بسبب الأمطار الأخيرة.. العراق مهدد بإعلان "حالة طوارئ" صحية

شفق نيوز/ رصدت خبيرة في التلوث البيئي، يوم الاثنين، انتشار البعوض والذباب في مناطق عديدة من العاصمة العراقية بغداد، وفيما حذرت من انتشار أمراض فيروسية نتيجة انتقالها عبر البعوض، أشارت إلى خطورة الأمر الذي قد يتطلب إعلان "حالة الطوارئ" في البلاد.

ويشهد العراق منذ مطلع الأسبوع الماضي موجة برد شديد وأمطار وتساقط للثلوج في مختلف أنحاء البلاد، أدت إلى غرق شوارع وأزقة كما غمرت المياه السيارات، ما تسبب بتقييد الحركة بشكل عام، وهو ما اضطر العديد من المحافظات إلى تعطيل دوام المدارس بسبب الأحوال الجوية.

وتقول خبيرة التلوث البيئي، إقبال لطيف جابر، لوكالة شفق نيوز، إنه "في ظل التغييرات المناخية المتطرفة وما يعانيه العراق من ظواهر بيئية قاسية كالتصحر والجفاف وزيادة اللسان الملحي واختفاء التنوع الحيوي، فقد كان المعول على زيادة هطول الأمطار لارتفاع مناسيب مياه نهري دجلة والفرات".

وأضافت جابر، "لذلك استبشرنا خيراً بهطول الأمطار في عموم العراق، وفي نفس الوقت تعرضت مدن عراقية حدودية إلى السيول والفيضانات، ونأمل الاستفادة منها في زيادة الخزين المائي وري المحاصيل الزراعية".

إلا أنها استدركت "لكن من جانب آخر، قد تكون الأمطار سبباً في ظهور أمراض فيروسية نحن في غنى عنها، فقد انتشر البعوض والذباب في مناطق جنوب شرقي بغداد، من الزعفرانية حتى المدائن، واشتكى سكان مناطق عدة من هذا البعوض الذي تميز بحجم كبير يهاجم الإنسان بعضات مؤلمة".

وأوضحت، أن "هذه الحالة تثبت دراسة (سوينجر 2023) من أن بعوض مياه الفيضانات هو أول ما يظهر بعد هطول الأمطار، وعادة ما يكون هذا البعوض أكبر حجماً وأكثر عدوانية وأكثر عضاً، حيث التربة الغدقة بمياه الأمطار للأيام السابقة أعقبها ارتفاع في درجات الحرارة، وهذه تكون فترة خصبة لتكاثر البعوض وتفقيس البيوض".

وأكدت جابر، أن "هذا يثير القلق والمخاوف من البعوض لكونه ناقلاً للفيروسات المسببة لحمى الضنك، وتصل خطورة هذه الإصابة إلى إعلان الطوارئ في البلاد، واتخاذ إجراءات الحجر الصحي كما يسبب هذا البعوض الملاريا أيضاً".

وبينت خبيرة التلوث، أن "الدراسات العالمية اثبتت أن الملاريا تنتقل عن طريق البعوض الذي يتواجد بالمياه الراكدة والمستنقعات".

وطالبت جابر، من "وزارة الصحة بضرورة نشر الفرق الصحية لمكافحة البعوض في البرك والمستنقعات في المدن العراقية كافة وخاصة التي تعرضت للفيضان والسيول، ومكافحة البعوض بالمبيدات الحشرية وكذلك بالسبل كافة بما فيها استخدام الطيران الزراعي في مكافحة البساتين وحضائر الدواجن والمواشي، كما نطالب البلديات بالاستمرار في سحب مياه الأمطار".

الأمطار أزالت روائح حامضية خطيرة

جدير بالذكر أن كلام خبيرة التلوث البيئي، إقبال لطيف جابر، لا يعني عدم وجود فوائد بيئية من الأمطار، حيث أكد مرصد "العراق الأخضر" المتخصص بشؤون البيئة، في وقت سابق من اليوم، أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على بغداد والمحافظات قد أسهمت في تخفيف حدة آثار التلوث في الأجواء والتقليل من المواد الضارة العالقة فيها.

وأوضح المرصد، في بيان له ورد الى وكالة شفق نيوز، أن سكان العاصمة بغداد قد اشتكوا خلال الأسبوع الماضي من عودة انتشار روائح الكبريت في الأجواء، ما أدى إلى حدوث حالات اختناق، خاصة بين مرضى الجهاز التنفسي.

وأشار إلى أن نسبة الأمطار التي هطلت على بغداد والمحافظات قد ساعدت في تقليل آثار المواد الضارة العالقة في الهواء نتيجة التلوث الموجود، مؤكدًا أن الأمطار التي سقطت مع بداية انتشار الروائح كانت ضارة جدًا وقد تكون "حامضية"، لكن غزارتها أسهمت في تقليل حدة التلوث.

كما أكد المرصد على ضرورة اتخاذ معالجات سريعة من أجل تخليص العاصمة والمحافظات من آثار هذا التلوث المستمر منذ عدة أشهر.