طالبت عائلات قرية بابيري منذ مدة طويلة بتوفير قوات أمنية لحماية أبنائهم في المدرسة الواقعة شمال نيجيريا ، حيث اختطف مسلحون أكثر من 300 تلميذ الأسبوع الماضي في واحدة من أسوأ عمليات الخطف الجماعي في البلاد. لكن الأهالي يقولون إن أحدا لم يستجب.
داودا غوانجا، والد أحد التلاميذ المختطفين، أوضح أن الشرطة والجيش وقوات الدفاع المدني لم تستجب لمطالبهم، فاضطر القرويون إلى الاعتماد على متطوعين غير مسلحين لحراسة المدرسة، لكنهم فرّوا عندما اقتحم عشرات المسلحين على دراجات نارية المكان.
الهجوم على مدرسة سانت ماري الكاثوليكية كشف عن هشاشة جهود الرئيس بولا تينوبو في مجال الأمن، خاصة بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتخاذ إجراءات عسكرية بسبب ما وصفه بسوء معاملة المسيحيين.
بعد عامين ونصف العام من تولّيه السلطة، ورغم إشادة وكالات التصنيف بالإصلاحات الاقتصادية، فإن الهجمات شبه اليومية ما زالت خارج السيطرة، رغم وعوده بتجنيد مزيد من الجنود والشرطة وتحسين رواتبهم وتجهيزهم.
العصابات المسلحة تخطف الأطفال بشكل متكرر مقابل فدية في مناطق نائية مثل بابيري التي تبعد 6 كيلومترات فقط عن أقرب مركز شرطة صغير و4 ساعات عن أقرب مدينة.
وفي شمال شرقي البلاد، ورغم تراجع هجمات الجماعات الجهادية على المدنيين مؤخرا، فإن المسلحين يستخدمون الطائرات المسيّرة والأسلحة الثقيلة لمهاجمة قواعد الجيش.
الهجوم في ولاية النيجر ، حيث اختُطف أيضا 12 معلما، يُعد من أسوأ عمليات الخطف الجماعي المسجلة في نيجيريا، متجاوزا حادثة شيبوك عام 2014 حين اختطفت جماعة "بوكو حرام" 276 طالبة.
تينوبو ألغى رحلات خارجية وأمر بإعادة نشر قوات الأمن لملاحقة الخاطفين، كما وجّه الشرطة إلى سحب عشرات الآلاف من عناصرها المكلّفين بحماية الشخصيات المهمة وتحويلهم إلى مهام حماية عامة.
وأعلن الرئيس عن خطط لتجنيد 30 ألف شرطي إضافي. لكن إغلاق نحو 50 مدرسة في الشمال خوفا من هجمات جديدة يعكس محدودية قدرة الحكومة على وقف موجة الخطف سريعا.
وتشير مراكز بحثية مثل "أغورا بوليسي" إلى أن أكثر من ربع قوة الشرطة -أي نحو 100 ألف عنصر- مخصصون لحماية السياسيين وكبار الشخصيات، وهو ما يضعف قدرة الجهاز على حماية المواطنين. كما أن ضعف الرواتب والإرهاق المستمر بين الجنود والشرطة يزيد من الأزمة.
وفي ولاية كيبي، أثار هجوم آخر أسئلة عن انسحاب الجنود قبل ساعة من خطف 25 طالبة من مدرسة داخلية رغم وجود معلومات استخباراتية عن هجوم محتمل.
كذلك قُتل جنرال في الجيش على يد جماعة "ولاية غرب أفريقيا التابعة لتنظيم الدولة" بعد أن كُشف موقعه خلال اتصال هاتفي مع قاعدته.
هذه الحوادث المتكررة، بحسب محللين أمنيين، تكشف عن إخفاقات استخباراتية خطيرة وتؤكد أن القوات النيجيرية تواجه خصما أكثر مرونة وأقدر على استغلال تضاريس البلاد المعقدة.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة