شفق نيوز- بابل
سعد حسن مزهر الشمري (أبو يونس)، 66 عاماً، فلاح من محافظة بابل، يجلس وسط أرضه الجرداء التي كانت حتى وقت قريب بستان أخضر على مساحة ستة دوانم نابضة بالحياة.
اليوم، أصبحت مجرد أرض جافة متشققة، بعد أن جفّ النهر الذي كان يسقي مزروعاتها منذ أكثر من 35 يوماً، في أزمة مياه غير مسبوقة.
"كنت أزرع ستة دوانم (بامية، جت، برسيم، شعير…) واليوم، لم يتبق شيئاً، كان لدي ثمان أبقار تبقى منهن 2 فقط، وهما جائعتان"، بهذه الكلمات بدأ أبو يونس، حديثه لوكالة شفق نيوز، وهو ينظر إلى بقرتين هزيلتين في ظل شجرة جافة.
أبو يونس لم ييأس، فحاول حفر بئر في أرضه، لكن الماء الذي وجده كان مالحاً، ممتزجاً بالكبريت، لا يصلح لا للشرب ولا للزراعة، حيث أضاف أن "البريمة (أداة الحفر)، نزلت 25 متراً، وما خرج كان ماءً مالحاً".
المعاناة لم تتوقف عند فقدان المزروعات والمواشي، بل وصلت إلى نخيله الذي كان ينتج التمر لمرتين في الموسم، ولم يعد يعطي سوى 25 كيلوغراماً فقط، اذ يقول أبو يونس: "هل شاهدتم في يوم هكذا زرع جاف بهذه الطريقة؟ هذا ليس موسم زرع، هذا موت ببطء".
أبو يونس لا يمتلك وظيفة، ولا أي راتب تقاعدي، أو للعاطلين عن العمل، ولا لكبار سن، ولا حتى مفردات البطاقة التموينية تسد رمق عائلته، مستطرداً بالحديث قائلاً إن "حتى مبردات الهواء لم تعد تنفع في هذا الصيف اللاهب، إذا تراكمت فيها الأملاح بسبب مياه البئر المالحة، أين أتوجه؟ ما عندي غير الله".
وفي منطقة المجرية، إحدى أكثر المناطق تضرراً في مدينة الحلة، تتكرر قصة أبو يونس مع عشرات العائلات التي كانت تعتمد على الزراعة التقليدية، واليوم تقف عاجزة أمام تغير المناخ، وانقطاع المياه.