في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
يقول وزير الخارجية البريطاني السابق وليام هيغ إن الاضطرابات التي تسببت فيها سياسات الرئيس دونالد ترامب قد تؤدي إلى إعادة تنظيم إيجابية ومذهلة للأفكار والأحزاب عبر الديمقراطيات الغربية.
وأورد هيغ أمثلة من الثورة الفرنسية في تسعينيات القرن الـ18، والتي أدت بسياساتها المتطرفة، إلى تغييرات كبيرة في سياسات البلدان الأخرى.
وأشار إلى أن الأسابيع الأولى لإدارة ترامب الثانية لم تذهب إلى حد الثورة الفرنسية، التي أدت إلى حرب مع الدول المجاورة، ولكن في عالم تنتشر فيه الأخبار في ثوان وتنتقل فيه التجارة بحرية عبر العديد من الحدود، يكون تأثير الاضطرابات في قوة عظمى أسرع بكثير مما كان عليه قبل قرنين من الزمان.
وأوضح أن هناك إعادة تنظيم للأفكار، وأحيانا للأحزاب تجري في جميع البلدان الغربية تقريبا، وفي كثير منها، يمكن القول إن تأثير ترامب سيكون كبيرا كما هو الحال في أميركا نفسها.
فبالنسبة للأحزاب الرئيسية مثل الليبراليين في كندا أو الديمقراطيين المسيحيين في ألمانيا ، أو حزبي العمال و المحافظين في بريطانيا، يمكن أن تكون سياسات ترامب هي شريان الحياة لها من الإغراق بموجات الشعبوية، إنها طريق عودة هذه الأحزاب الوسطية إلى الملاءمة والاتساق، إنها لحظة توضيحية يمكن فيها لأي شخص بعيونه المفتوحة رؤية العالم الحقيقي وعدم التوهم بأن كل شيء على ما يرام.
واستمر يقول إنه قد اتضح فجأة أن البلدان التي لا تستطيع السيطرة على حدودها، وليست قوية وفعالة، وتعتمد على الآخرين في جميع التقنيات الجديدة، وتقبل أن الكثير من سكانها مرضى وليس لديهم أمل في الدفاع عن أنفسهم، يجب أن تفعل شيئا حيال ذلك وبسرعة.
وأكد أنه ليس عليك أن تكون متحمسا لترامب للاعتقاد بأن تأثيره على السياسة في أماكن أخرى يمكن أن يكون إيجابيا. فإذا تعلمت أحزاب يسار الوسط ويمين الوسط منه في بعض النواحي واستجابت بشكل حاسم للتحدي الذي يمثله في جوانب أخرى، فإن فرصهم في رؤية الأحزاب في أقصى الطيف السياسي ستتحسن، وفي هذه العملية يمكنهم إجراء العديد من التغييرات الأساسية في أداء حكوماتهم.
يأتي تأثير ترامب خارج أميركا في 3 جوانب:
ولفت هيغ الانتباه إلى جانب مهم في ممارسة ترامب لتطبيق سياساته وهو خلوها من الوازع الأخلاقي. فكندا ضحية دون سبب واضح، و غرينلاند مرغوبة على الرغم من أنها أرض حليف، ومعاملة بوتين كصديق على الرغم من تسببه في قتل مئات الآلاف، وإذلال زيلينسكي على شاشات التلفزيون، والوقف المفاجئ للبرامج الأميركية طويلة الأمد حول الإيدز في أفريقيا، وغير ذلك.
وقال إن قوة هذا الجزء من تأثير ترامب هو القول للناس ودون إعلان إن قوة الدولة الديمقراطية وفعاليتها هي جزء من نظام أخلاقي، وإن انتشارها واحترامها في العالم يعتمدان على القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ؛ وإن إساءة استخدام القوة العظمى تجلب المقاومة والرفض.
وأكد الكاتب أن ترامب سيكون خلال السنوات الأربع المقبلة دليلا حيا على الحاجة إلى تثبيت مثل هذه السياسات.