حذر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي "أوبن أيه آي"، موظفيه من مواجهة تحديات الأشهر المقبلة، مشيرًا إلى تزايد الضغوط التنافسية من شركة غوغل ومؤشرات على تراجع ثقة المستثمرين.
وجاء في مذكرة داخلية، حصل عليها موقع "ذا إنفورميشن"، عبر ألتمان عن اعتقاد بأن جهود "غوغل" المتجددة في مجال الذكاء الاصطناعي تُعيد تشكيل ميزان القوى في هذا القطاع إلى حد ما.
وحذر ألتمان في المذكرة من "رياح اقتصادية معاكسة" حيث أقرّ بأن شركته تواجه "أجواء صعبة" بعد إطلاق "غوغل" لنموذج الذكاء الاصطناعي "Gemini 3 Pro"، بحسب ما نُقل عن تقرير "ذا إنفورميشن".
وأقرّ الرئيس التنفيذي لـ"أوبن أيه آي" أيضًا بالتقدم الذي أحرزته شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة المنافسة "أنثروبيك"، حيث أظهر مساعدها الذكي "كلود" مهارة متزايدة في إنشاء الأكواد البرمجية عبر الأوامر الحوارية.
ومع ذلك، يواجه "كلود" الآن منافسة متجددة بعد آخر تحديث أجرته "أوبن أيه آي" لوكيل "Codex" الخاص بها.
وأشار ألتمان، في المذكرة الداخلية، إلى أن المنافسين يقتربون من سد الفجوة بينهم وبين شركته، لكنه أكد أن "أوبن أيه آي" تتحرك بسرعة وتظل في موقع جيد لقيادة القطاع.
وشجع ألتمان موظفي "أوبن أيه آي" على التحلي بالتفاؤل والتركيز على أهداف أكبر، وقال: "لقد بنينا كشركة ما يكفي من القوة لمواجهة منافسة نماذج قوية تُطرح في أماكن أخرى... لذا، فإن تركيز معظم فريق البحث لدينا على الوصول إلى الذكاء الفائق أمر بالغ الأهمية".
وأضاف: "من المحبط أن نضطر إلى القيام بكل هذه الأمور الصعبة في الوقت نفسه - أفضل مختبر أبحاث، وأفضل شركة بنية تحتية للذكاء الاصطناعي، وأفضل شركة لمنصة/منتج ذكاء اصطناعي - لكن هذا هو وضعنا في الحياة. ولن أستبدل مواقعي بأي شركة أخرى".
وإلى جانب تحسين نموذجها، دأبت "غوغل" على دمج روبوتها الدردشة "جيميني" في منظومتها البيئية، بما في ذلك تطبيق البحث وأدوات الإنتاجية. وقد أقر ألتمان في مذكرته بأن حجم "غوغل" يوفر ميزة اقتصادية كبيرة.
سلّط إصدار نموذج "Gemini 3.0" من "غوغل" الضوء على هذه الميزة؛ فبدلًا من حصر الوصول إلى روبوت دردشة مخصص، قامت "غوغل" بدمج هذه التقنية في منظومة منتجاتها.
وكانت النتيجة هي أن مليارات المستخدمين قادرون على الوصول إلى أحدث قدرات الذكاء الاصطناعي الخاصة بغوغل من خلال أدوات يومية مثل البحث و"وورك بيس" وأندرويد، غالبًا دون الحاجة إلى الاشتراك.
وهذا الانتشار الواسع يُحدث تأثير شبكة يُعزز مكانة "غوغل" ويجعل تقنيتها مألوفة لكل من المستهلكين والشركات بشكل افتراضي. وبالنسبة لشركة "أوبن أيه آي"، التي تعتمد على بحث المستخدمين عمدًا عن روبوتها للدردشة "شات جي بي تي" أو أدوات المطورين، يُمثل هذا تحديًا كبيرًا.
وأقر ألتمان في المذكرة الداخلية بهذه الضغوط بشكل مباشر، محذرًا من أن المعنويات خارج الشركة قد تكون "صعبة" لفترة من الوقت.
وتسلط تصريحاته الضوء على حقيقة أكبر وهي أنه مع تسارع "غوغل" وتراجع السوق بشكل عام، يشتدّ التنافس بين شركات الذكاء الاصطناعي المستقلة.
المصدر:
العربيّة