شفق نيوز- ترجمة خاصة
سلّطت وكالة رويترز ، يوم الثلاثاء، الضوء على التحول المتسارع الذي يشهده العراق نحو الطاقة الشمسية، في ظل أزمة كهرباء خانقة تعاني منها البلاد منذ سنوات .
وركّزت الوكالة في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، على "لجوء عدد متزايد من المزارعين خصوصا في محافظة نينوى، وفي مقدمتهم عبد الله العلي، إلى تركيب الألواح الشمسية لتشغيل أنظمة الري وتخفيف أعباء فواتير الكهرباء المرتفعة، وسط عجز الشبكة الوطنية عن تلبية الطلب المتزايد، لاسيما خلال فصل الصيف ".
واضاف التقرير، ان "مزارع القمح عبد الله العلي سئم من دفع فواتير الكهرباء المرتفعة مقابل خدمة غير مستقرة، لينضم إلى عدد متزايد من المزارعين الذين اتجهوا إلى استخدام الألواح الشمسية لتشغيل أنظمة الري، وسط درجات حرارة صيفية لاهبة تتجاوز 40 درجة مئوية في العراق ".
واوضح ان "العراق، العضو في منظمة أوبك وأحد كبار منتجي النفط عالميًا، يواجه منذ عام 2003 أزمة مزمنة في تلبية احتياجات المواطنين من الطاقة، نتيجة تراجع الاستثمارات وسوء الإدارة، ما أدى إلى عجز الشبكة الوطنية عن تغطية الطلب، خاصة في فصل الصيف، حيث توفر الكهرباء أحيانًا لنحو نصف الوقت فقط ".
وبحسب التقرير، فإن "العلي، الذي يدفع فاتورة شهرية كانت تقترب من مليون دينار عراقي، أوضح أنه بعد تركيب الألواح الشمسية باتت فاتورته لا تتجاوز 80 ألف دينار، وأصبحت إمداداته الكهربائية أكثر استقرارًا، وإلى جانب مردودها الاقتصادي، يرى العلي أن الكهرباء الشمسية تمثل حلاً عمليًا لتشغيل المضخات وتخفيف الضغط على الشبكة الوطنية، في حين تسعى الحكومة إلى سد فجوة الطاقة عبر الاستثمار بالطاقة النظيفة، إذ تخطط لتوليد 12 جيجاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030، من بينها محطة بقدرة 1 جيجا واط في البصرة ".
ولفت الى ان "تقديرات وزارة الكهرباء العراقية تشير إلى أن الطلب في صيف 2025 قد يبلغ 55 ميغاواط، فيما لا يتجاوز المعروض 27"، منوها الى ان "التحول للطاقة الشمسية لم يقتصر على المزارعين فقط، بل طال سكان المناطق الحضرية كذلك ".
ونقل التقرير عن المهندس الزراعي حسن طاهر، من سكان الموصل القول، إن "تركيب الألواح الشمسية خفف من تكاليف الكهرباء وساهم في تقليل حرارة المطبخ من خلال عزل السقف ".
من جانبه، أوضح محمد القطان، مدير شركة "الموصل للطاقة الشمسية"، أن "الطلب على هذه الأنظمة ارتفع بشكل كبير في عامي 2024 و2025، خاصة من قبل السكان في المناطق الريفية الذين يشكلون 70% من زبائنه ".
وأشار القطان إلى أن "تكلفة الأنظمة تتراوح بين 5 إلى 10 ملايين دينار عراقي، لكن بإمكان المستخدمين استرداد تلك التكلفة خلال فترة تتراوح بين سنة إلى ثلاث سنوات، وغالباً ما تأتي الأنظمة مع ضمان يمتد لـ15 عامًا، وتتفوق على مولدات الديزل من حيث الكفاءة والانبعاثات البيئية ".
أما أحمد محمود فتحي، مدير فرع نينوى في شركة الكهرباء الوطنية، فأوضح أن "معظم أنظمة الطاقة الشمسية تعمل خارج الشبكة، ما يعني اكتفاءً ذاتياً في استهلاك الطاقة خلال النهار، فيما يقتصر اعتماد السكان على الشبكة الوطنية خلال الليل فقط ".
كما أفاد عمر عبد الكريم شكر، رئيس شركة "سما الشرق" المتخصصة في بيع الألواح الشمسية، بأن "الإقبال شمل حتى الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض، مدفوعًا بمبادرات حكومية وقروض منخفضة الفائدة من البنك المركزي، رغم أن المزارع عبد الله العلي أشار إلى أنه لم يلجأ لهذه القروض بعد، مكتفيًا بتمويل المشروع من موارده الذاتية ".