أفاد إعلام إسرائيلي بأن الإدارة الأميركية بلورت خطة لتعيين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير على رأس إدارة مؤقتة لتسيير شؤون قطاع غزة ، حسبما نقلته صحيفة هآرتس عن مصدر سياسي عربي لم تسمه.
وذكرت هآرتس أن الخطة الأميركية تتضمن إشراف بلير على عملية إعادة إعمار غزة وإدارتها، بمشاركة قوات دولية تتولى مهمة مراقبة وحماية حدود القطاع.
ونقلت الصحيفة عن المصدر أن الخطة التي جرى عرضها على قادة عرب، تتضمن في مرحلة لاحقة نقل إدارة القطاع إلى السلطة الفلسطينية ، غير أنها لا تحدد جدولا زمنيا لذلك.
كما نقلت عنه أيضا أن المرحلة الأولى من الحكم الجديد في غزة لن تكون بمشاركة السلطة الفلسطينية.
ولم يصدر حتى الآن عن السلطات الأميركية أو الإسرائيلية تعقيب على ما نقلته الصحيفة العبرية.
وقبل يومين، ذكرت صحيفة لوتان السويسرية أن ثمة تحركات دبلوماسية ربما يكون الهدف منها هو التصدي لما يمكن أن تتمخض عنه موجة الاعتراف الحالية بفلسطين، مبرزة -في هذا الإطار- عودة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير للواجهة.
وذكرت أن لديه خطة سلام "منافسة" تهدف إلى رسم ملامح "اليوم التالي"، ليس فقط لغزة، بل للأراضي الفلسطينية بأكملها.
ووفقا للتقارير، فإن هذه الخطة تحمل بصمة جاريد كوشنر ، صهر الرئيس ترامب، وقد حظيت منذ ذلك الحين بموافقة البيت الأبيض .
وذكرت الصحيفة أن الخطة المذكورة لا تتضمن إنشاء دولة فلسطينية، بل تنص على تهميش السلطة الفلسطينية في غزة، مؤقتا على الأقل.
وتأتي التسريبات الجديدة بعد أن قدّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، خطة من 21 بندا لقادة دول عربية وإسلامية، بهدف إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة منذ سنتين، وذلك على هامش اجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك .
وأعرب المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن تفاؤله بعد تقدم الخطة الأميركية، مضيفا "نحن متفائلون، بل واثقون بأننا سنعلن في الأيام القادمة إنجازا ما، دون الإفصاح عن تفاصيل".
ومع عدم الإعلان الرسمي عن الخطة الأميركية، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية، عن مصدرين لم تسمهما، أن ترامب أكد خلال الاجتماع مع قادة الدول العربية والإسلامية ضرورة إنهاء الحرب بشكل عاجل.
ووفق القناة، فإن البنود الرئيسية للخطة تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين (48 أسيرا منهم 20 أحياء، وفق تقديرات إسرائيلية)، ووقفا دائما لإطلاق النار بغزة، وانسحابا تدريجيا للجيش الإسرائيلي من القطاع بالكامل.
كما تشمل تشكيل إدارة لما بعد الحرب لا تضم حركة حماس ، وقوة أمنية تضم فلسطينيين وجنودا من دول عربية وإسلامية، إضافة إلى توفير تمويل عربي وإسلامي لإعادة إعمار غزة وتسيير شؤونها، مع مشاركة جزئية للسلطة الفلسطينية في إدارتها.
وأفادت القناة بأن ترامب طلب من القادة العرب والمسلمين دعم هذه المبادئ والالتزام بالمشاركة في خطة ما بعد الحرب.
في المقابل، قالت القناة إن القادة العرب والمسلمين وضعوا شروطا لدعم الخطة، أبرزها: التزام إسرائيل بعدم ضم أي أجزاء من الضفة الغربية أو غزة، وعدم بناء مستوطنات في القطاع، ووقف الإجراءات التي تقوض الوضع القائم في المسجد الأقصى ، فضلا عن زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل فوري.
وأضافت القناة أن ترامب يعتزم عرض مبادئ خطته على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع مرتقب في البيت الأبيض الاثنين المقبل لتأمين دعمه.
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين أن نتنياهو على دراية بالمبادئ الأميركية، وأن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، المقرب منه، ناقشها أخيرا مع صهر ترامب جاريد كوشنر ، ومع توني بلير.