شفق نيوز/ أفاد مصدر أمني عراقي، يوم الإثنين، بأن الأجهزة الأمنية تعمل على رصد جميع حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الداعمة للإرهاب، وتمكنت من اعتقال سوريين روجوا للإرهاب، فيما أشار إلى توجيهات صدرت قبل ثلاثة أيام بضرورة تدقيق ملفات جميع السوريين وخاصة المخالفين للإقامة.
وقال المصدر لوكالة شفق نيوز، إن "الأجهزة الأمنية بين الحين والآخر، تتلقى بلاغات عن أشخاص يحملون الجنسية السورية ويقومون بالترويج لأحداث سوريا، سواء بدعم أحمد الشرع أو الرئيس السابق بشار الأسد".
وأضاف أن "الأجهزة الأمنية تتعامل بكل جدية في مثل هكذا إخبارات، حتى وأن كانت نسبة الدقة 1%"، مبيناً أن "عمليات البحث عن المخالفين للإقامة من السوريين بشكل خاص والجنسيات الأخرى بشكل عام، مستمرة".
وكان مصدر أمني، قد أبلغ وكالة شفق نيوز أمس الأحد، بالقبض على شاب سوري الجنسية ضمن منطقة "أم الكبر والغزلان" شرقي العاصمة بغداد، بعد تلقي معلومات حول نشاطاته على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان يقوم بالترويج للإرهاب، عبر أحتفاظه بصورة "أبو وطن" صاحب مقولة "جاينك على كربلاء" على هاتفه النقال، وقام برفعها على إحدى المنصات في محافظة كربلاء.
تجدر الإشارة إلى أن المنشد السوري قاسم الجاموس، المعروف بلقب "أبو وطن" أو "منشد الثورة"، توفي مؤخراً إثر حادث سير مروع على طريق بلودان – الديماس في بريف العاصمة دمشق.
وقد أثار جدلاً واسعاً قبل وفاته بعد انشاده قصيدة "جايينك على كربلاء" التي أشار فيها إلى توجه المسلحين السوريين نحو العراق.
تحقيق
ولفت المصدر، إلى أن "بعض السوريين الذين يتم القبض عليهم، خاصة الذين لا يحملون أي مستمسك وتكون عليهم مؤشرات أمنية، يخضعون للتحقيق وفق القانون العراقي، ومنهم من ليس عليه أي مؤشر أمني، والبعض الآخر تكون لديه ارتباطات مع جهات إرهابية".
وأشار إلى أن "السوريين الموجدين بالعراق، وخاصة المشتبه بهم، يكون وجودهم على شكل عمال في المطاعم والمقاهي وبعضهم يعملون في شركات للمقاولات، مثل الذي تم القبض عليه في منطقة الزعفرانية، كان متخف بالعمل في شركة للمقاولات ويروج للإرهاب عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي".
وتابع أن "جميع الحسابات الداعمة والمروجة للإرهاب مرصودة ومراقبة من قبل الأمن السيبراني والأمن الوطني وقسم الرصد في وزارة الداخلية، وترفع تقارير كاملة بشكل يومي إلى الجهات المعنية لأخذ موافقات قضائية بها".
وأضاف المصدر "إذا كانت هذه الحسابات خارج العراق يتم إغلاقها، وإن كانت داخل العراق يتم التوصل إلى صاحب المنشور وتشكيل فريق عمل لاعتقاله، مثل السوري الذي تم القبض عليه، حيث كان يروج لـ(الجاموس) وتمكن من نشر صورة من كربلاء".
تدقيق شامل
ولفت المصدر إلى أنه "بعد اشتداد الأوضاع في سوريا، صدرت توجيهات جديدة إلى جميع المفاصل الأمنية بضرورة الرجوع والتدقيق في جميع السوريين الداخلين إلى البلاد وتكثيف عمليات البحث عن مخالفي الإقامة في جميع المحافظات، نظراً للشكوك ببقائهم في العراق".
وأكد "بالفعل باشرت الأجهزة الأمنية منذ ثلاثة أيام بشن حملات على السوريين في بغداد والأنبار والنجف وكربلاء، أسفرت عن توقيف أكثر من 17 مخالفاً، وقد ثبت أن اثنين منهم على صلة بالإرهاب".
يشار إلى أن الأجهزة الأمنية العراقية، نفذت حملات في محافظتي النجف وكربلاء، لملاحقة المخالفين والمتورطين في دعم التنظيمات الإرهابية، وألقت القبض خلالها على تسعة سورين مخالفين من ضمنهم اثنان يدعمان تنظيم جبهة النصرة الإرهابي.
الأزمة
وكان عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، مختار الموسوي، كشف يوم أمس لوكالة شفق نيوز، عن عزمه طلب عقد اجتماع طارئ للجنة لاتخاذ قرار ضد دمشق رداً على ما يجري من أحداث في الساحل السوري.
وقال الموسوي إنه "سيتم مطالبة لجنة العلاقات الخارجية بعقد جلسة طارئة يوم غد الاثنين (اليوم) لمناقشة ما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا، ومن أهم الإجراءات التي سيتم طرحها هي مطالبة وزارة الخارجية بقطع العلاقات مع سوريا نهائياً احتجاجاً عما يجري هناك".
وشهدت محافظتا اللاذقية وطرطوس السوريتان توتراً أمنياً واشتباكات بين فلول النظام السابق وقوات الأمن، مما أسفر عن وقوع العديد من القتلى والجرحى.
وأصدرت الرئاسة السورية، في وقت سابق من اليوم، قراراً بتشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في "أحداث الساحل"، التي وقعت في السادس من آذار/ مارس الجاري.
وأعلنت وزارة الدفاع في الإدارة السورية التي يرأسها أحمد الشرع، في وقت سابق من يوم الاثنين، انتهاء العملية العسكرية في محافظتي اللاذقية وطرطوس بمنطقة الساحل غربي البلاد.
وقال المتحدث باسم الوزارة حسين عبد الغني، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية "سانا"، وتابعتها وكالة شفق نيوز، إن "الجيش أحبط هجمات لفلول نظام الأسد، وتمكن من إبعادهم عن المراكز الحيوية وتأمين معظم الطرق الرئيسية".
وأشار عبد الغني، إلى "وضع خطط جديدة لاستكمال محاربة فلول النظام والعمل على إنهاء أي تهديد مستقبلي"، مبيناً أن "القوات الأمنية تمكنت من تحييد فلول النظام البائد من بلدة المختارية وبلدة المزيرعة ومنطقة الزوبار وغيرها في محافظة اللاذقية، وبلدة الدالية وبلدة تعنيتا والقدموس في محافظة طرطوس".
وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، أفادت صحيفة "النهار" اللبنانية، بأن أزمة نزوح مستجدة من قرى وبلدات الساحل السوري، حيث الأغلبية من الطائفة العلوية، ألقت بثقلها على البلدات اللبنانية الواقعة على ضفاف النهر الكبير.