات غير الواقعية والمخاوف المتعلقة بالنوم، ويركز على التحكم في استهلاك المنبهات، ويؤكد الرابط بين النوم والسرير بتجنب الأنشطة غير المرتبطة بالنوم في السرير والاستلقاء فقط عند الشعور بالنعاس.
ويؤكد تقييد وقت النوم والحفاظ على روتين وبيئات صحية، بالإضافة إلى تقنيات الاسترخاء مثل الاسترخاء التدريجي للعضلات، أو التنفس.
يوجد أوجه تشابه بين طريقة النوم العسكرية والعلاج السلوكي المعرفي للأرق وأوجه اختلاف، قد يكون الجنود محرومين من النوم، وتقييد النوم جزء من العلاج السلوكي المعرفي للأرق.
الاختلافات بين الطريقتين تكمن في طبيعة البيئة العسكرية، حيث لا يكون لأفراد الجيش سيطرة على بيئة نومهم، ولطبيعة الجهد المبذول.
تجعل البيئة الخاصة للأفراد ذوي الأداء العالي النوم في دقيقتين أمرا ممكنا، ولكنه ليس كذلك بالنسبة للمدنيين الذين لا يبذلون نفس الجهد.
لن يضر تجريب طريقة النوم العسكرية، ولكن هدف النوم خلال دقيقتين هو هدف غير منطقي وقد يسبب التركيز عليه القلق مما قد يجعل النوم أصعب.
المصدر:
الجزيرة