آخر الأخبار

حالة طبية مستعصية.. شاب بريطاني لم يغمض له جفن منذ عامين (صور)

شارك

يعيش الشاب البريطاني أوليفر ألفيس حالة طبية نادرة تمثلت في الاستيقاظ المتواصل والحرمان من النوم لمدة تصل إلى عامين ترتبت عنها أعراض بالغة على حالته الصحية وفقدانه لعمله ومنزله.

حالة طبية نادرة.. شاب بريطاني لم يغمض له جفن منذ عامين / Globallookpress

ونشرت صحيفة "ديلي ميل" قصة الشاب البريطاني الذي لم يغمض له جفن منذ عامين، حيث قالت إن الشاب أوليفر ألفيس الذي يتمنى كل والد أن يكون مثله، كان مجتهدا يعيش حياة نظيفة، ومسؤولا، وعمل لساعات طويلة سائق قطار، وسدد قرض منزله المكون من أربع غرف نوم، كما حصل أيضا على رخصة طيار خاص في وقت فراغه واشترى طائرته الخفيفة الخاصة وكل هذا لم يكن قد بلغ الثلاثين بعد".

وتضيف الصحيفة نقلا عن أوليفر: "اليوم فقد كل شيء صحته، منزله، وظيفته، ومستقبله المشرق بالأمل والوعود التي كانت تلوح في الأفق والسبب يقظة مستمرة مرهقة للأعصاب حرمته من نوم منعش لما يقرب العامين".

مصدر الصورة

وصرح الشاب البريطاني: "ليس الأمر مجرد قلة نوم، بل هو اختفاء تام للنوم.. لا أشعر بالنعاس ولا أغفو.. أنا في حالة يقظة دائمة".

وذكر أوليفر ألفيس: "أيام لا تنتهي تتحول إلى ليال لا تنتهي.. هذا عذاب لا يطاق.. الحرمان من النوم ليس إرهاقا فحسب، بل يفكك روحك.. لقد فقدت كل شيء تقريبا.. أوليفر اختفى.. كيف يمكن لشيء طبيعي وجوهري كالنوم أن يُفقد تماما؟".

وتابع قائلا: "كنت أتساءل ما الألم الذي قد يدفع أحدهم لتمني الموت.. الآن فهمت الأمر.. لا أريد الموت لكن لا يمكنني تحمل هذا العذاب أكثر من ذلك.. سأبذل كل ما أملك من مال لأتمكن من النوم .. لا أحد يعرف حقا كيفية التعامل مع هذا الأمر".

مصدر الصورة

ووفق الصحيفة البريطانية، أصعب ما يواجهه أوليفر هو غياب الإجابات، حيث قال طبيبه العام "لا يملك أي خيار آخر، كما أن طبيبه النفسي استنفد كل الخيارات".

وأوضحت "ديلي ميل" أن الشاب أوليفر ألفيس وصف تجربته بأنها "كابوس يقظة"، تسبب له بآلام مبرحة في العضلات والعظام، وشعور بالاحتراق الداخلي، وضعف البصر والهضم، إضافة إلى عدم القدرة على التواصل مع الآخرين، حيث قال: "أشعر وكأنني في درع حديدي، عيناي كأنهما تذوبان خارج جمجمتي، لا أستطيع المشي في خط مستقيم.. أكافح للبقاء على قيد الحياة في جسد يبدو وكأنه يحترق من الداخل.. أشعر أنني الشخص الوحيد في العالم الذي يعاني هكذا".

مصدر الصورة

وبحسب الصحيفة، فقد تعرض أوليفر لكل أنواع التخدير عبر الحقن بالعقار المستخدم لتخدير المرضى قبل العمليات الجراحية، ورغم ذلك لم يفقد الوعي.

من الناحية الطبية، يشير البروفيسور غاي ليشزينر طبيب الأعصاب الاستشاري واختصاصي اضطرابات النوم، ومؤلف كتاب "الدماغ الليلي"، إلى أن الأرق التام يعد حالة قاتلة، مستشهدا بتجارب على الحيوانات تظهر أن الحرمان من النوم يؤدي إلى الوفاة خلال أيام أو أسابيع.

وصرح طبيب الأعصاب الاستشاري "في حين أننا لا نملك بيانات واضحة للغاية من البشر، فإن الكلاب التي يتم إبقاؤها مستيقظة سوف تموت حتما خلال 17 يوما، وسوف تموت الفئران أيضا خلال 32 يوما".

وتساءل البروفيسور غاي ليشزينر: "إلى متى يستطيع العقل والجسم البشري تحمّل الأرق؟".

مصدر الصورة

إلا أن حالة ألفيس بحسب ليشزينر قد تصنف تحت ما يعرف بـ"الأرق المتناقض" "Paradoxical Insomnia"، حيث يظهر المريض أعراضا تشبه الأرق الشديد رغم نومه فعليا لفترات قصيرة أو سطحية دون إدراك ذلك.

و"الأرق المتناقض" ويسمى أيضا "Misperception of Sleep State"، هو اضطراب نادر يجعل المريض يعتقد أنه لم ينم رغم نومه لساعات كافية، وقد يرتبط بعوامل نفسية أو بيولوجية معقدة.

لكن أوليفر يرفض هذا التفسير: "الأمر ليس في رأسي.. أعرف جسدي.. لا توجد راحة ولا توجد استعادة طاقة، ولا توجد لحظة غياب للوعي.. حتى تحت تأثير المهدئات القوية وضعت على جهاز تخطيط الدماغ ولم يظهر نشاط نوم حقيقي".

وبين أوليفر: "لقد توسلت إلى الأطباء، كتبت إلى عيادات في الولايات المتحدة وألمانيا وسويسرا، بل وسافرت إلى البرتغال طلبا للمساعدة.. كنت أقول لهم ضعوني في المستشفى، راقبوني لأسابيع، جربوا أي شيء، أعطوني حتى أقوى المهدئات، لكن الردود دائما كانت إما التجاهل أو الاعتذار بأنهم لا يستطيعون المساعدة".

وفي جامعة ستانفورد، يدرس فريق من علماء الأعصاب حالته عن بعد حيث أنه أرسل إليهم نتائجه الطبية.

وقال أحد الباحثين: "ما يصفه أوليفر قد يكون مفتاحا لفهم كيفية عمل النوم في الدماغ.. إذا استطعنا دراسة حالته عن قرب ربما نكتشف آلية جديدة للتحكم في النوم".

المصدر: "ديلي ميل"

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار