شفق نيوز/ اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الموصل، فراس إلياس، يوم الاثنين، أن الاتفاق الأخير بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والحكومة الانتقالية في دمشق "أنهى أهم ورقة" كانت تناور بها إيران في الداخل السوري، وفيما أشار إلى أن تركيا تمضي في "تضييق الخناق" على إيران وعزلها تدريجياً عن المشهد الإقليمي، حذر من أن الصدام المقبل بين أنقرة وطهران سيكون في العراق.
وقال إلياس، وهو متخصص في الشؤون الإيرانية التركية، في تصريح لوكالة شفق نيوز، إن "تركيا وإيران لم تخوضا صراعاً مباشراً في المنطقة، لكنهما عملتا على إزاحة بعضهما في العراق وسوريا تاريخياً، وحالة عدم الثقة بين الطرفين لا تزال قائمة".
وأضاف "إيران ستحتاج إلى سنوات من العمل لإعادة ترتيب علاقتها مع أنقرة"، مؤكداً أن "العراق سيكون محور الصدام القادم بين البلدين، حيث تسعى تركيا إلى إنهاء وجود حزب العمال الكوردستاني ( PKK ) وسحبه من طاولة التوظيف الإيراني".
يأتي هذا التصعيد في أعقاب إعلان الحكومة السورية مساء اليوم الاثنين، عن إبرام اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وكانت تركيا قد كثّفت عملياتها العسكرية ضد حزب العمال الكوردستاني والمجموعات المرتبطة به داخل الأراضي العراقية والسورية، في إطار إستراتيجيتها لإضعاف النفوذ الإيراني وفرض سيطرتها الإقليمية.
ويعكس هذا التحرك تصاعد التنافس التركي الإيراني، وسط إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية، حيث تسعى أنقرة لتعزيز نفوذها في العراق بعد تضييق الخناق على إيران في سوريا.
ويوم الاثنين الماضي الثالث من آذار/ مارس الجاري، ذكر موقع "أمواج" البريطاني أن العراق معرض لتداعيات كبيرة، في ظل سقوط النظام السوري و"انتصار تركيا" واحتمال لجوء إيران إلى المناورة لإعادة بناء نفوذها الإقليمي بما في ذلك مع بعض القوى الكوردية في العراق وسوريا، وهو ما قد يحول إقليم كوردستان إلى "ساحة حرجة" لتصعيد في التنافس الكبير بين طهران وأنقرة على الصعد الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية، أو ساحة للوساطة والحوار الكوردي - الكوردي.
وأوضح التقرير البريطاني الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "صناع السياسة الأتراك قد يلجأون إلى محاولة دفع إيران نحو إعادة اصطفاف أكثر توازناً لصالحهم، خصوصاً في العراق"، مشيراً إلى أن "موقف أنقرة من مصير الحشد الشعبي في العراق ما يزال غير واضح في وقت هناك مطالب أمريكية بتفكيكه أو دمجه في القوات المسلحة العراقية".
وأضاف أن "كل هذه العناصر تشير إلى أن إقليم كوردستان سيكون بشكل مرجح، مسرحاً مهماً لأي تصعيد بين أنقرة وطهران".
وبحسب التقرير فإن "تركيا التي أخذت بالاعتبار وضع النفوذ الإيراني، صعدت من لعبتها الدبلوماسية في إقليم كوردستان"، مشيراً في هذا السياق إلى "زيارة رئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني إلى أنقرة لبحث التطورات الإقليمية، وأن هناك تكهنات غير مؤكدة تفيد بأن مسؤولين من تركيا التقوا أيضاً بزعيم الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني في بغداد، وذلك ما يفيد بأن أنقرة ربما تسعى إلى سد فجوة الانقسامات".
وفي اليوم نفسه، الثالث من الشهر الجاري، كشف أحد أعضاء فريق كوردستان العراق في منظمة " CPT " الأمريكية، عن إقامة إيران 151 قاعدة عسكرية جديدة في المناطق الحدودية لإقليم كوردستان، مشيراً إلى تقدم القوات الإيرانية داخل أراضي الإقليم بعمق يتراوح بين 5 و10 كيلومترات، بينما تمتلك تركيا 74 قاعدة عسكرية في الإقليم وتقدمت قواتها بعمق 35 كيلومتراً.
وأوضح كامران عثمان لوكالة شفق نيوز، أن القواعد العسكرية الإيرانية تمتد من حدود قضاء مندلي في محافظة ديالى إلى قضاء سيدكان في محافظة أربيل، مشيراً إلى أن بعض النقاط العسكرية الإيرانية قريبة جداً من القرى الكوردية لدرجة أن تحركات الجنود الإيرانيين يمكن ملاحظتها بسهولة من قبل السكان المحليين.
وفيما يتعلق بالتواجد التركي، أشار عثمان إلى أن تركيا تواصل بناء قواعد عسكرية في الإقليم، حيث يمتد الوجود العسكري التركي بعمق يصل إلى 35 كيلومتراً داخل الأراضي الكوردية، وهو ما يثير مخاوف من تأثيراته على الأمن والاستقرار في المنطقة.