وقال السعدي، لوكالة شفق نيوز، ان "تأثيرات الحرارة المرتفعة أصبحت تترجم إلى خسائر حقيقية تتكبدها الميزانية العامة، وتؤثر في النمو والإنتاجية، بل وتضعف قدرة الحكومة على الاستجابة للمطالب التنموية".

وبين انه "من أبرز هذه التأثيرات هو الضغط الهائل على منظومة الكهرباء، فكل ارتفاع في درجات الحرارة يقابله ارتفاع كبير في الطلب على الطاقة الكهربائية بسبب تشغيل أجهزة التبريد، سواء في البيوت أو في مؤسسات الدولة، وبما أن منظومة الكهرباء العراقية ما تزال تعاني من ضعف في الإنتاج وسوء في التوزيع، فإن الحكومة تُجبر على استيراد الطاقة أو وقود لتشغيل المحطات، وهذا يتطلب إنفاقاً إضافياً من الموازنة، وغالبًا بالدولار، ما يشكل نزيفًا مالياً في فترة شح الإيرادات".

وأضاف ان "الامر الثاني، القطاع الزراعي يعاني بشدة من موجات الحر والجفاف، خاصة في ظل تناقص المياه القادمة من تركيا وإيران، والحرارة المرتفعة تُسرّع من تبخر المياه وتُضعف إنتاجية المحاصيل، ما يدفع البلاد إلى الاعتماد بشكل أكبر على الاستيراد الغذائي، ويضع العملة الوطنية تحت ضغط إضافي بسبب الطلب المرتفع على الدولار في تمويل هذه الواردات وبالتالي، تتحول الأزمة المناخية إلى أزمة مالية مرتبطة بالتجارة والميزان التجاري".

وثالثاً، بحسب السعدي، يؤدي ارتفاع الحرارة خسائر مباشرة بالعمالة، لا سيما في قطاعات البناء، النقل، والخدمات التي تعتمد على العمل الميداني، وأيام العمل تنخفض، والإنتاجية تتراجع، وبالتالي تتقلص القيمة المضافة للقطاعات غير النفطية، وهذا ما يفسر لماذا يعاني العراق من ضعف التنويع الاقتصادي رغم امتلاكه قدرات بشرية هائلة.

أما الامر الرابع، فهو تتحمل الدولة تكاليف إضافية في القطاع الصحي نتيجة ازدياد حالات ضربات الشمس، الأمراض المرتبطة بالجفاف، وتلوث المياه، مما يرفع الضغط على مستشفيات تعاني أصلًا من نقص التجهيزات.

وختم أستاذ الاقتصاد الدولي، حديثه بالقول: "لا بد من الإشارة إلى أن موجات الحرارة تضعف ثقة المواطن بالحكومة حين يشعر بالعجز التام في مواجهة التغير المناخي، ما قد يترجم إلى اضطرابات اجتماعية أو مطالبات شعبية جديدة بخدمات لا تستطيع الدولة توفيرها بسهولة".

سجلت 11 منطقة عراقية، اليوم الأحد الموافق 27 تموز 2025، ضمن قائمة أعلى 15 منطقة في العالم من حيث درجات الحرارة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بحسب تقرير صادر عن محطة "بلاي ويذر" العالمية المتخصصة برصد الأحوال الجوية.

وفي السياق ، أعلنت محافظات عدة بتعطيل أو تقليص الدوام الرسمي لليوم بسبب ارتفاع درجات الحرار، وهي محافظة البصرة، ذي قار، ميسان، واسط، الديوانية، كربلاء، بابل (تعديل أوقات الدوام الرسمي)، صلاح الدين (تقليص ساعات الدوام)، ديالى (تقليص ساعات الدوام)، المثنى (تقليص ساعات الدوام)

وناشدت الجهات المعنية المواطنين بتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فترة الظهيرة، والإكثار من شرب السوائل، والالتزام بالإرشادات الصحية لتفادي ضربات الشمس والإجهاد الحراري.