ضمن فعاليات "الكويت عاصمة الثقافة العربية 2025″، يواصل "ملتقى السرد العربي" فعالياته، فاتحا نقاشات معمقة حول تحديات القصة القصيرة ومستقبلها، ودور الأدب في إعادة كتابة التاريخ من زوايا منسية.
شهد اليوم الثاني من الملتقى، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ويستمر لثلاثة أيام، حضورًا لافتًا لنخبة من الأدباء والنقاد والمفكرين من الكويت ومختلف أنحاء العالم العربي.
واستهل الملتقى فعالياته بمحاضرة قيّمة بعنوان "قضايا سردية"، قدمها الكاتب والناقد السعودي الدكتور عبد الله العقيبي، المتخصص في النقد والأدب، حيث غاص في الإشكاليات المعاصرة التي تواجه فن السرد.
تلت المحاضرة جلسة حوارية بعنوان "السرد والهامش المهمل – التاريخ من زاوية أدبية"، جمعت أصواتًا روائية نسائية بارزة، هن: الروائية الليبية الدكتورة عائشة إبراهيم، والكاتبة العمانية ليلى عبد الله، والأكاديمية التونسية الدكتورة أميرة غنيم. ناقشت الجلسة بجرأة قدرة الأدب على منح صوت لمن هم على الهامش، وإعادة كتابة التاريخ من زوايا غير مألوفة، بعيدًا عن السرديات الرسمية الكبرى.
كما شهد الملتقى جلسة محورية بعنوان "تحديات القصة القصيرة"، طرحت تساؤلًا جوهريًا حول ما إذا كان هذا الفن الأدبي الرفيع يواجه تحديات حقيقية في الوقت الراهن. شاركت في الجلسة الروائية الكويتية جميلة سيد علي، والمدونة والكاتبة أسماء الشامسي، والكاتبة صالحة عبيد من الإمارات. استعرضت المشاركات موقع القصة القصيرة أمام هيمنة الرواية، وجدواها الفنية في زمن السرعة، بالإضافة إلى ما تشهده من تحولات في الشكل والمضمون.
وكان ملتقى السرد العربي قد افتتح فعالياته يوم أمس بتكريم خاص للناقد المغربي البارز سعيد بنكراد، الذي ألقى محاضرة استهلالية بعنوان "السرد والهوية"، وضع من خلالها الإطار الفكري العام لنقاشات الملتقى.