آخر الأخبار

عشيرة تعتذر للعراقيين عن "حفلة كاولية": من ظهروا لا يمثلوننا

شارك

شفق نيوز- بغداد

أصدرت عشيرة البوعلوان العراقية، يوم الجمعة، اعتذاراً للشعب العراقي بعد انتشار مقاطع فيديو يظهر فيها رجال ينحدرون من هذه العشيرة برفقة راقصات غجريات في إحدى الحفلات الخاصة بمحافظة بابل، ما أعاد إلى الذاكرة الشعبية هذا اللون من الحفلات الذي اشتهر لعقود طويلة من الزمن في السابق.

وقال شيخ عشيرة البوعلوان، صديق محمد جواد العنفيص، في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، إن "ما حصل لا يعبّر عن قيم ومبادئ هذه العشيرة، بل يمثل خطأ فردياً مشيناً نعلن براءتنا منه".

وأضاف أن "العشيرة (..) تطلب العفو من أبناء العراق، ونؤكد أن ما حدث لن يتكرر، وأننا سنضع حداً لأي محاولة للزج باسم العشيرة في مواقف لا تليق بتاريخها وسمعتها".

خلفية اجتماعية

ويعيد هذا الأمر الجدل حول ظاهرة قديمة في المجتمع العراقي، ارتبطت بـ"الغجر" أو ما يُعرف محلياً بـ"الكاولية"، الذين عُرفوا بممارسة الغناء والرقص في الأعراس والمناسبات.

ورغم أن حضورهم كان جزءاً من المشهد الشعبي، إلا أنهم كثيراً ما كانوا يثيرون اعتراضات اجتماعية ودينية بسبب طبيعة نشاطاتهم الفنية التي تتعارض مع الأعراف العشائرية المحافظة.

وفي هذا السياق، يقول الباحث في الشأن العراقي، سالم الكبير، لوكالة شفق نيوز، إن "الغجر ارتبطوا بالبيئة الاجتماعية القديمة في العراق، وكان بينهم من تزوج شخصيات معروفة بعد الوقوع في غرامهن".

ويلفت إلى أن "نساء الغجر مشهورات بالجمال والطرب والرقص، ما جعل حضورهن في بعض المراحل مثيراً للجدل والاهتمام في آن واحد".

من جانبه، يوضح الباحث عادل خميس، لوكالة شفق نيوز، أن "أصول الغجر في العراق تعود إلى موجات هجرة قديمة واستقروا في مناطق متعددة من العراق، وقد عُرف عنهم إحياء جلسات الرقص والطرب التي غالباً ما كانت تجذب العامة، لكنها في الوقت ذاته وضعتهم في مواجهة مستمرة مع الأعراف العشائرية والدينية المحافظة".

ويؤكد أن "الغجر ما زالوا حتى اليوم يمارسون هذه النشاطات في مجتمعات مغلقة أو على هامش المدن".

الجانب الديني

وفي الجانب الديني، يشدد رجل الدين زياد الخالدي، في تصريح لوكالة شفق نيوز، أن "مثل هذه الممارسات، سواء كانت ضمن الأعراس أم السهرات الخاصة، تخالف قيمنا الدينية والاجتماعية".

وينبه إلى أنه "من المهم التأكيد على أن أي سلوك فردي لا يجب أن يلطخ سمعة عوائل أو عشائر بأكملها. كما يجب على المجتمع توجيه النقد بطريقة بنّاءة تحافظ على وحدة الأسرة والمجتمع".

ردود الأفعال

وقد تباينت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فبينما وجه البعض انتقادات لاذعة للعشيرة، اعتبر آخرون أن تحميلها المسؤولية أمراً غير منصف لأن الفعل صدر عن أفراد لا يمثلون الجميع، مشيدين بسرعة البيان الذي يعكس، بحسب قولهم، شعوراً بالمسؤولية تجاه الرأي العام.

ويشير مراقبون إلى أن هذا الجدل يعكس حساسية المجتمع العراقي تجاه القيم الاجتماعية والالتزام العشائري والديني، كما يوضح ضرورة وجود فصل واضح بين السلوك الفردي وسمعة الجماعة أو العشيرة.

شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا