آخر الأخبار

السعودية وباكستان.. تحالف دفاعي لمواجهة تحديات المنطقة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع استراتيجي مشترك

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتعدد مراكز القوة، لم تعد دول الشرق الأوسط تركن فقط إلى المظلة الأمنية الأميركية. باتت المنطقة تشهد سباقاً لبناء منظومات دفاعية جديدة وتحالفات تتجاوز الأطر التقليدية.

الهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة حمل رسائل صادمة، مثّل نقطة تحوّل دفعت عواصم عديدة إلى إعادة حساباتها. الرياض بدورها وقّعت اتفاقية دفاع استراتيجي مع إسلام أباد، بعد سلسلة مشاورات إقليمية شملت حتى قنوات التعاون مع إيران.

هذه التحركات تعكس توجهاً واضحاً نحو نسج خيوط أمنية جديدة قد تفضي إلى مرحلة مختلفة من التحالفات الاستراتيجية في المنطقة.

القدرات العسكرية الباكستانية.. قراءة في الأرقام

الاتفاقية الموقعة بين الرياض وإسلام أباد أعادت تسليط الضوء على القدرات العسكرية الباكستانية التي يصفها "غلوبال فاير باور" بأنها من بين الأقوى عالمياً.

الترتيب العالمي: الجيش الباكستاني يحتل المرتبة 12 في مؤشر القوة العالمية.

القوة البشرية: نحو 1.7 مليون فرد، بينهم 654 ألف عنصر نشط.

القوة البرية: 2627 دبابة، أكثر من 17 ألف مركبة عسكرية، 662 مدفعاً ذاتي الحركة، و2629 مدفعاً مقطوراً.

القوة الجوية: 1399 طائرة عسكرية، بينها 328 مقاتلة.

القوة البحرية: 121 وحدة بحرية، تشمل 9 فرقاطات و8 غواصات.

القوة النووية: نحو 170 رأساً نووياً و50 منصة إطلاق صواريخ أرض-أرض.

ورغم اعتماد باكستان الكبير على الأسلحة الصينية، إلا أن تنوع مصادر تسليحها يشمل أيضاً الولايات المتحدة و أوروبا و روسيا، ما يمنحها مرونة استراتيجية.

الموقف الإماراتي.. فلسطين حجر الزاوية

بالتوازي مع هذه التطورات، أكدت دولة الإمارات عبر وزيرة الدولة، لانا نسيبة أن مستقبل فلسطين يمثل حجر الزاوية لأي سلام في الشرق الأوسط.

خلال لقائها سفراء أوروبيين في أبوظبي، شددت على خطورة السياسات الإسرائيلية الحالية وتأثيرها على مسار الاتفاقيات الإبراهيمية، وأعادت التحذير من أن ضم أجزاء من الضفة الغربية "خط أحمر".

كما أكدت تضامن الإمارات مع قطر في مواجهة الاعتداءات، مرحبة بالدعم الأوروبي للاعتراف بدولة فلسطين. هذا الموقف يعكس إدراكاً خليجياً مشتركاً بأن التوازنات الدفاعية الجديدة مرتبطة أيضاً بمصير القضية الفلسطينية.

تحالف يتجاوز الطوارئ

من الرياض، وصف رئيس منتدى الخبرة السعودي الدكتور أحمد الشهري خلال حديثه إلى "الظهيرة" على سكاي نيوز عربية الاتفاقية بأنها تتويج لعقود من العلاقات المميزة بين السعودية وباكستان.

أشار الشهري إلى أن العلاقات بين البلدين متجذرة منذ استقلال باكستان عام 1947، وتشمل تعاوناً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، إضافة إلى تبادل الخبرات والمناورات.

الاتفاقية الجديدة جاءت ـ برأيه ـ استجابة للمتغيرات الجيوسياسية التي تفرض المزيد من التحالفات والدعم العسكري المتبادل.

وشدد الشهري على أن فشل الشرعية الدولية ومؤسساتها، خاصة مجلس الأمن، جعل الدول مضطرة للاعتماد على نفسها لبناء منظومات أمنية فعالة.

الشهري لفت أيضاً إلى أن انعدام الثقة بين الدول العربية والإسلامية كان عقبة أمام تشكيل قوة موحدة، مشيراً إلى أن تجاوز هذه العقدة بات ضرورياً في مواجهة التحديات الإسرائيلية والإقليمية.

حدود التحالف

من واشنطن، قدّم محلل الشؤون الأميركية في سكاي نيوز عربية موفق حرب، قراءة مختلفة، إذ أشار إلى أن التحركات السعودية والباكستانية تمثل رسائل عتب للولايات المتحدة، لكنها لا تعني بالضرورة قيام منظومة دفاعية متكاملة قادرة على تأمين الأمن القومي الخليجي والعربي.

وفق حرب، فإن العلاقات السعودية الباكستانية قديمة ومتجذرة، لكنها مرت بمراحل مد وجزر تبعاً للظروف السياسية. ورغم القدرات النووية الباكستانية التي تُلقب بـ"القنبلة الإسلامية"، إلا أن إسلام أباد لم تنخرط تاريخياً في مواجهة مباشرة إلى جانب الدول العربية في محطاتها الكبرى.

وأضاف حرب أن المملكة العربية السعودية تمتلك ترسانة عسكرية متقدمة، ربما أكثر تطوراً من نظيرتها الباكستانية، ما يجعل التحالف قائماً على تكامل سياسي ورسائل استراتيجية أكثر من كونه مظلة عسكرية شاملة.

كما ربط المحلل الأميركي هذه التطورات بمرحلة "أميركا أولا" التي يتبناها الرئيس ترامب، حيث تركز واشنطن على الداخل وتتراجع عن لعب دور الشرطي الدولي، ما يفتح الباب أمام دول المنطقة لبناء ديناميكياتها الخاصة.

تقاطع المصالح

من طهران، اعتبر المحلل الخاص لسكاي نيوز عربية، محمد صالح صدقيان أن الاتفاقية السعودية الباكستانية تأتي في توقيت بالغ الأهمية، خاصة في ظل استمرار التعنت الإسرائيلي ورفض وقف إطلاق النار في غزة.

صدقيان رأى أن الاعتداء على قطر يُعد اعتداءً على الأمن القومي الخليجي، ما يجعل توقيع الاتفاقية رسالة موجهة ليس فقط إلى الولايات المتحدة، بل أيضاً إلى إسرائيل.

وأكد أن التحديات التي تواجهها المنطقة وجودية، بدءاً من طموحات " إسرائيل الكبرى" المعلنة، وصولا إلى الاعتداءات المتكررة على دول عربية وإسلامية. من هنا، يشكّل التقارب السعودي الباكستاني جزءاً من شبكة أوسع من التحركات لمواجهة هذه التحديات.

دلالات استراتيجية

الاتفاقية الدفاعية بين السعودية وباكستان تحمل عدة أبعاد:


* رسالة إلى واشنطن: بأن المظلة الأميركية لم تعد كافية، وأن البدائل مطروحة.
* رسالة إلى إسرائيل: أن أي اعتداءات جديدة لن تمر دون حساب، خاصة في ظل وجود قوى نووية إسلامية مثل باكستان.
* رسالة إلى الداخل العربي والإسلامي: بأن بناء الثقة والتكامل الدفاعي بات ضرورة وجودية لا خياراً سياسياً.

نحو مرحلة جديدة

في ضوء التصعيد الإقليمي، يبدو أن السعودية وباكستان اختارتا صياغة تحالف يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات الدفاعية. التحالف لا يعني القطيعة مع واشنطن، لكنه يشير بوضوح إلى أن المنطقة لم تعد تنتظر المبادرات الخارجية لحماية أمنها.

القضية الفلسطينية تبقى حجر الزاوية، والاعتداءات الإسرائيلية على غزة وقطر تعطي زخماً إضافياً لهذه التحالفات. وفي ظل حديث نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى"، تبدو المنطقة مقبلة على إعادة رسم خرائطها الدفاعية.

يبقى السؤال: هل سيكون الاتفاق السعودي–الباكستاني مجرد بداية لسلسلة تحالفات استراتيجية أوسع، تعيد تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي؟

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا