شفق نيوز - الأنبار
تشهد بعض المناطق الزراعية وأطراف الأحياء السكنية في قضاء البغدادي بمحافظة الأنبار غربي العراق انتشاراً ملحوظاً لنبات "الداتورة" السام، وهو نبات شديد الخطورة على الإنسان والحيوان.
وتعرف النبتة، بقدرتها على النمو في البيئات الحارة وشبه الجافة، تمتاز بسرعة تكاثرها وانتشار بذورها بفعل الرياح والمياه، ما يجعل مكافحتها تحدياً مستمراً.
وقال مدير إعلام دائرة صحة الأنبار، إبراهيم الشمري، لوكالة شفق نيوز، إن "النبات يحتوي على مواد كيميائية سامة تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي، وقد تؤدي إلى الوفاة في حال تناوله".
وأضاف أن "خطورة النبتة تتضاعف بسبب جهل كثير من الناس بها، ما قد يؤدي إلى خلطها مع نباتات أخرى أو استغلالها لأغراض غير مشروعة"، داعياً الأهالي إلى "الإبلاغ عن أي مواقع يُشتبه بوجودها فيها".
من جانبه، أوضح المهندس الزراعي وعد نجم، خلال حديثه للوكالة، أن "النبتة قد تنتشر طبيعياً بفعل العوامل البيئية، أو نتيجة تدخل بشري مباشر أو غير مباشر".
وأشار إلى أنها "تتميز بقدرة عالية على مقاومة الظروف القاسية، ما يجعل القضاء عليها أمراً يتطلب تعاوناً وثيقاً بين المؤسسات الصحية والزراعية والأمنية، إضافة إلى تكثيف حملات التوعية لمنع انتشارها مجدداً".
كما يُعرف نبات "الداتورة"، بأوراقه العريضة ذات الحواف المسننة، وزهوره الكبيرة التي تأخذ شكل البوق، وتتدرج ألوانها بين الأبيض والبنفسجي.
وتحتوي جميع أجزائه، من الأوراق والبذور وحتى الجذور، على مركبات الأتروبين و السكوبولامين والهيُوسيَامين، وهي مواد تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي.
وتبدأ وفقاً للمختصين، أعراض التسمم بـ "الداتورة"، بجفاف شديد في الفم، وتوسع حدقة العين، واضطراب في الرؤية، يرافقها تهيّج عصبي وهلوسات وفقدان للتوازن، وقد تتطور الحالة إلى تشنجات وفقدان الوعي وتوقف التنفس إذا لم يتم التدخل الطبي السريع.
في حين، يؤكد الأطباء أن العلاج الفعال يعتمد على النقل الفوري للمريض إلى المستشفى وتقديم الرعاية الطارئة.
ويحذر خبراء الزراعة والصحة من التعامل المباشر مع النبتة أو محاولة اقتلاعها دون ارتداء قفازات ووسائل حماية، إذ يمكن للمواد السامة أن تمتص عبر الجلد أو تنتقل من اليدين إلى الفم والعينين.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها ضبط نبات الداتورة في مناطق الأنبار، إذ شهدت السنوات الماضية تسجيل حالات مماثلة في أقضية مختلفة مثل هيت وحديثة والرمادي، ما دفع السلطات إلى تنفيذ حملات دورية لرصد أماكن نموها وإتلافها.
ويشير مختصون إلى أن النبتة تنتشر عالمياً في آسيا وأفريقيا والأمريكتين، وتستغل أحياناً في تصنيع مواد مخدرة أو ارتكاب جرائم بسبب تأثيراتها المهلوسة، الأمر الذي يزيد من أهمية الجهود المحلية لمكافحتها.