ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى في نحو أسبوعين اليوم الأربعاء، بعدما عززت بيانات اقتصادية أميركية توقعات إقدام مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) على خفض سعر الفائدة في ديسمبر/ كانون الأول، مما ضغط على الدولار.
وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.7% مسجلا 4159.60 دولارا للأوقية (الأونصة)، وقت كتابة هذا التقرير، وهو أعلى مستوى منذ 14 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/ كانون الأول 0.31% إلى 4153 دولارا.
ونقلت رويترز عن كبير محللي السوق في شركة "كيه سي إم تريد" تيم ووترر، قوله: "تتجه التوقعات الآن نحو خفض أسعار الفائدة في ديسمبر.. مدعومة بسلسلة تصريحات تميل إلى تيسير السياسة النقدية من مسؤولي مجلس الاحتياطي وبيانات اقتصادية معتدلة، مما يعزز جاذبية الذهب من منظور العائد".
وأظهرت البيانات أمس الثلاثاء أن مبيعات التجزئة الأميركية ارتفعت بأقل من المتوقع في سبتمبر/ أيلول، وارتفع مؤشر أسعار المنتجين 2.7% خلال الأشهر الـ12 المنتهية في سبتمبر/ أيلول، بعد أن ارتفع بالنسبة نفسها في أغسطس/ آب.
وتأتي هذه البيانات في أعقاب تصريحات تميل إلى تيسير السياسة النقدية صدرت مؤخرا عن صانعي السياسات في مجلس الاحتياطي.
وانخفض الدولار إلى أدنى مستوى في أسبوع، إذ توقع المستثمرون أن كيفن هاسيت، المرشح الأوفر حظا لرئاسة مجلس الاحتياطي الاتحادي، ربما يقود السياسة النقدية في مسار يؤيد التيسير النقدي بشكل أكبر، وهذا التوجه يجعل المعدن الأصفر المقوم بالدولار أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى.
واستقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات قرب أدنى مستوى في شهر الذي سجلته في الجلسة السابقة.
وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أمس الثلاثاء إن نظام مجلس الاحتياطي لإدارة أسعار الفائدة يعاني ويحتاج إلى تبسيط.
وتشير أداة فيد ووتش التابعة لسي.إم.إي إلى أن الأسواق تتوقع حاليا بنسبة 84% خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، مقارنة بنسبة 50% فقط الأسبوع الماضي.
ويرتفع الذهب، الذي لا يدر عائدا، في ظل أسعار الفائدة المنخفضة وخلال فترات عدم اليقين الجيوسياسي.
ومن المقرر صدور تقرير طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأميركية في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
وفي سياق آخر، انخفض صافي واردات الصين من الذهب عبر هونغ كونغ في أكتوبر/تشرين الأول بنحو 64% مقارنة بشهر سبتمبر/أيلول الماضي. والصين هي أكبر مستهلك للذهب في العالم.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، كان أداؤها كالتالي:
تعافت أسعار النفط بشكل طفيف اليوم الأربعاء بعد انخفاضها في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوياتها في شهر وسط مؤشرات عن قرب توصل أوكرانيا إلى اتفاق سلام مع روسيا في تطور سيؤدي على الأرجح إلى إنهاء العقوبات الدولية المفروضة على الإمدادات الروسية.
واستقرت العقود الآجلة لخام عند 62.49 دولارا للبرميل، كما سجّلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 58.03 دولارا.
وختم كلا العقدين تعاملات أمس على انخفاض قدره 89 سنتا بعدما أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القادة الأوروبيين باستعداده للمضي قدما في إطار عمل مدعوم من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب مع روسيا.
وقال محلل السوق لدى مجموعة "آي جيه" توني سيكامور في مذكرة للعملاء: "إذا تم الانتهاء من الاتفاق، فقد يؤدي إلى إلغاء العقوبات الغربية المفروضة على صادرات الطاقة الروسية بسرعة"، مما قد يؤدي إلى نزول أسعار خام غرب تكساس الوسيط إلى حوالي 55 دولارا.
وقال "في الوقت الحالي، تنتظر السوق المزيد من الوضوح، لكن يبدو أن الخطر يتمثل في انخفاض الأسعار ما لم تتعثر المحادثات".
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه وجه ممثليه للاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولين أوكرانيين كل على حدة، بينما قال مسؤول أوكراني إن زيلينسكي قد يزور الولايات المتحدة في الأيام القليلة المقبلة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق مع ترامب.
وشددت بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة العقوبات على روسيا في الآونة الأخيرة في حملة ضغط مكثفة. ومن المقرر أن تسجل واردات الهند من الخام الروسي في ديسمبر /كانون الأول أدنى مستوى لها في 3 سنوات. والهند من المشترين الرئيسيين للنفط الروسي.
وتلقت الأسعار بعض الدعم من توقعات بإقرار البنك المركزي الأميركي خفضا جديدا لأسعار الفائدة في ديسمبر/ كانون الأول، ويدفع تراجع أسعار الفائدة إلى تحفيز النمو الاقتصادي ويعزز الطلب على الخام.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة