في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
توقفت 136 صحيفة في الولايات المتحدة عن العمل العام الماضي، ليصل عدد الصحف التي أُغلقت خلال العقدين الماضيين إلى 3500 صحيفة، مما أدى إلى فقدان أكثر من 270 ألف وظيفة صحفية منذ العام 2005، وفق تقرير جديد صدر عن كلية ميدل للصحافة في جامعة نورث وسترن الأميركية.
وخلُص تقرير ميدل عن حالة الأخبار المحلية لعام 2025 إلى وجود 50 مليون شخص محرومين من متابعة الأخبار ويعيشون فيما يُعرف بـ"صحارى إخبارية"، وهي مناطق لا يتمتع فيها السكان إلا بوصول محدود أو معدوم لمصادر إخبارية محلية موثوقة.
وبحسب التقرير، هناك 213 مقاطعة في الولايات المتحدة لا توجد بها أي وسائل إعلامية، كما أن هناك 1524 مقاطعة توجد بها وسيلة إعلامية واحدة فقط.
The @MedillSchool 2025 State of Local News Report is now live, filled with articles, graphics, maps and photos documenting the loss of local newspapers, increase in digital sites and emergence of "Bright Spots."
Read here: https://t.co/NrsULW4ZSz pic.twitter.com/rBbkjlLuXX— Medill Local News Initiative (@LocalNewsIni) October 20, 2025
وتركزت الإغلاقات هذا العام على الصحف التابعة لمالكين مستقلين من أصحاب المؤسسات الصغيرة، ومن بينها إغلاق صحيفة تشيسترتون تريبيون التي تأسست قبل 141 عاما، وصحيفة إيغل تايمز، وكلاهما ترك وراءه "صحراء إخبارية".
وقال رئيس قسم الأخبار المحلية في كلية ميدل للصحافة تيم فرانكلين: إن هذا الاتجاه مثير للقلق، فعلى عكس مالكي المؤسسات الكبرى كان المالكون المستقلون يعيشون غالبا في المجتمعات التي تغطيها صحفهم، حيث يميلون إلى العيش في المناطق الريفية التي تقل فيها فرص الحصول على رأس المال.
وأدى ارتفاع تكاليف ورق الصحف وانخفاض الطلب على الإعلانات إلى زيادة الضغط على هؤلاء المالكين.
وبيّن معدّ التقرير ومدير مشروع حالة الأخبار المحلية في كلية ميدل زاك ميتزغر، أن الصحف التي يملكها مستقلون لفترة طويلة غالبا ما تفتقر إلى خطة تحدد مصيرها في حالة وفاة المالك.
ويشار إلى أن معظم الصحف التي أغلقت أبوابها أسبوعية وتطبع أقل من ثلاثة أيام في الأسبوع، لكن عدد الصحف اليومية انخفض كذلك، فبحسب التقرير يوجد أقل من ألف صحيفة يومية متبقية في الولايات المتحدة، معظمها (80٪) تطبع أقل من سبعة أيام في الأسبوع بسبب سعي الناشرين إلى توفير المال عن طريق تقليل أيام الطباعة.
وفي أعقاب قرار الكونغرس سحب التمويل من الإذاعات العامة بناء على طلب الرئيس دونالد ترامب، فحص التقرير الوضع المالي للمحطات ووجد أن قرابة 10٪ منها تتلقى ما يزيد على 40٪ من تمويلها من الحكومة.
وتلعب محطات البث العامة التي تعتمد بشكل أساسي على التمويل الحكومي دورا مهما في الوصول إلى المناطق النائية والريفية والأكثر فقرا التي تعاني من نقص في الأخبار.
وفي أغسطس/آب الماضي أعلنت هيئة البث العام الأميركية "سي بي بي" توقفها عن العمل مع حلول العام المقبل، وذلك بعد أسبوعين فقط من قرار الكونغرس سحب التمويل السنوي الخاص بها والذي يقدّر بـ1.07 مليار دولار للعامين المقبلين.
وعلى مدى 60 عاما كانت هيئة البث العام -التي أنشئت عام 1967 وتوظِّف قرابة 100 شخص- مسؤولة عن توزيع الأموال الفدرالية على محطات البث العامة، مثل الإذاعة الوطنية العامة "إن بي آر" (NPR) وشبكة التلفزيون العامة "بي بي إس" (PBS) من خلال المنح.
وكانت هذه الهيئة توجه أكثر من 70% من الأموال التي تتلقاها من الحكومة إلى أكثر من 1500 محطة إذاعية وتلفزيونية عامة.
وكان أحد الاتجاهات الإيجابية التي حددها الباحثون في الدراسة زيادة عدد الشركات الناشئة الناجحة في مجال الأخبار، حيث أُطلق على مدى السنوات الخمس الماضية أكثر من 300 وسيلة إعلامية جديدة، لكن الغالبية العظمى من هذه الشركات تقع في المناطق الحضرية، تاركة وراءها المناطق الريفية والأقل ثراء والأكثر حاجة إلى الأخبار.
ووجد التقرير أن 98% من المنح المالية خلال السنوات الخمس الماضية ذهبت إلى مؤسسات في المدن الكبرى، في حين لا تصل إلا نسبة ضئيلة جدا إلى الصحف ووسائل الإعلام الريفية.