آخر الأخبار

بعد موافقة حماس المشروطة.. هل تبدأ مفاوضات التفاصيل أم حرب أوسع؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في مشهد بالغ الحساسية من حرب غزة الممتدة منذ نحو عامين، بدت لحظة إعلان حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) قبولها المشروط خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أشبه بتحويل مسار الصراع من "إنذار نهائي" إلى بداية معقدة لمسار تفاوضي طويل.

فالخطة التي رُوّج لها كفرصة أخيرة تحمل في طياتها احتمالات متناقضة: إما الدخول في مفاوضات التفاصيل، وإما الانزلاق إلى مواجهة أوسع.

اقرأ أيضا

list of 4 items
* list 1 of 4 حماس تسلم الوسطاء ردها على خطة ترامب
* list 2 of 4 نتنياهو يبحث رد حماس على خطة ترامب وغالبية الإسرائيليين يؤيدونها
* list 3 of 4 ترامب يمهل حماس حتى مساء الأحد
* list 4 of 4 ماذا يعني تهديد ترامب لحماس؟ end of list

هذه المفارقة شكّلت جوهر النقاش في برنامج مسار الأحداث، إذ اعتبر محللون أن خطوة حماس، وإن بدت استجابة، فإنها أعادت تعريف قواعد اللعبة.

فالحركة لم تقل "نعم" مطلقا، لكنها في الوقت ذاته لم ترفض الخطة، بل وضعت ملاحظاتها وربطت التنفيذ بوقف العدوان وانسحاب الاحتلال ورفع الحصار، ما جعل الموقف أقرب إلى مبادرة لتفكيك الألغام التفاوضية بدل تسليم مفتاح القرار للولايات المتحدة وإسرائيل .

الخبير في سياسات الشرق الأوسط الدكتور محجوب الزويري، أوضح أن صياغة موقف الحركة تعكس إدراكا عميقا لتجارب سابقة، إذ ركزت على ملف غزة من زاوية إنسانية عاجلة، وتجنبت الانزلاق إلى قضايا تقرير المصير والقدس واللاجئين، تاركة هذه الملفات إلى إجماع فلسطيني جامع.

وبهذا، حرصت الحركة على ألا تُحمَّل وحدها وزر القرارات المصيرية، كما حدث مع القيادة الفلسطينية في محطات سابقة مثل كامب ديفيد عام 2000.

تحويل كرة النار

أما مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي فقد ذهب أبعد من ذلك، معتبرا أن الرد حوّل "كرة النار" من حضن حماس إلى الملعب الأميركي والإسرائيلي.

فقبول الحركة بالإطار العام يعني أن الخطة تحولت من وثيقة إنذار إلى "إعلان مبادئ" يحتاج إلى تفاوض مطول، إذ كل بند يفتح بابا جديدا للتفسير والتأويل، من هوية القوات الدولية في غزة، إلى آلية رفع الحصار، وصولا إلى جدولة الانسحاب.

لكن هذه المرونة التي تقرأها أطراف فلسطينية كذكاء سياسي، قد تفهمها إسرائيل بوصفها رفضا مقنعا، فالخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى يرى أن تل أبيب لن تسمح بأي تعديل يمس أهداف الحرب المعلنة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعلى رأسها إضعاف حكم حماس ومنع عودتها إلى المشهد السياسي.

إعلان

ومن هذا المنظور، فإن أي تحفظ فلسطيني على جوهر الخطة قد يدفع إسرائيل إلى أن تستمر في الحرب أو حتى توسيعها.

أما الولايات المتحدة ، فحاضرة بقوة من دون أن تطرح ضمانات فعلية، فالمسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس واريك، أكد أن إدارة بلاده تتعامل مع المبادرة باعتبارها ترتيبات متبادلة، وليست التزامات قابلة للإنفاذ.

واعتبر أن نزع سلاح حماس هو السؤال الحاسم، إذ يرى ترامب أن أي إجابة أقل من "نعم صريحة" ستُقرأ على أنها رفض، وهذا الموقف يترك هامشا واسعا لإسرائيل لمواصلة الضغوط العسكرية حتى أثناء التفاوض.

موقف وطني جامع

في هذا السياق، تبدو موافقة حماس المشروطة محاولة لتقليل الخسائر وشراء الوقت في آن واحد، فهي من ناحية تجنب الحركة اتهامها بتضييع فرصة وقف المجازر، ومن ناحية أخرى تمنحها مساحة لإشراك الفصائل الفلسطينية والوسطاء العرب والإسلاميين في إدارة الملف.

وقد حرصت حماس على التأكيد في بيانها أنها ليست بصدد اتخاذ قرارات مصيرية بمفردها، بل تدعو إلى موقف وطني جامع، في رسالة واضحة إلى الداخل والخارج معا.

على الجانب الإسرائيلي، تراهن حكومة بنيامين نتنياهو على تكرار إستراتيجية الغموض التي استخدمها مع اتفاقات أوسلو، فالاتفاقات –كما يوضح مصطفى– تُصاغ بمبادئ عامة من دون جداول زمنية ملزمة، ما يسمح لتل أبيب بتفسير البنود بما يخدم مصالحها أو التنصل منها عند الحاجة.

غير أن الرنتاوي يرى أن صياغة حماس ردها نجحت في إرباك هذا المسعى، فهي وافقت على التبادل وإطلاق الأسرى، وهو ما يهم المجتمع الإسرائيلي، لكنها ربطت ذلك بوقف العدوان وانسحاب الاحتلال، وهو ربط سيضع نتنياهو في مأزق، إذ لا يستطيع استثمار ورقة الأسرى دون تقديم ثمن سياسي وأمني في المقابل.

الأهم أن موقف حماس حرص على إرسال رسائل مزدوجة، تقدير الجهود الأميركية والعربية، وفي الوقت ذاته التشديد على الثوابت الفلسطينية، وهذه اللغة المزدوجة -حسب المحللين- تقرأها بعض الأوساط كإستراتيجية لمداعبة غرور ترامب وكسب التعاطف الدولي، من دون التخلي عن خطوط المقاومة الحمراء.

لكن المخاطر تبقى قائمة، فالتجارب السابقة تشير إلى أن إسرائيل قد تستغل أي فترة مفاوضات لتكثيف عملياتها العسكرية وفرض وقائع جديدة على الأرض، كما أن ربط كل مرحلة من الانسحاب أو تخفيف الحصار بقرارات إسرائيلية أو تقييمات دولية يترك مصير الاتفاق رهينة بيد خصوم الفلسطينيين.

وبينما يعلق الفلسطينيون آمالهم على أن يكون هذا الرد بداية لوقف شامل للعدوان، يحذر محللون من أن الطريق قد يكون أطول وأكثر وعورة من ساحات المعركة نفسها، فالمفاوضات قد تتحول إلى "حرب بوسائل أخرى"، تستنزف الأعصاب والوقت وتُبقي غزة في دائرة الخطر والدمار.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا