يُنتظر أن يشهد العام القادم رحلات إلى القمر ومباريات كروية مثيرة ومعركة للسيطرة على الكونغرس الأميركي وغيرها. وفي ما يلي 5 أحداث كبرى تجدر متابعتها في 2026 وفقا لتقرير بثته وكالة الصحافة الفرنسية.
غزة ومستقبل نتنياهو
بعد عامين من الحرب أدى الضغط الأميركي إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأثبتت الهدنة هشاشتها في حين تترك خطة ترامب للسلام في قطاع غزة العديد من النقاط دون حسم، مثل المراحل المستقبلية لانسحاب الجيش الإسرائيلي وإعادة إعمار القطاع وإدارته المستقبلية.
ومهد إقرار مجلس الأمن الدولي رسميا خطة ترامب لنشر قوة دولية في غزة، وهو أمر لا ترغب فيه إسرائيل ولا حماس.
وترفض حماس نزع سلاحها بموجب الشروط التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يهدد باستئناف القتال إذا لم يتم نزع سلاح قطاع غزة عن طريق المفاوضات.
ويعتزم زعيم الليكود نتنياهو البالغ 76 عاما، الترشح مجددا في الانتخابات المقرر إجراؤها في موعد أقصاه نوفمبر/تشرين الثاني 2026. وهو يترأس ائتلافا هشا متعدد الأحزاب يشغل الآن 60 مقعدا فقط من أصل 120 مقعدا في البرلمان.
وبالتالي قد يختار نتنياهو اللجوء إلى الخيار العسكري ضد حماس في غزة أو حزب الله في لبنان للحفاظ على تأييد حلفائه اليمينيين المتطرفين، وتحقيق "النصر الشامل" الذي وعد به الإسرائيليين. وهذا ما لم يتمكن ترامب، الساعي لنيل جائزة نوبل للسلام والحريص على تحويل هدنة غزة الهشة إلى اتفاق سلام إقليمي أوسع، من تقديم جائزة كبرى لنتنياهو وهي تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
يشهد العالم ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة، ومن المرجح أن تزداد الحرارة ارتفاعا في عام 2026.
وسجل العام الماضي أعلى درجات حرارة على الإطلاق، في حين تتوقع الأمم المتحدة احتمالا بنسبة 80% أن يسجل عام واحد على الأقل حرارة أعلى بحلول 2029.
و أظهر مؤتمر الأطراف الـ30 في البرازيل (كوب 30) مؤخرا أن التعددية في العمل المناخي لم تنتهِ، رغم مقاطعة الولايات المتحدة له والصراعات الجيوسياسية.
وقالت ريبيكا ثيسن من شبكة العمل المناخي "يجب أن يكون عام 2026 هو العام الذي تُعيد فيه دبلوماسية المناخ الدولية ابتكار نفسها".
وأضافت "مؤتمرات الأطراف ليست غاية في حد ذاتها، بل هي نقطة تحول في أجندة سياسية دولية في أمسّ الحاجة إلى التوافق".
وستتم متابعة عدد الدول التي ستستجيب لدعوة كولومبيا لحضور المؤتمر الدولي الأول للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في أبريل/نيسان المقبل.
وعبر مدير مؤسسة المبادرة المشتركة البحثية ألكسندر رانكوفيتش عن خيبة أمله من نتائج مؤتمر المناخ "كوب 30" وتساءل عما إذا كانت "الثورات التي يقودها الجيل زد والتي ظهرت في جميع أنحاء العالم ستبدأ في القتال من أجل المناخ أيضا" في عام 2026.
ستشهد أكبر مباريات كأس العالم لكرة القدم في التاريخ مشاركة 48 دولة تتنافس في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، تحت أنظار دونالد ترامب.
وسيُقام الحدث الرياضي الأكثر مشاهدة في العالم على مدار 6 أسابيع تقريبا، من 11يونيو/حزيران إلى 19يوليو/تموز المقبلين، تُوفر الولايات المتحدة خلاله 11 من أصل 16 ملعبا.
وقد تُؤدي توترات ترامب مع الدول المُضيفة الأخرى بشأن الرسوم الجمركية والهجرة إلى مباريات مشحونة سياسيا.
وعلى أرض الملعب سيكون الفريق الفرنسي الموهوب بقيادة كيليان مبابي عازما على تعويض هزيمته أمام الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي في نهائي 2022 في قطر، لكن إسبانيا تُعلق آمالا كبيرة أيضا.
وكشف البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي سيبلغ 41 عاما عند انطلاق البطولة، أن مونديال 2026 سيكون الأخير، وأنه يتمنى بشدة أن يُتوّج مسيرته بأول لقب عالمي مع البرتغال.
ومن بين الدول التي تُشارك لأول مرة في البطولة: الرأس الأخضر وأوزبكستان وجزيرة كوراساو الصغيرة.
وقد يتكبد المشجعون تكاليف باهظة لحضور المباريات الأكثر شعبية بسبب استخدام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لنظام تسعير التذاكر الديناميكي.
مع استعداد الناخبين الأميركيين لانتخابات التجديد النصفي لعام 2026، تبدو المخاطر في أقصى مستوياتها بالنسبة لترامب والكونغرس والبلاد بأسرها.
ولن يكون ترامب على بطاقة الاقتراع، لكن أداء قويا للحزب الجمهوري سيعزز نفوذه ويثبت قبضه على السلطة خارج نطاق البيت الأبيض.
أما الأداء الضعيف فسيقلّص دوره كـ"صانع للملوك" ويكشف عن شروخ في حركته، ويعقّد الطريق أمام الخلف الذي سيختاره. وبالنسبة للجمهوريين، فإن السيطرة على الكونغرس على المحك.
وأغلبية الحزب الضئيلة في مجلس النواب والهامش القليل في مجلس الشيوخ تعتمد على الدفاع عن الدوائر المتأرجحة والنواب المعرضين للخطر في ولايات محورية مثل ميشيغان وكارولينا الشمالية وأوهايو.
وتعكس إستراتيجية ترامب، التي تشمل إدارة الانتخابات التمهيدية ودعم الموالين له والإعلان عن مؤتمر التجديد النصفي، المخاوف بشأن نسبة الإقبال على التصويت في ظل غياب خيار "ترامب" عن قائمة المرشحين.
أما الديمقراطيون، فيرون فرصة سانحة. فحزب الرئيس يخسر تاريخيا مقاعد في انتخابات التجديد النصفي، وتشير التوقعات إلى أن الجمهوريين قد يواجهون صعوبة في الاحتفاظ بالغالبية في مجلس النواب. كما يسعى الديمقراطيون لكسب 4 مقاعد في مجلس الشيوخ للسيطرة عليه.
والانتخابات بالنسبة للأميركيين تتجاوز مجرد اختيار أعضاء الكونغرس. فهي استفتاء على سلطة ترامب التنفيذية وسياساته الاقتصادية، ومسار الديمقراطية في البلاد.
فالسيطرة الكاملة للجمهوريين ستتيح له ترسيخ إرثه، أما سيطرة الديمقراطيين على أيٍ من المجلسين، فستُبطئ جدول أعماله وقد تقحم إدارته في تحقيقات.
أُرجئت مرارا مهمة ناسا "أرتميس 2" المأهولة والتي تُنفذ بالتعاون مع شركاء من القطاع الخاص مثل سبيس إكس، ولكن من المقرر إطلاقها في أبريل/نيسان المقبل على أبعد تقدير.
وستكون هذه خطوة أساسية نحو عودة الأميركيين إلى سطح القمر، وهو هدف أعلنه الرئيس ترامب خلال ولايته الأولى.
وتسعى الصين إلى الهبوط على سطح القمر بحلول عام 2030، علما بأنها تُحرز تقدما أيضا.
ومن المتوقع إطلاق المهمة الصينية " ت شانغ آه 7″ في عام 2026 لاستكشاف القطب الجنوبي للقمر، ويُنتظر أيضا اختبار مركبتها الفضائية المأهولة "منغتشو" العام المقبل.
أما الهند، التي أرسلت روبوتا إلى سطح القمر في 2023، فلديها أيضا طموحات ناشئة في استكشاف الفضاء. وتخطط منظمة أبحاث الفضاء الهندية لإرسال رائد فضاء إلى المدار عام 2027.
وسيكون القمر نقطة انطلاق أساسية في أي رحلة إلى المريخ. ومن المرجح استخدامه لتركيب قواعد التتبع وبدلات الاختبار والمركبات ومصادر الطاقة، ولتعلم سبل البقاء في الفضاء السحيق.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة