آخر الأخبار

رئاسة مجلس النواب الأمريكي تمنح الجمهوريين السيطرة الكاملة على الكونغرس

شارك الخبر
مصدر الصورة

تمكن الجمهوري مايك جونسون من البقاء في منصب رئيس مجلس النواب بعد تصويت صعب غلّفه الترقب، والذي يُعد بداية حقيقية لسيطرة الجمهوريين الكاملة على أغلب سلطات واشنطن.

ولم يكن بوسع جونسون أن يتحمل خسارة أكثر من صوتين بسبب هامش الأغلبية البسيط الذي يتمتع به الجمهوريون في الكونجرس. ورغم أنه كان على وشك خسارة إعادة انتخابه رئيساً للمجلس، إلا أنه ظل في منصبه رغم الضغوط التي شكلها هذا التصويت.

وكان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد أيد في وقت سابق ترشيح جونسون لمنصب رئيس مجلس النواب، قائلا: "فوز مايك اليوم سيكون فوزاً كبيراً للحزب الجمهوري".

ويُعد رئيس مجلس النواب أحد أقوى المناصب في الإدارة الأمريكية، إذ يسيطر على الغرفة الأدنى في الكونغرس الأمريكي، ويأتي في المرتبة الثانية بعد نائب الرئيس.

وحصل جونسون، وهو العضو الجمهوري الذي يمثل ولاية لويزيانا في المجلس، على دعم جميع الجمهوريين تقريباً أثناء إعادة انتخابه.

ولكن هذا النجاح لم يسلم من الجدل.

ويتطلب التصويت على منصب رئيس مجلس النواب من المرشح أن يحصل على دعم أغلبية أعضاء مجلس النواب ــ 218 صوتاً. ولكن بسبب الأغلبية الجمهورية الضئيلة في مجلس النواب، لم يكن بوسع جونسون أن يتحمل معارضة أكثر من اثنين من الجمهوريين.

وكان جونسون قد واجه بالفعل رفضاً قاطعاً من عضو الكونجرس توماس ماسيه عن ولاية كنتاكي.

وقال ماسيه في مقابلة تلفزيونية الخميس الماضي: "يمكنكم اقتلاع أظافري كلها. يمكنكم وضع الخيزران فيها. يمكنكم البدء في قطع أصابعي. لن أصوت لمايك جونسون".

وكان هناك عدد كبير من الجمهوريين "المترددين" قبل التصويت بقليل.

قلق أمريكي من سلاح روسي نووي مضاد للأقمار الصناعية

رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب: سلوك ترامب تهديد للولايات المتحدة

وأثناء التصويت الأولي، صوت ثلاثة من هؤلاء المترددين لصالح مشرعين آخرين ضد جونسون، مما منعه من الوصول إلى عدد الأصوات التي يحتاج إليها للفوز بالمنصب، وهو 218 صوتاً.

وأشار ثلاثة مشرعين - هم ماسي، والنائب عن ولاية كارولينا الجنوبية رالف نورمان، والنائب عن ولاية تكساس كيث سيلف - إلى خيارات أخرى لتولي منصب رئيس مجلس النواب المقبل.

ودفع ذلك جونسون إلى مغادرة قاعة مجلس النواب وممارسة الضغوط على الأعضاء لدعمه. وبعد نحو 45 دقيقة، عاد إلى القاعة مرة أخرى.

وعدل نورمان وسيلف عن اختياراتهم في التصويت الأولي وعادوا إلى التصويت لصالح جونسون.

وبالفعل أُعلنت إعادة انتخاب جونسون.

وقال نورمان للصحفيين بعد الانتخابات إنه غير اختياره بعد أن تحدث مع جونسون في غرفة خارج قاعة المجلس.

وأضاف أن جونسون أبلغه أنه سيكون هناك المزيد من المحافظين على الطاولة أثناء المفاوضات، وسيتم إبرام عدد أقل من الصفقات بين قيادات الكونغرس واللجان دون مدخلات خارجية من المشرعين الآخرين، وسيكون هناك وقت كاف لقراءة نص مشروع القانون قبل تحديد موعد التصويت.

وقال: "عندما غادرنا تلك الغرفة الصغيرة، أقنعني أنا وكيث (سيلف) وقال (جونسون) سأفعل ذلك، فقط امنحوني الفرصة. كان يعلم وأنا أعلم أنه إذا تم التصويت للمرة الثانية فإن الأمر سيصبح أصعب وأصعب".

وكان هناك لاعب آخر شارك في رسم المسار الذي اتخذه هذا التصويت الذي ساده التوتر، وهو الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

وتحدث نورمان إلى ترامب مرتين أثناء التصويت الخاص باختيار رئيس مجلس النواب.

وكانت المرة الأولى عندما أعطته زميلته الجمهورية نانسي ماس، نائبة كارولينا الجنوبية في المجلس، هاتفها ليتحدث مع الرئيس المنتخب بينما كانت المرة الثانية أثناء اجتماع مع جونسون و سيلف وآخرين.

وقال نورمان عن المكالمة مع الرئيس المنتخب: "'نورمان، لدينا أكبر فرصة على الإطلاق - مجلس النواب ومجلس الشيوخ، ثلاثية قد لا تتكرر." قلت: "سيدي الرئيس، أتفق معك، أتمنى فقط أن يكون مايك لديه القوة اللازمة لإنجاز هذا الأمر".


*
"ترامب لديه أطماع توسعية تشمل غرينلاند وبنما وكندا"- واشنطن بوست

*
مجلس النواب الأمريكي يقر مساعدات لكييف بـ61 مليار دولار

وأضاف أن الرئيس المنتخب قال أيضاً إن جونسون هو الشخص الوحيد الذي لديه القدرة على الفوز في انتخابات رئيس مجلس النواب.

وقال سيلف لوسائل إعلام بعد التصويت إنه تحدث مع ترامب قبل وبعد انتخاب رئيس مجلس النواب.

وأكد أنه غير رأيه عندما تعهد جونسون بأنه سيكون هناك المزيد من الأعضاء، بما في ذلك من كتلة الحرية اليمينية المتطرفة، على طاولة المفاوضات.

وتابع: "عززنا فريق المصالحة لأننا نعلم أن الأمر سيشكل مهمة صعبة للغاية من أجل تحقيق أجندة ترامب في خط المصالحة".

وشهدت الجمعة الماضية أول أيام الدورة 119 للكونغرس الأمريكي. وأحكم الجمهوريون سيطرتهم على السلطات في الولايات المتحدة، إذ أصبحت لهم الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في وقت لاحق من شهر يناير تكتمل لهم السيطرة على السلطة التنفيذية أيضاً.

وفي كلمته التي ألقاها أثناء تقلده المنصب، قال جونسون إن هذا الكونغرس سوف يدافع عن فكرة "الولايات المتحدة أولاً" - وهو الشعار الذي يروج له ترامب.

وقال ترامب بعد إعادة انتخابه إن الأمريكيين يطالبون بإعادة وضع مصالحهم في المقام الأول.

وقال جونسون: "سوف نفعل ذلك".

ويقع التصويت على انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب على رأس متطلبات للدورة الجديدة للكونغرس، وبدون وجود هذا الرئيس في مكانه، لا يمكن للمجلس الانتقال إلى أي مهمة أخرى.

وأدى هذا إلى حالة من الفوضى في الماضي - بما في ذلك عندما اضطر رئيس مجلس النواب السابق كيفن مكارثي إلى الخضوع لـ 15 جولة من التصويت قبل تأكيد توليه رئاسة المجلس.

وقبل دقائق من التصويت يوم الجمعة، نشر جونسون على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" العديد من خططه التي يعتزم تنفيذها حال انتخابه.

كما وعد بإنشاء "مجموعة عمل مكونة من خبراء مستقلين" للعمل مع وزارة كفاءة الحكومة (DOGE) التي عين ترامب الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا إيلون ماسك والجمهوري فيفيك راماسوامي على رأسها.

وقال إن مجموعة العمل هذه ستقوم بمراجعة عمليات التدقيق الحالية للوكالات والكيانات الفيدرالية التي أنشأها الكونجرس وإصدار تقرير حول ذلك.

وكتب جونسون: "إذا أردنا استعادة المسؤولية المالية، فيجب أن نبدأ بالشفافية بشأن الدولارات التي يتم إنفاقها، ومعالجة المشكلات التي نواجهها، ثم محاسبة أولئك الذين أساءوا إنفاق المال العام".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



إقرأ أيضا