آخر الأخبار

قراءة إسرائيلية في سبب "انهيار صديق نتنياهو"

شارك

تطرق مقال نشره موقع "واللا" عبري إلى سبب تردي الأوضاع الاقتصادية مؤخرا في الأرجنتين، التي يرأسها خافيير ميلي، "صديق" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خلال إلقائه خطابا خاصا أمام الكنيست الإسرائيلي في 11 يونيو 2025. / Gettyimages.ru

وجاء في مقال الصحفي أورييل داسكال أن ميلي كان "الأمل الأبيض الكبير للرجال البيض، الذين في كل الأحوال، يسيطرون على كل شيء"، حيث أنه في أغسطس الماضي فقط، احتفل المحللون - وخاصة أولئك المنتمون إلى اليمين الاقتصادي - بـ "نجاح" خافيير ميلي، رئيس الأرجنتين.

وأوضح المقال أن هذا حدث في العالم وأيضا، في إسرائيل، إذ أوضح ران باراتس، الرئيس السابق الفعلي لقسم الإعلام في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كيف أن ميلي هو "اقتصادي عميق وجاد أنقذ بلاده من أزمة خطيرة، بينما جعل العديد من الخبراء الذين حذروا منه موضع سخرية".

ونُشر ذلك في 25 أغسطس، ولكن اليوم، 25 سبتمبر، أنقذت الولايات المتحدة فعليا اقتصاد الأرجنتين واشترت سندات حكومية عائدة لهذا البلد من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين بقيمة مليار دولار. أي أن الولايات المتحدة أنقذت أرجنتين ميلي من انهيار اقتصادي آخر، وفق التقرير. ففي الشهر الماضي، انهار البيزو (العملة الأرجنتينية) واستمر في الانهيار، وحتى بعد أن أنفق البنك المركزي الأرجنتيني مليار دولار من الأموال العامة في محاولة لإنقاذ الوضع، جاء الرد الطارئ الوحيد من إدارة دونالد ترامب، الشريك في الرؤية الشعبوية-الرأسمالية لميلي، باستخدام أموال دافعي الضرائب الأمريكيين - وهو ما أنقذ ميلي سياسيا.

باختصار، المستثمرون يفرون من الأرجنتين بسبب ميلي، والولايات المتحدة بقيادة ترامب، الرئيس الذي قال إنه لن يهدر الأموال الأمريكية على دول أخرى وألغى استثمارات أصغر بكثير في دول أفقر بكثير من الأرجنتين، أصبح منقذ ميلي.

وعن هذه التطورات، رأى المقال أنه "ظاهريا، بدأ ميلي - وهو شخص إشكالي على أقل تقدير - إصلاحات كبيرة وفترة تقشف طويلة في الأرجنتين. لقد بسّط قوانين الضرائب، وقلّص الإنفاق الحكومي، واستمتع بتدفق المستثمرين الذين كانوا راضين عن أفكاره المالية. ولكن هناك فرق بين ما يحبه المستثمرون وما يحتاجه الشعب. تكبد ميلي عدة خسائر مدوية في الكونغرس وتم إحباط محاولاته لتمرير الميزانيات وقوانين التقشف. حاول ميلي أيضا خفض ميزانيات الجامعات بنسبة 40% لأنها "بتطلعاتها يسارية-اشتراكية" وأيضا لأن أبناء الجامعات، وهم من عائلات ثرية، يؤيدون القوى "البيرونية" (على اسم الزعيم السابق، رجل الجيش، خوان دومينغو بيرون) و"الكرشنرية" (على اسم الرئيس والرئيسة السابقة الزوجين كرشنر)، وهم جميعا مسؤولون عن الوضع الحالي بالطبع. وفي الوقت نفسه، حاول خفض ميزانيات الصحة لكنه فشل.

وفشل ميلي، حسب المقال، جاء بسبب مئات الآلاف من المتظاهرين خارج البرلمان، بينما تم تحقيق الأغلبية اللازمة في الداخل لتمرير الميزانيات التي عارضها ميلي، وكانت تلك خسارة سياسية مدوية له.

في غضون ذلك، فاز في مقاطعة بوينس آيرس (حيث يعيش حوالي 40% من سكان الأرجنتين) السياسي اليهودي اليساري أكسل كيسيلوف ف ي الانتخابات بأغلبية ساحقة عندما ترشح في مواجهة مباشرة ضد حزب ميلي . واليوم، يُعتبر كيسيلوف مرشحا رئيسيا لرئاسة الأرجنتين في عام 2027. وعلى الرغم من أن ميلي يتمتع بتغطية إعلامية إيجابية - خاصة خارج الأرجنتين - كان من الصعب إخفاء كراهيته الكبيرة لكل من ليس معه، ولم تكن خططه جدية إذ كانت تمثل ما يريده المستثمرون الآتون من أمريكا، وليس ما يحتاجه شعب الأرجنتين.

وحسب ما أورد المقال: ما أدى إلى انهيار قضية ميلي كـ"محارب" من أجل الكفاءة الاقتصادية والاقتصاد الخالي من الفساد هو الفساد نفسه. فعندما تولى منصبه في عام 2023، قام بطرد مئات الموظفين من الحكومة، وألغى وزارات حكومية، وقطع من "لحم الدولة الحي". بدا أنه يفعل كل شيء بدافع القلق الحقيقي على مستقبل البلاد، لقد حارب الفساد! ولكن فجأة اكتشفوا أن أخته، مديرة حملته ومديرة مكتبه، كارينا، استفادت من رشوة في وكالة مرتبطة بعلاج ذوي الاحتياجات الخاصة في البلاد. يُزعم أن كارينا وضعت في جيبها أموالا من شركات أدوية مختلفة. ووفقا للتسجيلات المنشورة، فقد حصلت على 3% من كل اتفاق وقعته الدولة مع شركات الأدوية لتوفير الأدوية للمعاقين".

ووصف داسكال الحالة قائلا: "هكذا فسدت قضية إدارة "الرأسمالية الفوضوية" بأكملها. جشع. وفساد. من كان ليصدق. نفى ميلي تورط أخته، لكن التقديرات تشير إلى أنها ربحت ما بين 500 ألف دولار و800 ألف دولار شهريا بفضل هذه الرشوة. الفساد هو أصعب مرض لم تتمكن الأرجنتين من التغلب عليه منذ عقود. ولهذا السبب بالذات تم انتخاب ميلي. لقد وعد بمحاربة الفساد، وتقليل الإنفاق الحكومي، وتطهير عملية صنع القرار الحكومي من المصالح الأجنبية-اليسارية-العالمية-البيرونية-الكرشنرية-وأي شيء آخر، ولكنه بعد ذلك عين أخته - التي كانت في السابق طاهية على إنستغرام وقارئة أوراق التاروت، في منصب رفيع. وعد ميلي بـ "إيقاف الطبقة الحاكمة" في الأرجنتين (Tiemblen la casta) وادعى أن كل مشاكل الأرجنتين تنبع من السياسيين الفاسدين الذين هم جزء من "الطبقة السياسية" (وهو ما يذكرنا قليلاً بـ "المجلس القضائي" الذي يحب حزب الليكود مهاجمته). ثم تبين أن أخته المتخصصة في إنستغرام فاسدة؟ إنه أمر سيء للغاية ويدمر نصف قضية ميلي الرامية إلى خفض الميزانيات الضرورية لوجود الدولة. كان عليها حقًا أن تقرأ في أوراق التاروت أن هذا ما سيحدث".

وحول سؤال: "ماذا سيحدث في الأرجنتين؟" اعتبر المقال أن "لا أحد يعلم، ولا شيء واضح. ولكن ما هو واضح هو أن لأرجنتين، كما هو الحال في جميع أنحاء العالم، تحتاج اإلى تطهير نفسها من الفساد قبل أن تبدأ إعادة الإعمار بدون فساد. ولتطهير الفساد، تحتاج إلى مجموعة من الأشخاص الجادين والمبدئيين، وليس إلى نجوم "إنستغرام" و"تيك توك"، بل إلى مهنيين يفهمون الأنظمة المعقدة والعمليات الكبيرة. ومثل هؤلاء الأشخاص لا يتواجدون أبدا في الجانب الشعبوي من الخريطة السياسية".

المصدر: "يديعوت أحرونوت"

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار