في سابقة هي الأولى من نوعها، تفاجأ أهالي مدينة طنجة، مع أول أيام رمضان، بظهور سيدة ثلاثينية، تعمل "مسحراتية".
غير أن ما أثار استغراب سكان المدينة ومعهم باقي المغاربة، هو الأسلوب الذي اتبعته تلك السيدة لإيقاظ النيام، الذي فجر جدلاً واسعا بين المغاربة، قبل أن يتحول في اليومين الماضيين، إلى حملة شرسة ضد هتلك الشابة المنحدرة من مدينة طنجة.
بدأ السجال حين راحت الشابة غزلان الملقبة بـ "مرضية ماماها"، أي الفتاة التي نالت رضى والدتها، تصدح في حارات طنجة بعبارة "نوض أحبي تسحر" أي استيقظ يا حبيبي للسحور.
كما راحت تطوف أزقة المدينة قبيل موعد السحور حاملة طبلها، ومرتدية جلبابها و حجابها، داعية بصوت رخيم الناس إلى السحور.
إلا أن العبارات التي كانت تستعملها أثارت جدلا واسعا بين المغاربة على مواقع التواصل، حيث انتقد الكثيرون أسلوبها معتبرين أنه "يثير الفتنة"، وفق زعمهم
كما اعتبر البعض أنها تهدف إلى تحقيق الشهرة عبر الخروج عن المألوف،.
بينما رأى آخرون أن هذا النوع من المحتوى لا يعكس صورة المجتمع الطنجاوي المحافظ. واعتبر المعلقون على مقاطع فيديو "مرضية ماماها" أن ما تقوم به الشابة الطنجاوية وقاحة وقلة أدب، و أنها تسيء لتراث المسحراتي المعروف بالعامية "بالنفار"
بينما دعا آخرون إلى تقديم شكوى ضدها "بتهمة التحريض على الفساد".
في المقابل، أيد آخرون ما تقوم به الشابة الطنجاوية التي حظيت بشريحة واسعة من المعجبين
من جانبها، قالت غزلان عبر صفحتها على موقع فيسبوك، إنها لا تقوم بأي سلوك تخجل منه، مؤكدة أنها لم تقصد الإساءة أو إثارة الجدل، بل خلق أجواء مرحة ومميزة تتماشى مع روح الشهر الفضيل.
كما أكدت أن نواياها صادقة، وأنها تحرص على تقديم محتوى يحترم القيم في البلاد. وأشارت إلى أنها وجدت نفسها عرضة للاتهامات والانتقادات، رغم أنها لم تقدم على أي فعل يسيء إلى شهر رمضان الفضيل أو إلى المجتمع.
بالتزامن تحولت التعليقات المنتقدة للشابة المغربية، خلال اليومين الماضيين، إلى حملة شرسة واسعة النطاق ضدها على مواقع التواصل الاجتماعي.
فعبر تيك توك، أطلق عدد من الناشطين هجوما على غزلان بتهمة الإساءة لمدينة طنجة ولنسائها المحافظات، بل لكل النساء المغربيات، معلنين تبرؤهم من سلوكها الاستثنائي الذي تزامن مع شهر رمضان.
ولعل المثير للانتباه أن أغلب التعليقات المنتقدة لغزلان جاءت على لسان نساء، وصفنها بقليلة الحياء، بأسلوبها وصوتها وطبلتها
كما اعتبرن أن هذه الشابة لا تشرفهن، خصوصا أنها في بدايتها كانت تنادي بأسماء رجال لحثهم على الاستيقاظ، قبل أن تستدرك الأمر و تنادي بجميع الأسماء، كأن تقول "نوضي أمريم تتسحر"
فيما ظهرت مقاطع فيديو لرجل مسحراتي، في طنجة كذلك، يتجول بطبلته هو الآخر وينادي للسحور بنفس أسلوب غزلان، عبر النداء على أسماء فتيات.
إلا أنه لم يتعرض لنفس الهجوم الذي تعرضت له غزلان، بينما تحقق مقاطع الفيديو التي ينشرها آلاف المشاهدات.